الربط الكهربائي بين العراق والسعودية .. هل يُساهم في حل مشكلة العراقيين ويُقلل الاعتماد على إيران ؟

الربط الكهربائي بين العراق والسعودية .. هل يُساهم في حل مشكلة العراقيين ويُقلل الاعتماد على إيران ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

على هامش “قمة جدة للأمن والتنمية”، التي عُقدت أمس السبت في “السعودية”؛ وقّع الجانبين: العراقي والسعودي؛ على اتفاقيتين للربط الكهربائي.

الاتفاقية الأولى وقُعت بين “وزارة الكهرباء” العراقية مع “هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي”؛ والتي ستربط بين شبكة الربط الخليجي وشبكة كهرباء جنوب “العراق”، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية؛ (واس).

الاتفاقية تشمل إنشاء خطوط ربط كهربائي من المحطة التابعة للهيئة في “الكويت”، إلى محطة “الفاو”؛ الواقعة بجنوب “العراق”، لإمداد جنوب “العراق” بنحو: 500 ميغاواط من الطاقة من دول “مجلس التعاون”.

ويتوقع أن تحتاج خطوط الربط الكهربائي الجديدة التي سيتم إنشاؤها، قرابة: 24 شهرًا، ويمكن أن تعمل بقدرة إجمالية تصل إلى: 1800 ميغاواط.

الربط بين “عرعر” و”اليوسفية”..

وعن الاتفاق الثاني، فقد وقع بين وزير النفط العراقي؛ “إحسان عبدالجبار”، ووزير الطاقة السعودية؛ الأمير “عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز”، وهو يضم محضرًا تنفيذيًا خاصًا بمباديء الربط الكهربائي بين “الرياض” و”بغداد”.

ويتضمن اتفاق الربط الكهربائي بين الجانبين، الربط بين “عرعر” و”اليوسفية”؛ قرب “بغداد”، بسعة: 1000 ميغاوات؛ وجهد: 400 كيلو فولت، بطول يصل إلى حوالي: 435 كم.

واستبق ذلك الاتفاق تصريحات للرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، الجمعة، بأنه بحث ملف اندماج “العراق” في المنطقة وربط شبكته الكهربائية مع شبكة دول “مجلس التعاون”.

يجعل من “الرياض” مركزًا إقليميًا..

عن المشروع؛ قال وزير الطاقة السعودي إن: “استكمال هذا المشروع يأتي في إطار (رؤية المملكة 2030)؛ وبرامجها التنفيذية، التي تُركز على استثمار الموقع الإستراتيجي، وطبيعة الشبكة الكهربائية السعودية، التي تُعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، لجعل المملكة مركزًا إقليميًا لربط شبكات الطاقة الكهربائية.

وكانت دراسة فنية قد توصلت إلى أن مشروع الربط الكهربائي سيُسهم في: “دعم موثوقية الشبكات الكهربائية في البلدين، وتحقيق فورات اقتصادية، وتعزيز تحقيق مزيج الطاقة الأمثل من الطاقة لإنتاج الكهرباء، ودعم استيعاب الشبكات الكهربائية لدخول الطاقة المتجددة، وتحقيق الاستثمارات المُثلى في مشروعات توليد الكهرباء”.

تنويع مصادر الطاقة..

من جهتها؛ أوضحت “وزارة الكهرباء” العراقية؛ أمس، تفاصيل مشاريع ربط الطاقة المشتركة مع “السعودية” والخليج، فيما أكدت أن المرحلة الأولى تتضمن ربط ألف ميغاواط مع “السعودية”.

وقال المتحدث باسم الوزارة؛ “أحمد موسى”، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية؛ (واع)، إنه: “بناءً على مساع وزارة الكهرباء لتنويع مصادر الطاقة والحرص على أن تُنشيء مشاريع ربط كهربائي مع دول الجوار، تم المُضي باتجاه ربط مشترك مع تركيا ومع المملكة الأردنية الهاشمية، وبحثنا الموضوع بشكل مستفيض مع هيئة الربط الخليجي ومع المملكة السعودية”.

بعد ذلك: “تم توقيع مذكرة تفاهم بعد مفاوضات استغرقت سنتين، فيما تم اليوم على أثر زيارة رئيس الوزراء؛ مصطفى الكاظمي، على رأس الوفد الحكومي إلى السعودية توقيع اتفاقية الربط المشترك مع السعودية والخليج”، وفقًا لـ”موسى”، مؤكدًا أن: “الاتفاقية وقُعت من قِبل وزير الكهرباء ورئيس هيئة الربط الخليجي ووزير الطاقة السعودي”.

وأوضح، أن: “الاتفاقية تنص على إنشاء ربط مشترك ما بين العراق والسعودية وما بين العراق والخليج”، منوهًا بأنه: “تم تحديد مسارات الخطوط ودراسة نقاط الربط وأيضًا تحديد الآليات، بالتالي سيُصار إلى ربط مشترك تُنشيء بموجبه خطوط نقل الطاقة”، مبينًا أن: “مشاريع الربط الكهربائي مضت وبقوة لتنويع مصادر الطاقة وعدم الاعتماد على مصدر أحادي وهو الغاز”.

كما أشار إلى أن: “مشاريع الربط الكهربائي من شأنها أن تُحقق استقرارية عالية للشبكة الكهربائية وتوفر أكثر من مصدر للطاقة، وتُهييء بأن يدخل العراق عضوًا مهمًا في سوق الطاقة سواء الخليجي أو العربي وحتى الإقليمي، ومن ثم يكون بحكم موقعه للعراق بلدًا ممررًا وحافظًا لأمن الطاقة، وربما بعد استقرار المنظومة وتحقيق ساعات تجهيز كاملة سيعود بفوائد اقتصادية وأن يحصل العراق على منفعة كبيرة نتيجة مروره وتمريره للطاقة”.

محاولة لإظهار إنجازات واهية..

ورأي الخبير الاقتصادي؛ “نبيل جبار التميمي”، أن الربط الكهربائي مع دول الخليج لم يكن مشروعًا جديدًا؛ فقد سبق لـ”العراق” التعاقد مع دول “مجلس التعاون الخليجي” اتفاقية لربط شبكات الكهرباء والخطوط الناقلة؛ منذ أيلول/سبتمر 2019.

وقال في حديث لـ (العهد نيوز)؛ إن: “حكومة الكاظمي أكملت خُطى المشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج وذهبت بتنفيذ المشروع؛ وهو قد قارب الإنتهاء ووصل إلى نسب إنجاز متقدمة”.

وأضاف أن: “إعلان الرئيس الأميركي؛ جو بايدن، خلال زيارته إلى جدة، عن مشروع الربط الكهربائي هو محاولة لإظهار مُنجزات واهيه وغير حقيقية”.

وأشار إلى أنه: “في حال أفترضنا بأن المشروع قد أثمر بجهود أميركية؛ فما هو دور العراق وحكومته وسيادته المزعومة في أن تتبنى الولايات المتحدة دور الوصي في وضع الأطر لعلاقات العراق الاقتصادية مع جيرانه ؟”.

لن يؤثر على استيراد “الغاز” والكهرباء من “إيران”..

فيما قال الخبير الاقتصادي؛ “صالح الهماشي”، إن: “العراق مازال يُعاني من مشكلة تراجع إنتاج الطاقة؛ وبالمقابل زيادة مستمرة على الطاقة وما يحصل عليه العراق من كهرباء من دول الجوار؛ والخصوص إيران وتركيا لم تكفي لسد العجز”.

مشيرًا إلى أن: “دخول المملكة العربية السعودية كمُجّهز للطاقة الكهربائية للعراق أيضًا، لن يسد النقص في إنتاج الطاقة، بالتالي هذا بدوره لن يؤثر على استيراد الغاز والكهرباء من إيران؛ ولكنه سيُساعد في زيادة ساعات التجهز الطاقة”.

كما أشار إلى أن: “ذلك سيُساعد بتقليل إنفاق المواطنين على الكهرباء التي تعتمد على مولدات الطاقة الأهلية”، مُشيرًا إلى أنه: “أيضًا سيُساعد أصحاب المشاريع الصغيرة في التقليل من إنفاقهم على الكهرباء، باعتبار أن الكميات التي سيحصل عليها العراق من الربط الشبكي مع السعودية تصل إلى حوالي: 2000 ميغاواط، بالتالي ستزيد من ساعات التجهيز، كما أن أي زيادة في ساعات التجهيز ستنعكس على مستوى إنفاق المواطنين وأصحاب الأعمال مما يُقلل تكاليف عليهم”.

وكانت القمة الإقليمية الأميركية في “السعودية” قد إنتهت؛ مساء أمس السبت، وشدد البيان الختام للقمة على دعم “العراق”، وتعزيز العلاقات المشتركة لمواجهة تحديدات التغيير المناخي والطاقة، وإيجاد حلول دبلوماسية للقضايا العالقة في المنطقة، مثل “حرب اليمن”، ومشكلة “سد النهضة”؛ بين: “مصر” و”إثيوبيا”، فضلاً عن الحرص على بقاء منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة