في الغالب ، البيانات والتصريحات التي تصدر عقب اللقاءات الديبلوماسية والمؤتمرات السياسية ، في الغالب لا تعبر عما دار في تلك الاجتماعات واللقاءات المغلقة .
وفي العادة يلجأ المتحدثون المخولون والصحافيون الرسميون الى ترديد عبارات مملة وفضفاضة الى حد الكذب وذلك عند التعليق او التعبير عما دار في الحوارات والنقاشات بين القادة والمسؤولين ، وفي اللغة الديبلوماسية ،تتولى التصريحات والبيانات مهمة تبرير وتعتيم الفشل او لاطلاق قنابل الدخان للتغطية على حقيقة ما دار وما حدث .
• زميل صحفي رافق احد رؤساء الحكومات العراقية في زيارة الى واشنطن ، اكد ان الاجتماع المغلق بين الوفد العراقي والرئيس الاميركي حفل بالتقريع واللوم والتشاحن وتبادل الاتهامات.. ويضف صاحبنا , انه وفي ذروة تلك الجلسة الصاخبة: كنت عاكفا على كتابة بيان ( عبر عن اواصر العلاقات ومتانة الروابط مابين بغداد وواشنطن و .. ) .
° زميل اخر يقول انه كان برفقة مزارعين من البقاع استقبلهم امين عام حزب الله في حينها الشيخ صبحي الطفيلي . اللقاء هدفه الطلب من الحزب المساعدة في تسويق محاصيل المزارعين والشكوى من بعض مجموعات الحزب التي تمنع بعض المزارعين من الوصول الى بساتينهم وو.. لينتقل بعدها الحديث عن الشعر الشعبي وطرائف قصص الختيارية والمخاتير في البقاع.
في اليوم التالي بثت اذاعة الحزب بيانا حول اللقاء واكدت ان ( الوفد الفلاحي جدد استعداده للتضحية وعبر عن التفاف الشعب وخاصة البقاعيين حول المقاومة في دحر الاحتلال الصهيوني … ).
• في عام 1993 تقرر تكليفي بمسؤولية مقرر ( المؤتمر الاول لفصائل المقاومة الاسلامية المسلحة في العراق ) .
قبل ساعة من انعقاد المؤتمر كنت في القاعة اتاكد من الترتيبات والتحضيرات .وفي الاثناء تشاجر ممثلون عن فصيلين من المعارضة كانوا يحتسون الشاي في زاوية من القاعة . وسريعا تصاعدت حدة الشجار الذي كاد ان يصل الى ( الضرب بالقنادر) .
انتهزت الفرصت لاشعل سيجارة خارج القاعة وكان بجواري منسق ومنظم المؤتمر ، وماهي لحظات
واذا بكلا الوفدين استقلوا سياراتهم وغادروا غاضبين وشاتمين ،ثم تبعتهم بالمغادرة وفود الفصائل الاخرى .
التفت الى صاحبي وسالته ماذا نفعل ؟. فقال اكتب بيانا حول نجاح المؤتمر.
وبالفعل اعددت بيانا ناريا باللغتين العربية والانكليزية وارسلته بالفاكس الى اكثر من 160 مؤسسه اعلامية وسياسية وشخصيات معنية حول العالم .وقد بث واذيع ونشر البيان في طهران ودمشق ولندن ،واذاعه راديو اميركا واذاعة وتلفزيون الكويت وقناة mbc وكانت المتفردة في الساحة الاعلامية حيث استضافني هاتفيا المذيع القدير في القناة معتز الدمرداش للتعليق على البيان واتذكر انه سألني في حينها : هل يمكن وصف البيان ونجاح هذا المؤتمر بانه بيان رقم واحد وبداية لمعركة اسقاط النظام في بغداد ..؟
تذكرت هذه القفشات الطريفة وانا استمع الى بيان قمة جدة وكذلك بيانات اللقاءات الثنائية التي كانت تجري مع الرئيس الاميركي .