22 نوفمبر، 2024 11:45 م
Search
Close this search box.

تخفيض اسعار النفط: مهمة ربما فاشلة للرئيس الامريكي

تخفيض اسعار النفط: مهمة ربما فاشلة للرئيس الامريكي

مع اقتراب زيارة الرئيس الامريكي الى المنطقة العربية؛ تتولى التصريحات من قبل الرئيس الامريكي ورئيس الاسرائيلي، جميع هذه التصريحات تثني على هذه الزيارة وما سوف تتمخض عنها من توافقات او اتفاقات بين امريكا ودول الخليج العربي ودول اخرى من الوزراء المنطقة العربية. رئيس الوزراء الاسرائيلي وفي معرض تعليقه على زيارة الرئيس الامريكي، قال بما معناه ان الرئيس الامريكي سوف يطير من القدس الى السعودية وهي يحمل منا رسالة سلام الى السعودية وبقية دول المنطقة. واكمل ان هذه العلاقات او تأسيس علاقات طبيعية مع اسرائيل ودول المنطقة وهو هنا يقصد الدول العربية؛ هو ضمانة لحياة سلام وامن واستقرار لأطفالنا. وهو بهذا قد تنسى ما تقوم به اسرائيل من عمليات قتل ممنهج لأطفال فلسطين وشباب فلسطين وحتى كبار السن والنساء على حد سواء. انها حقا مغالطة وكسر لأعناق الحقائق على الارض، اضافة الى مصادرة الاراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية. الرئيس الامريكي وفي مقال رأي له في الواشنطن بوست؛ وصف زيارته في هذا المقال انها تأتي لبناء علاقات شراكة استراتيجية مع السعودية للمصالح المشتركة بيننا؛ ليكمل مع المحافظة على القيم الامريكية. يقول الرئيس الامريكي ان التعاون مع السعودية في زيادة صادرات النفط يساهم في خفض الاسعار وبهذا نكون ( يقصد امريكا والسعودية) في وضع يساعد العالم على هزيمة روسيا وايضا ايران. الرئيس الامريكي سوف يزور القدس كأول محطة له، ومن ثم يغادرها الى جدة، وهناك بعد لقاءاته مع القادة السعوديين وفي اولهم ولي العهد السعودي، الامير محمد بن سلمان؛ يتم عقد مؤتمر في جدة يضم دول الخليج العربي بالإضافة الى الاردن والعراق ومصر. بصرف النظر عن ما سوف يتمخض عنه مؤتمر الجدة، أو ان لهذا المؤتمر مقال اخر؛ لأهمية وخطورة ما سوف ينتج عنه من مخرجات.. الرئيس الامريكي في زيارته هذه يروم او يريد الحصول على ضمانه سعودية في زيادة الانتاج حتى يتم بها خفض اسعار النفط في الاسواق العالمية. اعتقد ان الرئيس الامريكي سوف لن يحصل على ما يريد او ما خطط له؛ لأسبب واضح كل الوضوح الا وهو؛ ان السعودية ليس في قدرتها زيادة الانتاج في الوقت الحاضر او هكذا يقول خبراء هذا الشأن، وربما للقيادة السعودية اسباب اخرى وجيهة. مع هذا فأن هذا الموقف السعودي من مطلب الرئيس الامريكي؛ لا يؤثر على برامج مؤتمر جدة؛ لأن السعودية سوف تزيد من انتاج النفط، إنما بطريقة غير حاسمة وغير جدية في خفض اسعار النفط، أي انها سوف تكون زيادة بسيطة من قبيل ذر الرماد في عيون الرئيس الامريكي. القيادة السعودية ليس من الغباء بحيث تضع جميع بيضها في السلة الامريكية، فهي تدرك تماما ان العالم يشهد تحولات وتغييرات كبرى، وان امريكا اليوم ليست امريكا الامس. ان هذا لا يعني انفراط عقد الشراكة بين السعودية وامريكا، بل ان العكس هو الصحيح. القيادة السعودية لها ايضا كما لإسرائيل ولكن بدرجة اقل كثيرا جدا؛ ظلا عميقا في صانع القرار الامريكي سواء في البيت الابيض او في الخارجية او في وزارة الدفاع الامريكية، أو في المؤسسات الامريكية العميقة، والتي هي من ترسم السياسة الامريكية في المنطقة العربية والعالم. عليه فأن السعودية كما سبق القول فيه؛ لن تزيد انتاجها من النفط نزولا عند رغبة الرئيس الامريكي؛ زيادة كبيرة بما يخفض الاسعار. الرئيس الامريكي سبق له ان هاجم السعودية سواء وهو رئيس الادارة او عندما كان نائبا للرئيس اوباما في عام 2015 حين اتهم السعودية بانها تقوم بتدريب وارسال مجاميع الارهاب الى سورية، بالإضافة الى اتهامه كل من تركيا والامارات، لاحقا قام بالاعتذار للقيادة السعودية، كما انه كان قد وصف السعودية في وقت سابق من تولية الادارة الامريكية؛ بأنها أي السعودية دولة منبوذة. في العموم وفي الذي يخص زيادة صادرات السعودية من النفط؛ فأن الرئيس الامريكي من غير المحتمل ان يحصل على ما يريد، ان لم اقل انه سوف لن يحصل على ما خطط الحصول عليه. أما القيادة السعودية فأنها حصلت على ما تريد من اعتراف ساكن البيت لابيض بها؛ كقوة اقليمية لا يمكن باي حال من الاحوال او باي ظرف من الظروف تجاوزها أي انها لاعب محوري واساسي في المنطقة العربية وفي جوارها. اعتقد ان القيادة السعودية تدرك تماما، وتفهم فهما كاملا؛ ان عالم اليوم هو غير عالم الامس سواء في صراع القوى العالمية العظمى على المغانم والنفوذ، أو في الصراع الاقليمي في المنطقة العربية وايضا في جوارها؛ عليه فأن هذا الادراك والمعرفة والفهم سوف يكون له انعكاسات على مداخيل ومخارج مؤتمر الجدة. حتى اسرائيل ولو ان امريكا حليفا استراتيجيا لها على مدى عقود وعقود، وهي أي امريكا من يحافظ على امن اسرائيل وعلى تفوقها على جميع دول المنطقة العربية؛ إنما اسرائيل الظل وفي السنوات الاخيرة بدأت بوضع قسم كبير من حاجاتها الاستراتيجية في الخانة الصينية والروسية بعون وغطاء من اسرائيل العميقة العاملة في الداخل الامريكي، بالاعتماد على قامات امريكية صهيونية او يهودية موالية لإسرائيل، لها باع كبير في الدراسات الاستراتيجية، ومن ثم وبالنتيجة في رسم السياسة الامريكية في المنطقة العربية وايضا في جوارها وفي تقديم الدعم الغير المحدود لإسرائيل، وتوفير غطاء، أو مبررات للعلاقة الاسرائيلية مع الصين وروسيا وهي علاقة ذات ابعاد طويلة الاجل. من هذا الجانب فأن الموقف السعودي من زيادة الانتاج النفطي؛ سوف يكون لها، من يجلس في غرف صناعة الاستراتيجيات والخطط الامريكية؛ من يقدم المبررات لها، بما لا يضر بالعلاقة الامريكية السعودية لحاجة كلا الدولتين للشراكة بينهما..

أحدث المقالات