22 نوفمبر، 2024 4:27 م
Search
Close this search box.

مقترحات للدعاة والوعاظ وخطباء الجمعة في أزمنة الجوع وحقب الهرج وعصور التيه !

مقترحات للدعاة والوعاظ وخطباء الجمعة في أزمنة الجوع وحقب الهرج وعصور التيه !

حدثان عراقيان مهمان لهما علاقة وطيدة بخطبة الجمعة قد تزامنا سويا في الآونة الأخيرة الأمر الذي إستدعى كتابة هذا المقال ، والله من وراء القصد،أولهما تمثل بعزل الشيخ عداي الغريري، ومنعه من خطبة الجمعة في جامع عمر المختار، بأمر مباشر من رئاسة الوقف السني ،على خلفية تلفظ الشيخ بكلمات وصفت بالخادشة للحياء عن تجارة الأعضاء في خطبته الأخيرة، ومن جراء بعض الانفعالات والحركات التي دأب الشيخ على تكرارها في خطب عدة قبيل عزله وبما رآها كثيرون بأنها لاتليق بمنبر الجمعة ولابخطيبها، وهو يتحدث بحرقة عن كارثة الفساد والفاسدين في عموم العراق،وما ترتب على أمر العزل وأعقبه من شد وجذب على مواقع التواصل بين مؤيد للقرار، وبين معارض له ،ولكل من الفريقين وجهة نظره الخاصة التي يعتد بها ويدافع عنها طلبا للحق تارة،وعنادا ومراءا تارة أخرى ولسنا معنيين بما تضمره السرائر، ولا بما تخفي الصدور ،ولا بما تكنه الضمائر وأمرها موكول الى بارئها،وعلينا بالظاهر منها فحسب ولانزكي على الله تعالى أحدا .
وثانيهما تمثل بدعوة السيد مقتدى الصدر الى إقامة صلاة وخطبة جمعة موحدة في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد من المزمع أن تحضرها أعداد غفيرة قد تتجاوز المليون على أقل التقديرات وسط تغطية اعلامية واسعة محلية وعربية وبالأخص أنها تأتي في ظرف حساس جدا يمر به العراق ولما تتشكل الحكومة العراقية بعد، وقد مضى على اجراء الانتخابات الاخيرة شهور عدة من دون تشكيلها، وعقب مرور أسابيع على إنسحاب النواب الصدريين من البرلمان العراقي بدورته الحالية وتقديم استقالاتهم الجماعية برغم حصولهم على الأغلبية النيابية بعدد المقاعد،وذلك في الخامس عشر من ذي الحجة لمناسبة ذكرى إقامة أول خطبة جمعة في جامع الكوفة الكبير في تسعينات القرن الماضي من قبل والده السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله تعالى، وذلك بعد قرون من تعطليها – اي صلاة الجمعة وخطبتها – لأسباب شتى حيث كانت تقام حتى منتصف القرن الخامس الهجري من دون إشكالات فقهية تذكر بمجرد إكتمال نصابها وتحقق شروط انعقادها ودخول وقت الزوال من يوم الجمعة ومن غير اشتراط حضور الامام العادل أو من ينوبه ولا الحصول على إذنه لإقامتها،الا أن الخلاف الذي أستجد في تلكم الفترة قد حام حول تفسير من هو الامام العادل الذي يتوجب حضوره أو يتحتم اذنه لإقامتها،الأمر الذي عطلها قرونا عدة لدى الاخوة الشيعة وبما يراه كثيرون منهم أنه وفضلا عن مخالفته نصا صريحا يوجب إقامتها في سورة الجمعة : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ “، فقد عطل ذلكم المنع ،وأوقف عجلة ومسيرة حافلة من الدعوة والارشاد والتوجيه والتربية والتوعية والتعليم وكسب القلوب في مئات المساجد وبمختلف الأصقاع والأمصار وعلى مدار قرون طويلة الأمر الذي كان من شأنه وفي حال عدم تعطيلها دعم المبدأ بدلا من خذلانه على حد وصفهم، الا أن فريقا آخر رد عليهم بقوله،إن”خطبة الجمعة بغياب الامام العادل يحتم التسبيح بحمد الحاكم الظالم ، أو السطان المستبد ، أو ولي الامر الجائر، والدوران في فلكهم ، والدعاء لهم من المنابر، وحث الناس على طاعتهم والالتزام بأوامرهم ونواهيهم وإن كانت مخالفة للكتاب والسنة وتعاليم الدين الحنيف “على حد وصفهم ، وفات الفريق الثاني بأن خطبة الجمعة ليست محفلا سياسيا ، ولا مؤتمرا انتخابيا ، أو مهرجانا حزبيا بحتا تلقى فيه الخطب السياسية فحسب من دون سواها من الخطب الوعظية والارشادية والفقهية والتربوية والاجتماعية والاخلاقية وما أوسع أبوابها، وما أكثر منافذها، وما أروع روافدها ، وما أثرى مواضعيها، وإن كانت السياسة والدعاء للحاكم جزءا من بعضها ولا شك،الا أن خطب الجمعة المنبرية فيها ما فيها من التوجيه والارشاد والنصح والوعظ والتعليم والذكر والتسبيح والتهليل والنفحات الايمانية والتبصير والتوعية بأمور الدين والدنيا وبما يجهله العوام على سواء،فضلا عن اجتماع الناس اسبوعيا بمكان واحد ، وعلى صعيد واحد ، وما يكتنف ذلكم الحضور الحاشد من تفقدهم لبعضهم ، وسلامهم على بعض ، وسؤالهم عن بعض بما يشحذ هممهم، ويزيد ايمانهم،ويعزز أواصر الاخوة ، ويعضد وشائج الالفة والمحبة بينهم ، وهناك من فرق بين الوجوب العيني لإقامة الجمعة وحضور خطبتها ، وبين القائلين بالوجوب التخييري لحضورها أو اقامتها ،ولعل من أبرز من أوجب اقامة الجمعة وإعادها ثانية الى سابق عهدها الزاهر هو السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله تعالى، ومن أدلته على إقامتها ومن جملة إستدلالاته على وجوبها ما جاء في سورة الجمعة من نص قرآني صريح وواضح ، اضافة الى أحاديث النبي الاكرم ﷺ، وقد أورد قسما منها في رسائله ومواعظه بهذا الشأن نحو” الجمعة حق واجب على كل مسلم الا اربعة عبد مملوك او امرأة او صبي او مريض”،” من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه”، “من ترك ثلاث جمع متعمدا من غير علة طبع الله على قلبه بخاتم النفاق” وغيرها .
وقد تم تكليف لجنة مؤلفة من سبعة اعضاء لإدارة وتنظيم شؤون الجمعة الموحدة المقبلة في الخامس عشر من ذي الحجة لأهميتها وقد غرد السيد الصدر على صفحته الشخصية في موقع التواصل تويتر قائلا من جملة ما قاله ” استمروا على صلاة الجمعة، والتي ضحى من أجلها وأجل إعلاء كلمة الله العليا بدمه ودم أولاده وأرجع المجتمع إلى طاعة الله ونبذ الدكتاتورية وكانت صلاة الجمعة سلاحاً فعالاً لذلك” ولايختلف إثنان على إن ما بعد تلكم الجمعة الموحدة وفي حال إقامتها بموعدها المقرر وعدم تأجيلها أو التريث بها لهذا السبب أو ذاك ،وبما سيُفسر بتفسيرات لاحصر لها ويفتح باب التكهنات والتحليلات والتخمينات والتوقعات واسعا وبما له أول وليس له آخر كما جرت عليه العادة في مثل هكذا أمورعراقيا وبالأخص وأن حجم التحشيد والترقب والاستعداد لإقامة هذه الجمعة كان كبيرا وبالتالي فإن تأجيلها سيفتح الابواب على مصاريعها لكل التكهنات ، أقول ان اقامتها بموعدها ونجاحها سيكون منطلقا لمئات الجمع الحاشدة اللاحقة في عشرات المساجد ولاسيما في جنوبي ووسط العراق،اضافة الى مناطق متعددة من العاصمة بغداد وبعض مناطق ديالى وصلاح الدين وكركوك .
وها انا العبد الفقير الى الله تعالى أستثمر الحدثين لأقدم جملة من النصائح، أو لنقل المقترحات، وإن شئت سميتها الامنيات التي أراها من الأهمية بمكان بما يستلزم التذكير بها في أزمنة الهرج ، وحقب الجوع ، وعصور التيه ، وأضعها أمام خطباء الجمعة والوعاظ والدعاة من جميع المذاهب والمكونات والقوميات في عموم العراق خاصة ، وفي ارجاء العالمين العربي والاسلامي عامة عسى أن تلقى اذانا صاغية، وقلوبا واعية، وتجد صدى لدى من يهمهم الأمر، وابدأ بعد حمد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله ، ومن ثم الصلاة على رسوله الكريم ﷺ وأقول :
إن خطبنا ومحاضراتنا ومواعظنا ودروسنا الدينية بحاجة الى سعة أفق وبلاغة مشفوعة بهدف منشود ورصانة مضمون يلامس واقع الناس، يضمد جراحاتهم ، يربت اكتافهم ، يمسح دموعهم ، ينور بصائرهم ، يشحذ هممهم ، يقوي عزائمهم ، يؤلف قلوبهم ، يوحد كلمتهم ، يرص صفوفهم ، يحترم عقولهم ، ينصر دينهم ، يخذل أعداءهم ..خطاب واع شائق ماتع يرصد المستجدات، يتابع النوازل، يلاحق الحادثات ، يحذر من البدع والضلالات ، ومن الأوهام والأساطير والخرافات، يضع السبابة والابهام على المستحدثات،يحقق التوازن والموازنات،يتتبع مكامن الخلل،يطارد مواطن العلل،يسد الثغرات،يردم الهوات،يعالج الهفوات، يرد على مجمل الأباطيل الاستشراقية والتغريبية والماسونية وما يسمى بالتنويرية -التزويرية – علاوة على الشبهات .. خطاب يجيد استقراء الماضي لإسقاطه على الواقع المعاش ..خطاب يتقن قراءة الحاضر ليستشرف به المستقبل ، ففي عصر انفجار المعلوماتية ، وثورة منصات التواصل والاتصال ، وسطوة العالم الافتراضي ،وتحكم الفضاء السيبراني ، وتحول العالم بأسره الى قرية صغيرة ، اذا لم نشغل عقل وقلب ووعي ووجدان وضمير وفكر الناس بالحق في عصور التصحر المعرفي ، الجدب الوجداني ، الجفاف الثقافي، عواصف التغريب العاتية وأعاصيره الهوجاء، عصر التغيرات المجتمعية والفكرية والاخلاقية التي توازي في خطرها التغيرات المناخية ان لم تتفوق عليها، فإن غيرنا سيشغلها كلها أو جلها بالباطل ولات حين مندم، إما بلسان عربي مبين، واما بثرثرة وابتذال وفحش لسان وبتلاعب أفكار وألفاظ وإغواء مهين، وأنوه الى أن الغياب والتغيب شبه التام عن أحوال المجتمع والبعد عن هموم الناس ومعاناتهم اليومية ومشاكلهم الحياتية ومحاولة القفز على الواقع المعاش واغفاله أحيانا،مع الابتعاد عن أحداث الساعة ومشاكل واشكالات الساحة أحايين ، هو السبب في نجومية بعض الطارئين ممن صار لهم معجبون على مواقع التواصل والمنصات وعلى حين غفلة من الزمان وبالملايين ليس أولهم الاف اليوتيوبرية السطحيين ولا صناع المحتوى الرقمي المتهافتين أسوة بقراء الحظ والطالع والسحرة والمنجمين، ولن يكون آخرهم المئات من -عشاق الطشة – وعشرات الفانشيستات تتقدمهم الدلوعة بنين ، وأقولها وبصريح العبارة للجميع :
– خطب ودروس ومواعظ لا تتطرق الى الفساد المالي والاداري والسياسي الذي نخر كل مفاصل الدولة وتسبب بهدر المال العام ، وأسفر عن تـأخير اقرار الموازنات العامة سنويا في أحلك الظروف المحلية والاقليمية والدولية،وعن تعطيل الحياة، وعن تلكؤ المشاريع وارتفاع معدلات الفقر والمرض والجهل والجوع والبؤس والفاقة ، عن توقف عجلتي الاستثمار والاعمار، عن هروب رؤوس الاموال اضافة الى الاثار خارج البلاد، عن نقص الخدمات على الصعد كافة،عن هجرة العقول والكفاءات والخبرات فضلا عن الشباب المنتج الى خارج العراق = خطب ودروس ومواعظ تغرد خارج السرب !
– خطب جمعة ومواعظ ومحاضرات دينية لا تتطرق الى كارثة البطالة (أم الرذائل) وعدد ضحاياها بالملايين ” نسبة البطالة بحسب احصائية القوى العاملة الاخيرة لوزارة التخطيط العراقية بلغت 16.5 بالمئة من مجموع السكان !!” = خطب ومواعظ تغرد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى كارثة المخدرات والخمور والكبسلة والتحذير منها تعاطيا وتجارة وتهريبا وترويجا وتصنيعا وزراعة وادمانا وضحاياها فضلا عن حوادثها المرورية وجرائمها الاخلاقية والاجتماعية المروعة بعشرات الالوف حاليا والنسبة مرشحة للارتفاع في القريب العاجل وبشكل مطرد وبصورة مرعبة للغاية = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى كارثة القمار والميسر ولا الى صالاتها السرية والعلنية، ولا الى قاعاتها المغلقة والمفتوحة، ولا الى فنادقها والتي باتت تُحرَق على موائدها الخضراء والغبراء عشرات مليارات الدنانير، وتبيض بورقها ” الكوتشينة ، والبلاك جاك “، وصكوكها ، وأوراق يانصيبها ، ومسابقاتها ” المراهنة على سباق الخيول ، وصراع الديكة وما على شاكلتها “، ونردها”الزار”، وكراتها، وفيشاتها،وعجلاتها الدوارة”الروليت”،ومكائنها الالكترونية، مئات ملايين الدولارات يوميا ، ناهيك عن ما تسببه كلها من خراب البيوت ،والطلاق ،وتفكك الاسر، وتمزق العوائل ، وتشردها ،وفقرها ،وجوعها ،وبيع املاكها تباعا ،وغرقها بالديون ،علاوة على حبس المدينين بسببها وملاحقتهم قضائيا وعشائريا من قبل الدائنين ، اشخاصا كانوا أو بنوكا ..اما عن صفحاتها ومواقعها في العالم الافتراضي فبمئات الالوف = خطب ومواعظ تغرد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ودروس لاتتطرق الى كارثة إرتفاع معدلات الخلع والطلاق مع وضع الحلول الناجعة لها ( تسجيل 5270 حالة طلاق من مجموع 21857 خلال شهر واحد فقط في المحاكم العراقية ) = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى كارثة الرشوة – دهن السير – في الدوائر الرسمية وشبه الرسمية بما يعطل مصالح الناس ويؤخر معاملاتهم ويبتزهم ويثقل كواهلهم ويحطمهم ماديا ومعنويا = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى كارثة التزوير بأنواعه ، نحو انتحال الصفة ، تزوير عملات ..تزوير انساب وأحساب بما فيها تزوير الانتساب للعترة الطاهرة في بعض الاحيان من قبل بعض ضعاف النفوس …تزوير شهادات …تزوير بطاقات شخصية وهويات وجوازات …تزوير صناديق اقتراع = تغريد خارج السرب .
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى جرائم القتل والسرقة والاختلاس والاغتصاب والانتحار وتناقش مقدماتها ونتائجها ، أسبابها وحلولها = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى مشكلة ارتفاع نسب العنوسة، مقابل تراجع نسب الزواج ، وغلاء المهور وإنفاق الغالي والنفيس على السفاسف والولائم والعزائم والتصوير والرقص والغناء والقاعات والزفة والفندق وشهر العسل فحسب من دون التفكير بالأعباء والديون المادية الثقيلة المتراكمة على عاتق العريسين لاحقا، ولو أنها صرفت على الأثاث والأجهزة واللوازم والتجهيزات الضرورية لبناء عش الزوجية وبما هو نافع للعريسين طوال حياتهما لكان أجدى وأنفع لكليهما من كل التبذير والهراء السابق = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى أهمية كفالة الأيتام ( في العراق هناك خمسة ملايين يتيم ) ،السعي على الارامل والمطلقات ( في العراق اعدادهن 4 ملايين )، الى رعاية المسنين ( نسبة المسنين فوق سن 65 تبلغ 3.1٪؜ من عدد السكان يعاني معظمهم من الفقر والوحدة اضافة الى الامراض المزمنة ” سكري ، ضغط ، امراض قلب ، تصلب شرايين ، امراض كلى ،كبد ..الخ ” فضلا عن امراض الشيخوخة “الزهايمر والباركنسون” كذلك الشلل النصفي او الرباعي الامر الذي يضاعف أعباء وتكاليف رعايتهم المادية والمعنوية ما يدفع العديد من الاسر والعوائل الى ايوائهم في دور المسنين رغما عنهم، كذلك عدم تطرق الخطب والمواعظ والدروس الدينية الى معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة “اعاقات بدنية وحركية ، اعاقات بصرية، اعاقات سمعية،اعاقات نطقية، اعاقات عقلية، اعاقات نفسية ، اعاقات مزدوجة – شديدي العوق -“واعدادهم في العراق بالملايين = تغريد خارج السرب .
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتحذر من مخاطر الامية الابجدية والتقنية في العراق الذي علم البشرية ماضيا القراءة والكتابة، وقد وصل عدد امييه حاليا الى “سبعة ملايين امي ، امية ابجدية فقط ” ، ولا تتطرق الى اهمية التعلم والتعليم وتحسين الواقع التربوي والجامعي وبناء المزيد من المدارس الانموذجية والكليات والمعاهد والجامعات ومكافحة الغش في الامتحانات والتسرب المدرسي وظاهرة المدارس الطينية والكرفانية وذات الدوام الثلاثي والرباعي ونقص الطواقم التعليمية = تغريد خارج السرب . !!
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى الدكات والنزاعات والثارات العشائرية ، ولا الى خطر وعدم شرعية وعدم قانونية العديد من الاعراف القبلية بدءا بالنهوة والجلوة والعراضة والفصلية، وليس انتهاءا بالعطوة، وكتابة عبارة ” مطلوب عشائريا حتى على جدران المحال التجارية والمنازل والمستشفيات والمدارس والمتنزهات” وبنت العم لأبن العم ، والكصة بكصة ( زواج الشغار ) = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ودروس لاتتطرق الى ظاهرة انفاق الملايين واهدارها على مجالس العزاء التي تقام على ارواح الموتى في كل مكان وزمان ، بدلا من توزيع مصاريفها بين الفقراء والمساكين والايتام والارامل والعاطلين لينتفع يها الاموات والاحياء على سواء ، وبدلا من الحفاظ على هذه الاموال للورثة ولاسيما الايتام والقاصرين والاناث والعاطلين منهم = تغريد خارج السرب .
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى فضائل وحقوق الجار، وصلة الارحام ، والمحافظة على النظام العام والنظافة الشخصية والمناطقية = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى التحذير من عواقب عقوق الوالدين وضربهما وتعنيفهما ورميهما في الشارع وعلى الارصفة او إلقائهما في دور المسنين مع القدرة على رعايتهما اسريا وعائليا ، بل وقتلهما أحيانا كما تطالعنا به الفضائيات والاخبار المؤسفة التي تعصر قلوبنا ، وتخبث خواطرنا يوميا ايضا = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى كارثة الكفر اللفظي وسب الرسل والانبياء والمقدسات والرموز والكتب السماوية يوميا وعلى مدار الساعة ، ناهيك عن اختراع بعض المزارات بين الفينة والاخرى بما لاتؤيده الشواهد التاريخية ، ولا تدعمه الهيئة العامة للتراث والاثار = تغريد خارج السرب .
-خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى اهمية وضرورة نزع السلاح الموازي والمنفلت والمؤدلج وحصره بيد الدولة فقط لاغير ، لأن بيع وتجارة وانفلات السلاح غير المرخص بات هما يؤرق العراقيين ويثير الرعب في قلوب المواطنين الابرياء العزل ويقلب حياتهم جحيما = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى أهمية اخراج الزكاة – التي منعت عن اصنافها الثمانية المذكورة في كتاب الله العزيز – وعن الصدقة التي – حجبت – في زمن الشح المطاع والهوى المتبع والدنيا المؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه ،في زمن الغلاء والوباء والبلاء وارتفاع اسعار الدولار وانهيار قيمة الدينار = تغريد خارج السرب .
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى اهمية احياء ودعم المصانع العراقية وتأهيل الصناعة الوطنية والتقليل من حجم الاستيراد ولاسيما في الكماليات والتحسينات ، والحفاظ على العملة الصعبة ودورها في تشغيل العاطلين = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى جرائم التحرش والزنا والتنمر والطعن في الاحساب والانساب والاعراض ، والجنس المحرم ، ودور البغاء السرية والعلنية ، والملاهي الليلية ، ولاتتطرق الى جرائم الاتجار بالبشر وتجارة الاعضاء ..ولا الى جرائم الاختطاف والسطو المسلح وقطع الطريق والعبث بالمال العام والخاص والتسول الذي صار مهنة وحرفة من لامهنة له تديره عصابات جريمة منظمة من خلف الكواليس بما قطع سبيل المعروف وعم شره واستبد ضرره بالفقراء والمعوزين المتعففين الحق ممن لايسألون الناس الحافا أعطوهم او منعوهم = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى معاناة النازحين وإيواء المشردين ومساعدة الفقراء والمساكين والتخفيف عن كاهل المؤجرين ، ودعم الكادحين وأمثالهم = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى التاتو والبيرسينغ وقصات الشعر الغريبة والعجيبة والبناطيل الضيقة والمرقعة والمزحلقة ولكلا الجنسين = تغريد خارج السرب ” علما بأن أحدث الدراسات الطبية العالمية عن أسباب ارتفاع معدلات العقم وانخفاض نسبة الخصوبة لدى الرجال والنساء على سواء حول العالم سببها البناطيل والملابس الضيقة ، اضافة الى التدخين، ومشروبات الطاقة والمنشطات ، والمكملات الصناعية ” .
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى مشكلة عمالة الاطفال ، وحرمة السحر والتنجيم وقراءة الابراج والحظ والطالع ، وحرمة الذهاب الى السحرة والمنجمين ، وحرمة نبش المقابر لغرض السحر والفك والربط وبيع الوهم للناس = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى حرمة الاجهاض ، وعمليات تحويل الجندر ” تغيير الجنس من ذكر الى انثى ، ومن انثى الى ذكر “، وشيوع ظاهرة الميوعة والخنوثة والايمو والطنطات للرجال ، مقابل شيوع ظاهرة الذكورة والاسترجال للنساء = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى اهمية إحياء الاراضي الزراعية والتوقف عن تجريف البساتين ، وحرق المزارع ، وتحويل جنس الارض من زراعي الى سكني ، ومواجهة التصحر ، ومكافحة الجفاف ، والتخفيف من حدة تأثير التغير المناخي،والتشجيع على التشجير والحزام الاخضر ، وحفر الابار والقنوات ، وبناء السدود ، والاحواض المائية العملاقة لتخزين المياه في مواسم الامطار تحسبا لنقصها وشحها صيفا = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى كارثة الظلم ، الاستبداد ، ومخاطر الاعتداء والتجاوز على حقوق وممتلكات وانسانية وكرامة وآدمية الاخرين، وحرمة تكميم الافواه الصادحة بالحق ، وحرمة الدعاوى الكيدية وشهادات الزور والحلف الكاذب واليمين الغموس = تغريد خارج السرب .
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى مخاطر مجالس الغيبة والنميمة والغمز واللمز والهمز والطعن واللعن والسخرية من الاخرين وفحش وبذاءة اللسان = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى أهمية إحياء الفضائل والسنن ( كثرة الذكر، التسبيح ، الدعاء ، تلاوة القرآن ،صوم الاثنين والخميس،صوم ثلاثة ايام من كل شهر تطوعا ،اماطة الاذى عن الطريق، بركة السلام على من عرفت ومن لم تعرف،التواضع ،الكرم،السخاء،الصدق،الامانة ،العطف على الصغير واحترام الكبير، رعاية الطيور والعصافير والقطط وبقية الحيوانات المستأنسة وسقيها واطعامها من غير قصد المتاجرة بها خالصة لوجهه تعالى ..ونحوها ) ، ولا تتطرق الى أهمية تطبيق الفرائض ( الصلاة ، الصيام ، الزكاة ، الحج ، الحجاب ، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوها ) والتي هجرها كثير من الناس عمدا او تكاسلا = تغريد خارج السرب !
– خطب ومواعظ ومحاضرات لاتتطرق الى كارثة الالحاد واللادينية واللا ادرية والوجودية والعبثية والحركات الشيطانية والماسونية وحرمة التطبيع مع الكيان الصهوني المسخ ، وحرمة الدعوة الى ما يسمى بالديانة ” الابراهيمية ” الوهمية = تغريد خارج السرب !
– خطب لاتتعرض الى مخاطر العنف الاسري وضرب النساء والاطفال بطرق متسافلة وبأساليب لا انسانية بشعة بما تطالعنا به الصحف والمجلات والوكالات الاخبارية والفضائيات يوميا = تغريد خارج السرب !
-خطب ومواعظ ودروس دينية ، لا تعمل على تفقيه الباعة والتجار بأمور دينهم وتحذرهم من مغبة الاتجار بالخمور والمحرمات ، بأسلحة الاطفال – ام الصجم – التي تسبب العمى للعشرات من فلذات اكبادنا في الاعياد والمناسبات ، تحذرهم من الاتجار بالمواد الغذائية والصناعية المغشوشة ، واﻷدوية التالفة ، وتغيير تواريخ النفاد والانتاج ..مواعظ وخطب لاتبيع أهمية وصفات التاجر الصدوق الذي ” لايحتكر ، لايغش في الميزان ، لايطفف في المكيال ، لايخلط الرديء بالحسن ، لايبيع البضائع المضروبة، لايكثر من الحلف وإن كان صادقا ، لايحلف كاذبا لتصريف بضاعته ، لايماطل بدفع ديونه ، غير صخاب وﻻ عياب وﻻفاحش وﻻ بذيء في اﻷسواق ، لايتعامل بالربا بنوعيه ( ربا الفضل والنسيئة ) ولايدفع الرشا ، ولايبيع على بيع أخيه ، وﻻيتعامل بالنجش (أن يزيد في الثمن لا لرغبة بالشراء وإنما لغرض الخداع والاضرار بالغير ) ولايتعامل ببيع الغرر ( البيع المجهول الذي يلحق ضررا بأحد الطرفين ) وﻻبيع العينة ( وهو بيع سلعة باﻵجل ليشتريها من نفس الشخص بثمن أقل بمعنى هو قرض ربوي بصيغة بيع )= خطب تغرد خارج السرب ،ولو لا خشية الاطالة لأسهبت في الحديث اكثر وأكثر الا أن خير الكلام ما قل ودل ، وشر الكلام ما طال وخل ، وبحسب اللبيب ايماه الشفاه . اودعناكم اغاتي.

أحدث المقالات