23 نوفمبر، 2024 5:22 ص
Search
Close this search box.

الاعلامي.. سفير و ممثل وحامي لمهنة الاعلام

الاعلامي.. سفير و ممثل وحامي لمهنة الاعلام

لكل مهنة في العالم تأثير واصول، واما التاثير هو ان تكون للمهنة اطر و انماط وتصرفات يتعلمها العامل في هذه المهنة و يتشبع بها فتؤثر به حتى تصبح جزء من شخصيته و تصرفاته داخل وخارج المهنة، ومثال على ذلك هي مهنة العسكرية و المحاماة والطب يمكن توقع الاشخاص الذين يعملون بها من خلال ملابسهم وتصرفاتهم و طرق حديثهم وغيرها من مؤشرات، وهي تنطبق على مهنة الاعلام ايضا.

اما اصول المهنة فهي القواعد الاساسية التي تجمع “العلم الاكاديمي و الشهادة والعمل المستمر لمدة من الزمن و الخبرة” والتي تنعكس طريقة تفكيرهم و كلامهم و شخصيتهم ومظهرهم الخارجي ايضا.

والاعلام من المهن التي تتعامل مع التاثير و الاصول بشكل كبير، فجوهر المهنة الاعلامية هي “التاثير في الجمهور” عن طريق صناعة “الرسالة الاعلامية او ” عرضها على الجمهور” او “ادارة عملية الصناعة والعرض للرسالة الاعلامية”، بالتالي للمهنة تاثير على العاملين فيها.

فالاعلامي الحقيقي الذي يتخذ الاعلام مهنة هو

١. المثقف والمطلع على الكثير من العلوم و الاخبار و الاحداث

٢. القارئ للكتب و الدراسات و المقالات

٣. الكاتب للمقالات و المدونات و التقارير و الاخبار

٤. الانيق الذي يظهر بملابس لائقة امام جمهوره في العمل او خارجه

٥. المحترم امام المجتمع وفي العالم الافتراضي “السوشل ميديا”

٦. صاحب اللغة العالية، الذي يستخدم كلمات دقيقة المعنى صحيحة اللفظ فصيحة

٧. الخلوق، الذي لا يدخل في جدالات و مهاترات و كلمات نابية امام العامة

٨. الباحث عن العلم و المعرفة بشكل اكاديمي او مهني

٩. المشارك في الندوات و المحاضرات و الدورات و غيرها من فعاليات اجتماعية

١٠. الراقي في التعامل مع الاخرين من كافة فئات المجتمع خارج العمل و داخله مع الزملاء

١١. المهتم بعمله من نواحي الدقة و الاداء و البحث و العرض و المعرفة و العلم

الاعلام عمل دؤوب قد ينتهي بالشهرة الاجتماعية

قد لايلاحظ القارئ ان “الشهرة في المجتمع ليس في مهنة الاعلام فقط” بل في باقي المهن ايضا فهناك طبيب مشهور ومحامي مشهور و مهندس و مدير مؤسسة و وزير وغيرهم الكثير من المشاهير الذين عملوا بشكل دؤوب ليلا و نهارا و حققوا “انجازات كثيرة في وقت قصير وبدقة عالية وتاثير كبير” فاصبحوا حديث المجتمع ومشاهيره، اما مهنة الاعلام فهي الاكثر توفيرا لفرصة ظهور “نتائج العمل” المتمثلة بالاخبار والتقارير و غيرها او لظهور الاعلامي في الشاشة التي يشاهدها الكثيرون وبكل اختصاصاته “مذيع الاخبار او مقدم البرامج او المراسل وغيرهم” فالعمل الاعلامي يجعلك اما “ضيف في كل بيت عراقي” او “موصل رسائل لعقول الجمهور بالمواد التي تنتجها” بالتالي هي فرصة اكبر ان يعرفك الجمهور لكن والاهم ليس بالضرورة ان تكون مشهورا او مؤثر الا بعد عمل دؤوب و استمرارية طويلة و دقة في الاداء وان يؤثر عملك بالجمهور عندها تصبح مشهورا بعينهم.

سفير المهنة الاعلامية

في الاونة الاخيرة وبسبب انتشار اشباه القنوات والاذاعات و المواقع الاخبارية و التي تعمل دون اي ضوابط وفتحت ابوابها امام كل من هب ودب لتضعه في منبر بث الرسالة الاعلامية ان كان خلف و امام الكاميرا، ظهر كثيرون يسمون نفسهم بغير وجه حق “اعلاميون” وقد اساؤا لمهنة الاعلام بشكل كبير جدا حتى اختلط المشهد على الكثيرين بين “هل مهنة الاعلام جامعة للفاشلين وقليلي الذوق والاخلاق والعقل ام هي من تحول الافراد الى هذا الحال !” فصار المجتمع ينتقد هذه المهنة بقسوة ويعتبرها “مهنة من لا مهنة له” والغريب ان اشباه الاعلاميين استثمروا اشباه القنوات والاذاعات و المواقع بشكل جيد جدا، فصارت اساليب ” قلة الادب بالتصريحات و الحديث و التصرف، او الشجار و قلة المعرفة والاخطاء سمة رائجة” وتستخدم للحصول على “الطشة و الترند” والذي يعادل بلغة الاعلام الحقيقي الشهرة، وهم يكررون هذه الاعمال دون رادع من اشباه الادارات في اشباه القنوات و الاذاعات والتي انتجت اشباه الاعلاميين.

وفي ظل هذه العشوائية يظهر “سفير المهنة الاعلامية” وهو الاعلامي الحقيقي” الذي درس اكاديميا وعمل وتدرج بالمهنة و انتقل بين مؤسسات حقيقية وتعلم ضوابط المهنة في “التأثير و الاصول” وانطبقت عليه، فصار كل من يشاهده يعتقد او يتاكد بان هذه الشخص اعلامي، هذه هو ممثل المهنة الاعلامية ومروج لها ومستعرض لاصول وتاثير المهنة على الشخصية وكيفية اضافتها للكثير من العلم و الثقافة و المعرفة للعاملين بهذا المجال، ومدافع عن المهنة في وجه من يسيؤون لها بالفعل و القول و الانتقاد، فمن يريد ان يعرف ماذا تنتج مهنة الاعلام يجب ان يشاهد الاعلاميين الحقيقيين.

اعادة ضبط قياسات المهنة لدى الجمهور

من الجيد ان رقابة المجتمع و ثقافته ميزت مؤخرا بين الاعلامي الحقيقي و اشباه الاعلاميين “اشبعوا الساحة عبثا وانحدارا بمعايير المهنة”، وهنا التمييز الذي وضعه المجتمع هو معيار قياس وتمييز يرتفع و يتطور وينتشر بشكل مستمر لدى شريحة واسعة لكي تفصل بين الاصيل و الناطحة و المتردية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات