28 سبتمبر، 2024 3:17 م
Search
Close this search box.

“نخلة” .. خطوة على طريق استعادة “العراق” عرشه في إمبراطورية التمور !

“نخلة” .. خطوة على طريق استعادة “العراق” عرشه في إمبراطورية التمور !

وكالات – كتابات :

سلط موقع (أطلس أوبسكيورا) الأميركي الضوء على تجربة شركة عراقية فريدة في مجال عملها، تأمل أن تُعيد إحياء إمبراطورية التمور التي أشتهر بها “العراق” منذ قرون، وتعود الى حقبة الملك البابلي؛ “حمورابي”.

وذكر التقرير أن “العراق” كان فيما مضى يُنتج معظم تمور العالم، لكن حرب الأعوام الثمانية مع “إيران”؛ خلال ثمانينيات القرن الماضي، ثم الغزو الذي قادته “الولايات المتحدة” في العام 2003، تسببتا في تدمير نحو: 15 مليونًا من: 30 مليون نخلة التي لدى “العراق”؛ الذي كان يشتهر فيما مضى بأنه: “ملك التمور”، لكنه لا يمتلك حاليًا سوى نسبة: 5% فقط من سوق التمور في العالم.

“نخلة”.. خطوة نحو إحياء إمبراطورية التمور العراقية..

ويقف “فايز” و”نضال نجم الدين”؛ في ظل شجرة نخيل طولها: 40 قدمًا في الطرف الأخير من حديقتهما في وسط “بغداد”، حيث يعيش الأخ واخته منذ الثمانينيات، ويشاهدان العامل؛ “عادل ياسين”، وقد تسلق شجرة نخيل وهو يلف الحزم الكبيرة من التمور بأكياس شبكية.. إذاً إنه بداية الصيف وهذه الفاكهة غير الناضجة تحتاج إلى الحماية من الطيور.

وأشار التقرير الأميركي إلى أن “ياسين” يعمل في شركة عراقية جديدة؛ تُسمى: (نخلة)، تسعى إلى إحياء إمبراطورية التمور في “العراق” التي كانت تتمتع بالعظمة، مضيفًا أن شركة (نخلة) تُقدم لأصحاب النخيل والمزارع والمنظمات الأخرى خدمات رعاية النخيل مقابل رسوم اشتراك سنوية تتراوح بين: 35 دولارًا و75 دولارًا أميركيًا لكل شجرة. ثم تقوم (نخلة) بقطاف التمور وبيعها، وتعيد تقديم نسبة من الأرباح إلى أصحاب النخيل.

وتُحقق أُسرة “نجم الدين” حوالي: 225 الف دينار سنويًا من التمور. لكن التقرير اعتبر أن: “إنهيار إمبراطورية التمور في العراق؛ كان يعني أكثر من مجرد خسارة الدخل”.

وأوضح التقرير أن نخيل التمر التي تنمو الآن في جميع أنحاء العالم، ربما نشأت بداية في “العراق”؛ وقد وردت الإشارة إليها في “القرآن” 22 مرة، وفيه قصة ولادة “يسوع”، حيث طلب الله من “مريم” أن تتناول ثمارها بينما كانت تُعاني من آلام المخاض.

وتابع التقرير أن الملك البابلي؛ “حمورابي”، الذي حكم “العراق” منذ أكثر من 3500 عام، وضع العديد من القوانين المتعلقة بمعاملة النخيل في قوانينه.

“تمور العراق” كنوز صحية..

وتتناول أسرة “نجم الدين” الفوائد الصحية العديدة للتمر، إذ إنها غنية بمضادات الأكسدة التي تُساعد في الوقاية من الأمراض، وغنية أيضًا بالألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس والمنغنيز وفيتامين (بي-6).

ويُشير التقرير الأميركي؛ إلى أن الرواية القرآنية حول قدرة التمور على تخفيف آلام تقلصات النساء الحوامل، لها أسس علمية؛ حيث من المعتقد أن التمر يُسهل الولادة الطبيعية.

يقول “نجم الدين”: “لا يوجد شيء أفضل من هذه الشجرة”.

ولفت التقرير إلى أن الفوائد الاقتصادية والثقافية والصحية كانت جميعها في ذهن “لبيب كاشف الجيتا”؛ عندما قام هو ورفاقه بتأسيس شركة (نخلة)؛ في العام 2016، حيث أنهم كانوا يدركون أنه برغم حقيقة أن أشجار النخيل هي من تراث “العراق”، إلا أن احدًا لم يكن يعتني بما تبقى من هذه الأشجار، في حين أن نظام حصاد التمور التقليدي لم يكن فعالاً.

متسلقي النخيل..

وأشار تقرير الموقع الأميركي؛ إلى أن غالبية العمال من متسلقي النخيل في “العراق”، يعملون لحسابهم الخاص. ونقل عن “لبيب الجيتا”؛ قوله هذا الوضع يخلق مشاكل، موضحًا: “إنهم يذهبون إلى المزارع، لكنهم يقومون بعمل قذر، حيث إنهم يسعون فقط للإنتهاء من عملهم بأسرع وقت ممكن والحصول على أجرهم. ولكنهم لا يهتمون بما يحدث للأشجار”.

وتابع أن “لبيب الجيتا”؛ وكان يسير في شوارع “بغداد”، ولاحظ أشجار النخيل وهي تطل برؤوسها من فوق جدران الحدائق السكنية، وهو كان لديه نخيل في حديقته الخاصة، ويعلم مدى الإحباط الناتج عن التعامل مع متسلقي الأشجار.

وأشار إلى أن العديد من مُلاك أشجار النخيل لم يُكلفوا أنفسهم عناء الاهتمام بأشجارهم نهائيًا، ما يعني أن الأشجار لم تُثمر بتاتًا.

ومن هنا، جاءته فكرة عمل (نخلة)؛ القائمة على الاشتراك النقدي السنوي. لكن “لبيب الجيتا” قال إن الفكرة لم تكن بدون تحديات: إذ “ليس من السهل إقناع الناس بفكرة جديدة هنا في العراق؛ حيث خرجنا من العديد من الحروب، والناس لا يمكنهم أن يثقوا في الأشخاص الذين يأتون إلى منازلهم، فهم لا يعرفونك”.

14 ألف نخلة في “بغداد”..

وأشار التقرير إلى أنه؛ بحلول العام 2018، لم يكن لدى مؤسسي (نخلة) سوى: 20 شجرة تحت رعايتهم، ثم راح ينتشر الحديث عن جودة خدمتهم شفهيًا بين الناس. والآن، أصبحت (نخلة) مسؤولة عن حوالي: 14 ألف شجرة في العاصمة؛ “بغداد”، فيما يأمل “لبيب الجيتا”؛ أن يُحقق هدف إلى: 50 ألف شجرة نخيل في العام المقبل.

وتطور عمل (نخلة) إلى ما هو أكثر من العناية بأشجار النخيل في حدائق المنازل السكنية، وبدأت تهتم أيضًا بأشجار النخيل في المزارع الكبيرة.

وأضاف التقرير الأميركي أن “لبيب الجيتا” نجح أيضًا في إحياء مبادرة لتبني الأشجار؛ وذلك بالتعاون مع الحكومة العراقية، حيث بإمكان الشركات الراغبة الحصول على إعفاءات ضريبية من أجل تمويل صيانة أشجار النخيل المنتصبة في الشوارع العامة في “بغداد”، حيث يتم نصب لافتات إعلانات صغيرة تحمل علامات تجارية بجانب الأشجار التي جرى تبنيها.

تحديات أمام سوق التمور العراقية..

إلى ذلك، تحدث التقرير عن تحديات يفرضها سوق التمور نفسه، إذ أنه بعد إنهيار هذه الصناعة العراقية، تمكنت دول أخرى مثل: “مصر وإيران” من وراثة عملائها من خلال بيع بدائل أرخص بكثير.

إلا أن “لبيب الجيتا” يُراهن على جودة عبوات التمور الحالية؛ وأن يدفع العراقيون الفارق بالسعر المطلوب، موضحًا أن: “الشعب العراقي يُحب التمر العراقي، وهم يختارون التمور العراقية على أي تمر آخر”.

وحاليًا؛ تُخطط (نخلة) للتوسع إلى خارج “بغداد” نحو مدن أخرى مثل؛ “الموصل”، كما إنها تلقت طلبًا لإنشاء برنامج شبيه في “مصر”.

والآن يتصور “لبيب الجيتا” أن يتمكن الناس من جميع أنحاء العالم في المستقبل؛ أن يتبنوا الأشجار العراقية من خلال دفع رسوم الاشتراك وتلقي الأرباح في المقابل، على أمل أن يُساهم ذلك في استعادة “العراق” لعرشه كملك للتمور.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة