(1)
لم يخض اي جيش في العالم في القرن العشرين اي حرب نظامية اطول مما خاضها الجيش العراقي.
ولو جمعنا الفترات التي خاض فيها الجيش العراقي في القرن العشرين والواحد والعشرين- لحد الان- لكان هو الجيش الاول.
وبالطبع فان طوال فترة الحروب تكسب الجيوش مزية الخبرات الفذه والقيادات والتصنيع والتفكير الاستراتيجي والتكتيكي!
وكانت للجيش صناعات عسكرية كبيرة وخطيرة ارعبت الدول الاقليمية وحتى العالمية!
مع انتصارات عسكرية على ايران واسرائيل والعصاة لاينكرها التاريخ ابدا!
وقد خرج الجيش العراقي من الحرب العراقية الايرانية وهو اقوى قوة عسكرية في الشرق الاوسط.
وعلى الرغم من ان تلك الحرب كان يمكن تجنبها بعد ان بدا نظام الملالي والموامنة الحرب ضد العراق عبر التدخل المباشر في دعم جواسيسه في العراق, ممن ارتكبوا اعمال ارهابية منكرة ضد العراق وتدخل المدفعية والطيران الايراني ضد العراق, الا ان العراق كان قادرا على ان يحارب ايران بنفس مستوى حربها ضد العراق.
ويبدو ان صدام استشرف ان ترك النظام الماسوني الصهيوني الجديد في ايران يتقوى بامكانيات ايران الضخمة سيجعل العراق في المستقبل في موقف اضعف, وان هولاء عازمون على مهاجمة العراق وفق دستورهم الذي يدعو لتصدير الثورة – الفلتة –باعتبارها منجزا لم يسبق له مثل في تاريخ العالم! مع الاعتبار ان تدخلات ايران كانت ضد بنود اتفاقية الجزائر التي تحظر تدخل اي دولة في شوون الدولة الاخرى وعلى هذا الاساس تم منح ايران نصف شط العرب!
ثم ارتكب صدام خطاه او جريمته الكبرى التالية عام 1990, في اجتياح الكويت بعد ان اعتبر نفسه اقوى رجل في العالم وان وراءه امة العرب القادرة على ان تقلب الحكام وتدحرج العكل وان الخير سيعم ليس العراقيين فقط بل كل العرب الذين يستحقونه!
ثم جرى ماجرى وتم تدمير الجيش العراقي في اغبى حرب شنها قائد.. وبعد الحصار والخراب والجوع والتدمير غزت امريكا العراق بسبب مفتعل- رتبته ايران والمعارضة العراقية وادواتهم, وتم تدمير العراق وتقسيمه وبلعه وشفط امكاناته وخبراته وانجازاته العسكرية لصالح ايران تماما.
كل ذلك تم بتسهيل من الكويت ودول الخليج وايران ولابد لهولاء يوما مع امريكا وحلفها ان يدفعوا تعويضات للعراق كما دفع صدام تعويضات للكويت!
(2)
عام 1988 انتج واطلق العراق صاروخ العابد الناقل للاقمار الصناعية واختبر في عام 1989 وقد دار حول الكرة الارضية عدة مرات بوزن اطلاق يصل الى 70 طن عند الاطلاق.
كان ذلك بعد سلسلة من الانجازات العسكرية الكبيرة والخطيرة مع تقدم البرنامج النووي العراقي!
كانت الصواريخ العراقية قد تقدمت كثيرا على المشاريع الايرانية, وقد بدا العراق برنامج الطائرات المسيرة قبل ايران وتركيا! ربما.
ويبدو انه بعد السقوط قد تم الاستيلاء على كل الخبرات والوثائق العراقية في هذا المجال.
عام 2003 تم حل الجيش العراقي بارادة ايرانية كردية اسرائيلية وتم قتل طياريه وضباطه الابطال وعلماء العراق من قبل المخابرات الفارسية والاسرائيلية والكردية.
اما التصنيع العسكري فقد تم نهب ماتبقى من معداته الى ايران والاقليم وغير ذلك مع كل السلاح والعتاد الذي تركه جنود اخو هدلة! الذين لم يتعلموا انه عند الهزيمة يجب القتال حتى الموت او تدمير معدات وعتاد الجيش بدلا من وقوعها بيد العدو وتكرر الامر عام 2014 في سقوط الموصل.
وفي عام 2022 استعرض محمد صاحب الدراجي مسدس بابل! وراح يوزع هدايا منه( ومن اعطاه تلك الصلاحية؟) مع عرض مكينة وشخص من شرق اسيا يشرف على المشروع! هذا ماتبقى من التصنيع العسكري!
ووصل الانهيار والتخلف والدجل لحد انهم يحتفلون باي انجاز مخزي لايرقى الى اقل مستوى مماينتجه العالم او حتى دول متخلفة مع ان اولئك صامتون عن اعلان اي شي!
اما العراق فقد كان يعلن في عهد صدام بغباء شديد عن كل انجازاته بدلا من السرية واليوم ورثوا تلك الصفة الغبية مع عدم وجود انجاز يعتد به الان!
وراينا جمعة عناد يستعرض موخرا 10- دبابات جديدة وهو يسير وخلفه 100 جنرال وبواقع دبابة واحدة لكل 10- جنرالات!
اما طائرات T-50 الكورية فهي طائرت قديمة لايشتريها احد وقد اشتراها مختار العصر في ولايته الثانية ثم زنجرت في احد الامكان وتم اصلاحها وطارت! وياللفرحة وقد حضر الاحتفال 300 جنرال!
والعقد الاصلي تضمن 24 طائرة والطائرات التي شاهدناها تطير هي اقل بكثير! ولاندري علام الاحتفال فهل هي منتجات عراقية! ام انهم استلموا خردة قاموا بتصليحها!
وفي الاحتفال كان كل جنرال يرتدي ملابس عسكرية لاتشبه الاخر!..ولماذا تعرضون قادتكم في الاعلام وهم معرضون لخطر الارهاب والمليشيات!- طاح حظ المتامرين والخونة من بينكم!
فالعراق عاجز عن فرض زي شامل للجميع وحسب الصنوف وعاجز عن اعادة الخدمة العسكرية او الصناعة العسكرية عدا الصناعة الدعائية! وعاجز عن حماية قادته وعلمائه واختصاصيه فالحمايات هي فقط للطغمة الحاكمة!
وعاجر عن اعادة اصدار قانون الاوسمة والانواط لرفع معنويات الجيش كما نص الدستور الحالي!
وعاجز عن تنظيف الجيش من الدمج والجهلاء والجواسيس ومزدوجي الجنسية! والانكشاريين!
وكيف لا وان من يقوده هم ممن لم يخدم يوما في الجيش من امثال المالكي او الكاظمي او العبادي وغيرهم من فطاحل العالم والمنطقة!
وبينما تم تمرير اموال طائلة للعقد الصيني لبناء المدارس التي حطمها حزب الدعوة- مع عدم وجود موازنة- وقامت الشركة الصينية باحالة المشاريع لحزب الدعوة وبدر والعصايب! واخذت المقسوم ورحلت – هذا هو العقد الصيني الذي صدعوا رووسنا فيه!…فان الكاظمي عاجز عن اصدار حسابات ختامية للتغطية كالعادة على اموال الفرهود على طريقة من سبقه وعاجز عن تامين سلاح جديد او معامل جديدة للصناعة الحربية!
في الوقت الذي تتسلح المنطقة من قمة الراس الى اخمص القدمين ومن يراجع صفقات التسلح التركية والمصرية والسعودية والاماراتية والقطرية والايرانية..يرى العجب العجاب فيما نحن فيه من ضعف وهزال .. عسكري واقتصادي وامني وسياسي.
حيث يخرج وزير الدفاع مثلا ليقول انه لايوجد لديه رادارات! لكشف حركة الطائرات في الجو!
فضلا عن استخدام طائرات اف-16 في ضرب كهوف الارهابيين! بدلا من استخدام وسائل ارخص… وبينما الطائرات الصينينة المسيرة عاطلة لان عقود العراق لاتتضمن تاخيل كادر للصيانة او قطع الغيار! لان الدورات هي سفرات ترفيهية للطغمة الحاكمة! ولان صفقات الصيانة هي وسيلة ماضية للفساد والفرهود!
ومن المحتم ان نرى مشاكل خطيرة مع تركيا في العام القادم حيث تطالب بالموصل وشمال العراق, ومشاكل مع استهتار ايران واستهتار الاقليم ونهبه ثروات العراق وتواطئه مع كل القوى الدولية ..بينما مازال العراق بلا اقتصاد ولا صناعات ولازراعة ولاري ولاماء كافي.
اما الطغمة الحاكمة التجسسية فهي منشغلة بالفرهود والعمالة والتخريب والدجل بحماية المرجعية! والحشد الفارسي.
وكل موشرات المستقبل مظلمة في العراق بسبب التكاثر السكاني والتدمير البيئي والخراب الثقافي والغطرسة الفارسية عبر ادواتها في العراق! وضعف الجيش وسيطرة شذاذ الافاق عليه وتخلفه التقني والعلمي والتدريبي واللوجستي! والفساد العابر للقرات لاحزاب ايران والاقليم والسنة!