بغداد تفتح ممرا آمنا لإيران نحو المتوسط عبر طوزخرماتو وتلعفر

بغداد تفتح ممرا آمنا لإيران نحو المتوسط عبر طوزخرماتو وتلعفر

أعلنت الحكومة العراقية قبل ثلاثة أيام عن قرار مجلس الوزراء العراقي بالموافقة على تحويل قضاءي طوزخرماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، وتلعفر التابع لمحافظة الموصل إلى محافظتين عراقيتين جديدتين.
ورغم تأكيد وزارة الدولة العراقية لشؤون المحافظات بأن هذا القرار سوف يسهم بتطوير واقع المحافظتين الاقتصادي والأمني والاجتماعي، فإن عددا من المراقبين العراقيين لم يترددوا في التأكيد على أن إيران هي صاحبة القول المفصلي في دفع حكومة المالكي الحليف القوي لها في بغداد، لاتخاذ هذا القرار.
وأثار القرار ردود فعل غاضبة في الموصل التي اعترض محافظها أثيل النجيفي على القرار، وهدد بتحويل نينوى إلى إقليم في حال تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بتحويل تلعفر إلى محافظة. وكذلك من رفضت محافظة صلاح الدين قرار تحويل طوزخرماتو إلى محافظة.
وقال نوري المالكي ردا على الاحتجاجات إن “موضوع تشكيل المحافظات الجديدة، موضوع قانوني ودستوري وليس من حق أحد أن يعترض عليه.. لكنه يحتاج أيضا إلى قوانين تنظم هذه العملية وإلى استعدادات لتكوين المحافظات”.
ويؤكد هؤلاء المراقبون على أن إيران تسعى من وراء تحويل طوزخرماتو وتلعفر إلى محافظتين توفير ممر آمن لها نحو المتوسط يمرّ أساسا عبر تلعفر نحو الدولة الحليفة الأخرى والجارة الغربية للعراق سوريا.
ومن المعلوم أن لسلطات المحافظات المحلية صلاحيات لاتخاذ قرارت محلية كثيرة، بعيدا عن سلطة القرار المركزي في بغداد حتى في ما يتعلق بالعلاقات الخارجية وخاصة في المسالة التجارية و السيطرة على المعابر الحدودية والسماح بالدخول أو الخروج منها وإليها.
وقال محللون إن كون المحافظتين الجديدتين تعتبران ذات أغلبية شيعية، وبالتالي ستكون ايضا الأحزاب الدينية الشيعية هي المهيمنة فيهما.
وبالنسبة لتحول تلعفر إلى محافظة فإن ذلك سيفصلها عن الموصل ذات الأغلبية السُّنية، ومن جانب آخر سيفصل الموصل عن الحدود السورية، وبهذا ستستطيع بغداد التعامل مباشرة مع دمشق وهو ما يعني آليا فتح الطريق بين إيران وسوريا عبر تلعفر.
ويؤكد هؤلاء أن ايران التي تتحسب لأي طارئ يطرأ على الجغرافيا السورية السياسية، ستكون بعزل تلعفر عن الموصل قد أوجدت طريقا آخر إلى سوريا ولبنان وضمان التواصل ايضا مع حزب الله، لأن هذا الحزب مهدد بالتلاشي والاندثار إذا حجب عن أصله الإيراني بفعل أي انهيار محتمل للحليف السوري الذي ما يزال يمثل همزة الوصل بين الطرفين الى حد الساعة بالاستعانة بالأراضي العراقية.
أما طوزخرماتو فهي الأقرب على الحدود الإيرانية من جهة الشرق عبر بوابة ديالى؛ لذلك يمكن لهذه المحافظة الوليدة أن تكون منفذا مهما لإيران، ايضا إلى البحر الأبيض المتوسط، في حالة غلق المنافذ الأخرى إليه.
ويقول مصدر عراقي إن حكومة المالكي وفي سبيل تحقيق هذا المخطط، أقدمت على تحويل الفلوجة إلى محافظة في خطوة مفضوحة، شبهها البعض بمساعيها إخفاء الدافع الطائفي عن هجومها على الأنبار عندما قامت باعتقال واثق البطاط قائد ميليشا كتائب حزب الله في العراق.
ويتساءل كثير من الخبراء عما إذا كانت ظروف اقضية طوزخرماتو وتلعفر وحتى الفلوجة العمرانية والخدمية تسمح بتحويلها إلى محافظات، بينما المدن الكبرى نفسها، بما فيها بغداد، قد تريفت إلى حد محيت الفروق بينها وبين القرى، ناهيك عن خلق الأزمات تباعا؟
فقد تظاهر أهالي خانفين لتحويلها إلى محافظة، وكذلك قدم أهالي الرفاعي طلبا بذلك، كما انه كان من الأجدر أن تتحول سامراء إلى محافظة، وهي القضاء الكبير، وكذلك سوق الشيوخ، لكن لم يستجب لهذه المطالب ابدا.
لقد كان واضحا أن القصد من قرار تحويل قضاءي طوزخرماتو وتلعفر إلى محافظتين هو فصل الموصل وصلاح الدين عن الحدود السورية بمحافظتين جديدة (تلعفر وطوزخورماتو) وفتح الطريق أمام السياسة الإيرانية فيهما بخلق محافظتين شيعيتين يهيمن فيها الإسلام السياسي الشيعي وبالتالي يفسح المجال أمام إيران.
ويقول مراقبون إنه ومع تقيد حكام العراق بأوامر ونواهي إيران بشكل مفضوح، حتى صار وجود قاسم سليماني أمر عاديا كموجه للسياسة العراقية، فإنه لم يعد مخفيا أن إيران تطوي العراق وتبسطه بتوجيه من الولي الفقهيه.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة