غرد مقتدى موخرا ضد رئيس الجمهورية -لانه لم يوقع على قانون تجريم التطبيع مع اسرائيل.. مع ان القانون قد مر.. في محاولة منه لقطع الطريق على الاطار عبر احراجه في تشكيل الحكومة..وهي مزايده اخرى ضد اسرائيل برع فيها العراقيون عبر تاريخهم باعتبارهم (قشامر) للعرب وللفلسطينيين… لانهم في الواقع كمن يغطي راسه ويكشف موخرته!
مع ان الاطار قد قال سابقا لا للتجديد للرئاسات الثلاثة- قبل وبعد الانتخابات الاخيرة.. وهكذا فان السياسة عند العمائم هي مجموعة من الكلاوات والمخازي المستمرة…
وقد غرد مقتدى تغريدته تلك- بعد انسحابه من البرلمان في عمل متهور يمثل اخر اخطاءه لحد الان!..
وقد اثار كل ذلك بعضا من امواج التاريخ العراقي والاقليمي والعالمي الدامي التي تمر على المطلعين والتي لايفهمها الكثير من ساسة العراق او ساسة اخر الزمان..
هذه المقالة مكرسة لتلك المفارقة التي تمثل نقطة حاسمة في جهل الجهلاء لهذا التاريخ- وبعدها نصائح لن تجد على الاغلب من يسمعها!
(1)
الحلف البرزاني اليهودي ثم الصهيوني قديم وقد تشكل حتى قبل قيام الدولة العراقية الحديثة المستقلة في عام 1921..
ولمن يريد الفهم والاطلاع في بلد اللامعرفة الان..عليه اعادة قراءة او قراءة كتاب شلومو نكديمون المعنون (الموساد في العراق ودول الجوار- ويمكن هنا تنزيله وهو كتاب مهم جدا )
0276 كتاب Pdf الموساد في العراق ودول الجوار شلومو نكديمون : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive
وقد تحدث النجفي غير السيد- فائق الشيخ علي عن هذا الكتاب في احد مسلسلاته مع احد الفضائيات الكويتية ولكنه لم يتحدث ببعض التفاصيل المهمة عن الكتاب- لما ساله المذيع عن السبب في تنازل صدام عن نصف شط العرب! عام 1975- ربما لانه نسى او لانه يتحدث احيانا بطريقة تصفيطية نمطيه لاتمس الوقائع الحقيقية والاسباب المركزية فيما حصل- مع ان الرجل هو اكثر وطنية من غيره وقد فضح الطغمة الحاكمة الحالية كما فضح نظام صدام -ولم يكن نتاج عمله الا قبض ريح مع الكاظمي غير السيد – الدكتور احمد الجلبي -الذي خدم العمائم والشراويل وايران- ايما خدمة ثم قتلته ايران عندما اصبح يمثل خطرا على مصالحها وستفعل ذلك بكل من يكون كذلك!
وفائق الشيخ علي كنجفي ايضا مشبع بالانا الزائدة, حول دوره في النضال ضد نظام صدام او دوره بعد الاسقاط وهذا يحتاج الى مقالات اخرى!
المهم..ان برزاني الاب والابن والحفيد ومن ياتي بعدهم هم ادوات اسرائيلية مبينة لاحاجة لاثباتها وفق الكتاب اعلاه ووفق كل التحليلات ووفق التاريخ ولقد لعبت تلك العائلة دورا تخريبا خطيرا في تاريخ العراق وزنت مع كل زناة الارض في بلاد فارس وروسيا وامريكا واسرائيل واوربا – وهي مستعدة لفعل ذلك مع كل من هب ودب- من اجل تحقيق هدف واحد وهو تدمير العراق وتقسيمه واقامة دويلة كردية توسعية لاحد لارضها كما يطالب بعض او كل الصهاينة بدولة اسرائيل من النيل للفرات!- وربما يريدان ان تتعانق الدولة الكردية مع الدولة الاسرائيلية على حساب ارض العرب كما قال البرزاني الاب بعد انقلاب شباط 1963 ان الثورة الكردية قد تعانقت مع الثورة العربية!
وبما ان مقتدى قد تحالف مع برزاني الضرورة ومع الخلبوصي بعد فوزهم في الانتخابات- فمن العيب ان يعير برهم صالخ بالتامر مع اسرائيل لانه لم يوقع قانون الطفكة- بتجريم التطبيع مع اسرائيل مع ان القانون النافذ رقم 111 لسنة 1969 يجرم التطبيع مع اسرائيل -ولاحاجة لقانون اخر- ولكن للاسف فان هذا القانون النافذ- يجرم ايضا كل القوى والاحزاب والمليشيات القائمة شلع قلع! ولكن القانون في دول اللاقانون -هو مجرد حبر على ورق يتم تطبيقه انتقائيا كما هي قوانين العراق!
ومن المفارقة ان حاكم الزاملي تحدث عن امكانية انتاج قانون لتجريم التطبيع (التجاري فقط!) مع ايران وتركيا لان الاولى قطعت تماما المياه الدولية والثانية قللت النسبة!
فكان رد السيد شلعه من البرلمان!
والتجريم الحقيقي هو لكل دولة تضر بالعراق- واتحدى السيد او الطغمة الحاكمة ان يكتبوا جدولا يبينوا فيه اي الدول اضرت بالعراق اكثر -هل هي ايران وتركيا والسعودية والعرب او اسرائيل!
وعند ذلك لينتجوا قانونا عام لتجريم التطبيع ضد اي دولة معادية-وفق شروط معينة وليس باسم دولة معينة!
وبما ان العتاكة لايتاجرون الا بالعتيك فيبدو الامر متسقا مع من انتجه!
(2)
القوى التي تحكم العالم معروفة وهي قادرة ليس على تفليش دولة مثل العراق بل دول عظمى ولطالما حدث ذلك…
تقف الماسونية كاعتق قوى حاكمة في العالم متحالفة مع القوى التي تتحكم بالمال في العالم وهي عوائل يهودية وربما غيرها بعيدة عن الاضواء.
وهناك قوى الامبراطورية البريطانية التي كانت الشمس لاتغيب عن مستعمراتها وقد فعلت الافاعيل بدول العالم المتخلف وغيرت الخرائط ودمرت دول وضيعت شعوبا باكملها ويمكن للمهتمين بالتاريخ الاطلاع على بعضا من نوعية جرائم تلك الامبراطورية ومنها حرب الافيون ضد الصين!
حروب الأفيون – ويكيبيديا (wikipedia.org)
المهم ان تلك القوى هي قوة متحالفة مع كل القوى الدينية الاجرامية, القديمة والحديثة من الاخوان المسلمون والخمينيون -دعاة الولي الفقيه, وهي من ساهمت مع فرنسا وامريكا في صعود ونجاح الثورة الايرانية ليخرب الشرق الاوسط ايما تخريب!
لم يعد الشرق شرقا منذ اليوم الذي وطئت ارضه- عمامة الخميني عام 1979! بل اصبح حماما للدماء والحروب والجوع والمرض والجهل والخراب الامر الذي اراح القوة الثالة وهي القوة الصهيونية!
القوة البريطانية لها ماضي (عريق) في دعم كل القوى الدينية الرجعية في العالم, ومنها مرجعية قم والنجف وغيرهما وعلاقة المخابرات البريطانية بتلك المرجعيات قديمة ومعروفة.
لحسن الحظ فان تلك القوة انشات بعد الحرب العالمية الاولى وانضمام العرب الابطال في الثورة العربية الكبرى عام 1916- دول عربية مستقلة عن الدولة العثمانية التي كانت تستعمر العرب, وان كانت قد قلبت ظهر المجن لهم عندما انشات دولا وليس دولة واحدة كما نصت على ذلك مراسلات الحسين مكماهون!
المهم ان مرجعية النجف دعت للجهاد ضد المحتل البريطاني عام 1914!- لاسباب محتلفة منها ضغوط العثمانيين – والاموال العثمانية ربما- وراح بعض العراقيون يقاتلون من اجل الدين ومن اجل بقاء المحتل التركي! وانضمت قوة كردية للمعركة ضد البريطانيين! بدلا من التفاهم مع الانكليز واقامة دولة حرة عراقية! كما فعلت الطبقة ( السنية ) التي كانت تحكم العراق تحت مسمى الدولة العثمانية من الضباط والموظفين ممن يعرفون من اين توكل الكتف..
سيظل هذا التصرف للطرف النجفي قائما بعد 100 عام وسيبقى ربما للابد!..بينما صحح الاكراد الخطا!
المهم ان العبيد لايمكنهم العيش دون سيد تركي او ايراني وان بقوا لوحدهم فسياكلون الاخضر واليابس! ويصبحون مضحكة للبشرية!
السبب هو ثقافة النجف المغلقة الغارقة في الخرافات والخزعبلات والنفعيات والتي لم تصلح ولن تصلح لاقامة دولة ولا حتى الحفاظ عليها.
ليس من الغريب ان النجف كانت تفتي ضد الذهاب للمدارس او التعيين في الدولة او الجيش او الشرطة عند قيام الدولة العراقية عام 1921, فكيف يمكن لتلك الموسسة ان تحكم دولة عظيمة مثل العراق!
وللاسف مقتدى وابيه وعمه هم نتاج لتلك المدينة!
كان حزب الدعوة نتاجا من نتاجات الشاه! ولعب دورا تخريبيا في تاريخ العراق, مع بيت الحكيم وبيوت بعض المراجع العظام!
اما القوة الثالثة فهي القوة الصهيونية التي انتجت دولة اسرائيل بعد انفاق اموال وموامرات ولوبيات وعمل متقن مستمر بارع مع القوى الكبرى في العالم وخصوصا بريطانيا تكلل في وعد بلفور! عام 1917.
تلك القوى هي القوى الحاكمة الاساسية ولها علاقات مع بعضها وتصل لحد التداخل مع بعضها البعض..
الماسونية هي من قررت تدمير روسيا عام 1917 وكان الحلفاء على اعتاب النصر في الحرب العالمية الاولى عبر تنصيب طبقة (يهودية) دمرت روسيا وحطمتها باسم الماركسية- اللينينية التي انتجها اليهود على الاغلب..
مع ان الفكرة تقدمية بشكل عام تحمل يوتوبيا العدل ولكن تطبيقها كانما جاء لسحق البشرباساليب مبتكرة وفي الكثير من الاحيان لاداعي لها! ومع ان هناك طرق اسهل وابطا واقل اذى ولكن القائمين على تلك الفكرة صمموا على انهار الدماء والالم دون داعي!
وتلك القوة قررت عام 2022 تحطيم روسيا وتركيعها لانها ارادت الثار ممن دمر روسيا عام 1917! عبر تاليب كل اوروبا وامريكا عليها بعد ان طالبت بحقها في اوكرانيا التي اقامها لينين ولم تكن شيئا مذكورا قبل عام 1917!
مع الاعتراف ان الشيوعية نجحت اخيرا بثمن باهض جدا في اقامة احد اعظم دولتين في العالم تناطح امريكا غير ان ذلك كان بثمن فادح جدا ثم قررت الماسونية او غيرها تحطيم الاتحاد السوفيتي بسهولة مريبة عام 1991 بعد ايصال كورباتشوف للسلطة هناك.. اي فكر هذا واي دولة عظمى يبنيها رجل واحد ويحطمها رجل واحد!
فقط الصين العظيمة نجت من اخطاء اللينيينة- اخيرا عبر انتهاج سياسة اقتصادية جديدة وهي اقتصاد السوق- لقد لاعبت الراسمالية بادواتها! وانتصرت لحد الان- فهل ننتظر من النجف واربيل ان تلاعب العالم وفق قوانينه وهما يدوران في فلك اكل عليه الدهر وشرب!
(3)
اقام محمد دولة الاسلام بقرانه وسيفه- وهو الضحوك القتال- وبعد قتله مسموما من قبل عائشة اوحفصة او تلك اليهودية – زينب بنت الحارث- تحطمت تلك الدولة وارتد العرب عن دولة الزكاة والمال والسيف وحكم قريش.
كان بقاء الدولة رهنا برجال دولة! وليس رجال دين!
هنا تصدى لقيادة سلطة قريش- ابو بكر وعمر وقاما بعمل خارق في تولية ابو بكر وسط الخلافات المرعبة بين المهاجرين والانصار! بينما كانت الدولة تتداعى- وتم قتل سعد بن عبادة المنتخب! من الانصار- ربما من قبل عمر واتهمت الجن بقتله! ظلما كما اتهم ابناء النبي يعكوب- الذئب بقتل يوسف!
لو كان احد غير ابو بكر تصدى للسلطة الجديدة لما بقى الاسلام! ولادولته- على احسن تقدير.
وبقت دولة الاسلام -لان من تصدى للسلطة اشخاصا هم رجال دولة وليسوا رجال دين! وعلى الرغم من انهم مومنين بالدين في الظاهر الا انهم ربما ابعد مايكونون عن ذلك – وهناك ادلة كثيرة عن ذلك وحتى ادلة على انهم يعرفون ان محمد لم يكن نبي ولا رسول! – ومن يريد الدليل ساكتب عن ذلك مستقبلا- وفي مخالفتهم امر محمد في رزية الخميس دليل على ذلك!- اي انهم كانوا شركاء في امر محمد! ويعرفون بواطن الامور وصمتوا من اجل مصالحهم!
المهم ان وحدة الدولة- والدولة ذاتها قد بقت وتقوت- ودفع العرب للغزو بدلا عن الانقسام وكان ذلك اقوى وسيلة للحفاظ على الدولة- اكتشفها ابو بكر وعمر ومن بعدهم عثمان ومعاوية ودولة بني امية وبني العباس.
ولما تولى –علي- الامر في ظروف صعبه- حول الغزو الخارجي الى صراع داخلي دامي كان يمكن تجنبه والسبب ان علي ليس رجل دولة ولايمكن لرجل مثله ولا من سلالته ان يقيموا دولا ماداموا متمسكين بهذا الدين في الحكم!
لذا فشلت كل الاحزاب الاسلامية في اقامة اي دولة- لسبب بسيط – ان متبنياتها هي ضد فكرة الدولة اصلا.. كيف تقيم دولة وان تدعوا لنهب اموال الدولة… كيف تقيم دولة وانت تنصب اقاربك مسوولين وولاة بدلا من الاكفاء.. الخ.. كيف تقيم دولة وفق احكام الدين! – كيف تقيم دولة وانت لاتعرف مفاتيح الناس والصحابة وانهم لايحكمون الا بالقسر وليس بالعدل دائما!- ولدينا دلائل على ان ابو بكر وعمر خالفا الدين والنص في اكثر من موقع!
وهكذا فشلت كل الاحزاب الاسلامية الحالية في اقامة دولة فضلا عن الحفاظ على ماانجزته الدولة السابقة.
اما نظام الولي الفقيه فقد وجد دولة كبيرة وقوية وجيش كبير واقتصاد عظيم تركه الشاه لهم فقاموا بتنصيب العمائم واتباع سياسة التوسع والحروب وتصدير الثورة وقتل الناس في موجات الهجمات الانتحارية لمسح الجيل الذي صنع الثورة ليحكموا الجهلاء والاجيال الجديدة فقط -والنتيجة ان ايران بلد على حافة الانهيار لو تركه الحرس الثوري لماله!..
ان الشعب الايراني لايريد هذا النظام ويعمل على اسقاطه وان من يريد هذا النظام هم المنتفعون والجهلاء وان اموالا طائلة جرى ويجري نهبها وان الاقتصاد والسياسة يدار بطريقة متهورة غبية وان العلاقات الدولية مرتبكة ومتازمة مع الجميع وان هذا النظام لن يستمر -ويستمر فقط بالدم والقتل والقمع ومنع الحريات والفضايات والموبايل- ومواقع الانترنت ومراقبة كل شي!
اي ان العمائم لن تقيم دولة من العدم ابدا- وان تسلطت فانها تتسلط على دولة كاملة لتدمرها وفق كل المقاييس العلمية!
وان العمائم تقيم سلطة- وليس دولة كما اقامها محمد- بالقمع والدجل والنهب وان تلك السلطة شي والدولة شيء اخر.
وان انجازات العمائم في مجال تخصيب اليورانيوم والصواريخ- فقد جاءت بتكلفة باهضة وباموال عراقية ضخمة كما كتبت موخرا عن ذلك! وهي مجرد استنساخ تكنلوجيا ومعلومات اخرين! بعد دفع الثمن الباهض وليس نتاج عقول العمايم!
اقام محمد سلطة ولكنه لم يقم دولة ولذا عاد العرب لدينهم لما مات فورا.
اما اردوغان فقد ورث تركيا العظيمة التي اقامها اتاتورك ووجدها عضو في حلف الاطلسي ولها علاقات مع اسرائيل! ووجد شعبا عاملا منتجا واقتصادا قويا- واترك الامر للمختصين ان كان اردوغان قد اضاف قوة لتركيا عدا المغامرات الفاشلة والعدوان الخارجي ضد العراق وسوريا وليبيا التي انتهت بانهيار العملة الوطنية وتوسله للعلاقات مع العرب لانقاذه قبل الانتخابات القادمة!
والرجل افعى متلون كل يوم هو في شان -مستعد للغدر ومستعد للتوسل والركوع- كاي اسلامي وضيع! مايهمه هو السلطة ولاتهمه الدولة التي لم ينتجها هو ولا حزبه!
وقد اتضح تماما ان ايران وتركيا الان هم حلفاء للارهاب وان لكل طريقه- الاول يدعي انه ضد الغرب وهو الذي اتى به للسلطة – وضد اسرائيل- مع ان العلاقات الايرانية اليهودية قديمة وتاريخية ويشعر اليهود بالامتنان للفرس في تدمير بابل وتحرير اليهود هناك!.. وان كل تصرفات واعمال ايران العدوانية في المنطقة قوت اسرائيل ودفعت العرب للتطبيع معها!
اما الثاني ورغم انه اسلامي الا انه عضو في حلف الاطلسي وصديق اسرائيل وصديق لفلسطين! وقائد للاخوان المسلمين! وحبيب الله وقائد الجمع المومن ربما.وقاري القران في المساجد والمتعبد في قصره الاثير!. انه نموذج فذ – لن يفهمه العراقيون ولا مرجعياتهم ولا فكرهم السياسي الغبي!
مكسيم العراقي