تزداد الاوضاع الداخلية والخارجية في إيران صعوبة وتعقيدا وتتضاعف تأثيرات وتداعيات هذه الاوضاع بصورة خاصة على الشعب الايراني وبشکل خاص الشرائح الفقيرة والمحرونة منه والتي صارت تشکل الأغلبية، هو عدم تمکن المسٶولين في النظام الايراني من إجراء أية إجراءات من شأنها تحسين هذه الاوضاع والحد من المزيد من تدهورها، وفي ظل تفاقم هذه الاوضاع وتزايد حدة حالة السخط والغضب الشعبي ضد النظام فإن الذي يبدو واضحا إن النظام يعيش ويواجه حالة غير مسبوقة إذ لم تعد تنفع الانتقاات السطحية الموجهة لبعض المسٶولين من أجل إنتصاص السخط والغضب الشعبي، خصوصا وإن هکذا إنتقادات لاتفيد بشئ وحتى لاتحرك ساکنا!
تفاقم الاوضاع في إيران وبلوغها درجة يمکن القول عنها ميٶوس منها وتخوف العديد من المسٶولين الايرانيين من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم، دفع البعض منهم لکي يتقدموا خطوة للأمام في إنتقاداتهم للنظام وذلك بالتعرض لبيت المرشد الاعلى، أو بتعبير آخر للدائرة المحيطة به وللمٶسسات التابعة له، ولأن هذا الانتقاد يعکس في الحقيقة واقع وأساس المشکلة التي يعاني منها الشعب الايراني، فإن خامنئي والدائرة المحيطة به يعلمون جيدا ماقد يعني ذلك ومايمکن أن يٶدي إليه من آثار ونتائج عکسية ، ولذلك کان لابد من وضع حد لهکذا إنتقادات وجعلها ثمنها باهضا يکلف المنتقد منصبه.
الاعتراف الخطير الذي أدلى به صباغيان، عضو البرلمان الايراني(مجلس الشورى)، قد أماط اللثام عن حساسية ممارسة المسٶولين في النظام النقد الموجه لبيت خامنئي ومايتداعى ذلك من آثار سلبية على المنتقد تفضي الى عزله، عندما قال في ال22 من الشهر الجاري:” لكننا نتوخى الحذر من بعض المؤسسات والهيئات وخاصة مؤسسات المرشد الأعلى. غالبا لا نثير النقد تجاه السيد ولكن في كثير من الحالات لا نطرح انتقادا ومؤاخذة خوفا من فقدان الأهلية، والآن بعد أن أقول هذا بنفسي، أخشى فقدان الأهلية. قد لا يكون رفض الأهلية، لكن هناك هذا الخوف. عندما لا نقول اعتراضات يقولها الأعداء بطريقة متطرفة ومجنونة وظلما في وسائل الإعلام والمجموعات والمواقع والشبكات.”، وأضاف صباغيان وهو يشير الى آثار وتداعيات ذلك على الاوضاع بصورة عامة قائلا:” ضعفنا الكبير الثاني هو أن العلاقات تتغلب على القواعد والضوابط. نتيجة هذا التغليب هي انهيار مبنى متروبول، وحادث سكة حديد مشهد – يزد، وحادث مبنى بلاسكو، وبيع بالجملة وبناء أبراج تتكاثر دون النظر للمساحات التعليمية والثقافية والترفيهية والصحية، وتوجه الناس إلى أقفاص إسمنتية، و الأضرار الاجتماعية لهذه الأبراج لديها أكبر عدد من القتلى من السكان. حركة سير مرعبة، تلوث الهواء، زيادة في قضايا المحاكم، زيادة في عدد السجناء والسرقات والطلاق والأطفال العاملين، تخصيص الوظائف والتصاريح والتوظيف والتسهيلات، وحتى جزء من الأسعار المرتفعة، سبب كلها يعود إلى ترجيح العلاقة على الضوابط، ولكن يتم إيلاء اهتمام أقل لهذه القضية.”.