23 ديسمبر، 2024 10:11 م

التحالف الذي لم يخطر على قلب بشر!!

التحالف الذي لم يخطر على قلب بشر!!

معرفة العدو من الصديق هو احد اهم اهداف من يقود المعركة او من يشارك فيها او من يحللها.
في دوامة الصراع الحالي,ووسط ذلك الضباب الكثيف في الرؤوية ,ومع تلك المعمعمة من الاحتمالات ,تم مناقشة اغلب الاحتمالات الممكنة, فتم مناقشة احتمال ان تكون روسيا وامريكا قد تحالفوا على الاسلام مثلما ناقشوا ان يكونوا غير ذلك.
وتم مناقشة  ان تكون ايران حليفة لامريكا مثلما تم مناقشة عكس ذلك .
وتم مناقشة امكانية  ان تكون  السعودية عدو امريكا الاول مثلما نوقش كون السعودية العميل الاول في المنطقة.
وتم مناقشة احتمال  ان تكون القاعدة عميلة لامريكا مثلما ننوقش ان تكون صنيعتها.
وكذلك نوقش ان تكون القاعدة حليفة لايران مثلما نوقش امكانية ان تكون عدوها الوحيد في المنطقة.
لكننا وامام هذا السيل من الاحتمالات وتشعبتها,غفلنا عن اهم احتمال واخطره,
انه تحالف ابو لؤلؤة المجوسي مع ابن ملجم الخارجي!!.
ابو لؤلؤة يمثل اقصى درجات التطرف في العالم الوثني!.
ابن ملجم يمثل اقصى درجات التطرف في العالم الاسلامي!.
كلاهما اقدموا على ارتكاب نفس الجريمة,الا وهي,اغتيال احد خلفاء النبي محمد على الاسلام .
ابو لؤلؤة شخص مجوسي الديانة فارسي الاصل,اغتال عمر ابن الخطاب في محراب المسجد في صلاة الفجر.
ابن ملجم,مسلم الديانة عربي الاصل,اغتال علي ابن ابي طالب في محراب المسجد في صلاة الفجر!.
ابو لؤلؤة اغتال ابن الخطاب خوفا على ظلام العالم الوثني من ان يكتسحه نور الاسلام.
ابن ملجم اغتال ابن ابي طالب خوفا على الاسلام المتطرف من ان يكتسحه الاسلام الحقيقي!!.
بين ابو لؤلؤة المجوسي وابن ملجم الخارجي تحالف غير منظور ,تجسد في هدف واحد,وعملوا من خلاله على خطة واحدة,رغم ان اي منهم لم ير الاخر ولم يسبق ان تحدث معه!.
بل لو تقابل ابن ملجم وابو لؤلؤة لقتل احدهما الاخر!,
انهما النقيضان,لكنهما متحدان!!
انها صورة تحالف الالكترون والبوزيترون!,
انه التحالف الخفي,او تحالف الخائفين!.
ظاهريا يبدو ان قطبي الصراع الدائر اليوم في العالم الاسلامي هما السعودية وايران,
لكننا من دراسة واقع الحال نكتشف ان ما بين هذين القطبين من اتفاق اكثر من الاختلافات!,
فقد تحالفت ايران والسعودية لاسقاط حكومة طالبان وتسليم افغانستان الى الامريكان.
وتحالفت ايران والسعودية لاسقاط صدام حسين وتسليم العراق الى الامريكان.
وتحالفت السعودية وايران على تمكين الحوثيين من احتلال جنوب اليمن وتمكين الامريكان من احتلال الاجواء اليمنية.(في خطوة غريبة جدا وغير متوقعة,طلبت السعودية من السلفيين التابعين لها في  منطقة دماج في صعدة بالخروج منها ,وتسليمها الى الحوثيين المدعومين من ايران!).
وتحالفت السعودية وايران على اسقاط القذافي وتسليم نفط الصحراء الليبية الى شركات النفط الامريكية.
وتحالف السعودية وايران على تدمير لبنان وضمان سلامة الحدود الشمالية لاسرائيل.
وتحالفت السعودية وايران على اسقاط مرسي وضمان سلامة الحدود الغربية لاسرائيل.
وتحالفت السعودية وايران على امداد الاردن بما يحتاجه من موارد لضمان سلامة الحدود الشرقية لاسرائيل.
وفي سوريا ,ورغم ما تيبدو عليه الاجواء من حالة حرب حقيقية بين السعودية وايران,
لكنها في الحقيقة مجرد بوادر لظهور تحالف قوي جدا بين السعودية وايران,
قد تسمعون عنه في القريب العاجل بعد مؤتمر جنيف,
حينما تسمعون ان نظام بشار المدعوم ايرانيا اتفق مع الائتلاف السوري المدعومة سعوديا على تشكيل حكومة مشتركة ترعاها السعودية وايران!!.
عنصر الالتقاء بين السعودية وايران في كل التحالفات اعلاه هو : الجهاديين .
فالخوف من الجهاديين استطاع وبسهولة جذب طرفي الصراع الى منطقة وسطية شديدة الوضوح,وان يعقد بينهما صلحا وتحالفا وربما ان يشكل بينهما اتحادا كونفدراليا او حتى اتحادا فدراليا ان تطلب الامر ذلك!!.
فالخوف من عدو مشترك هو احد عناصر توحيد بني البشر على مر العصور حسبما يقول علماء الانثربولوجيا.
(وهذا ما نراه اليوم على مستوى تحالف امريكا وروسيا والصين والهند والسعودية وايران واسرائيل ضد اهل الانبار في العراق تحديدا )
تحالف ابو لؤلؤة ابن ملجم,
او تحالف السعودية ايران,
هو الاحتمال الوحيد الذي لم يتم مناقشته او حتى مجرد المرور عليه في الصراع الحالي في المنطقة العربية والاسلامية رغم انه اخطرها واكثرها فتكا بالعالم الاسلامي,وبسببه فقد العالم الاسلامي الكثير من دوله!,
وهو الاحتمال الوحيد الذي يمكن ان يفسر لنا سبب وقوف قناة العربية السعودية الى جانب حكومة المالكي في حربها على اهل السنة في العراق!,
انه التحالف الذي جعل محافظ الانبار وابو ريشة وسعدون الدليمي يقاتلون في صف واحد مع نوري المالكي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر!,
انه ” تحالف الخائفين “!!.