21 ديسمبر، 2024 8:25 م

مع كتابات.. “تيسير كامل حسين”: أبحث عن بصمة خاصة بي، تشبه روحي وتتناغم مع رغباتي

مع كتابات.. “تيسير كامل حسين”: أبحث عن بصمة خاصة بي، تشبه روحي وتتناغم مع رغباتي

 

خاص: حاورتها – سماح عادل

“تيسير كامل حسين” فنانة تشكيلية عراقية، مواليد في بغداد/ الكاظمية، والدها التشكيلي الراحل “كامل حسين” ووالدتها التشكيلية والشاعرة “ليلى عبد الأمير”، حاصلة على بكالوريوس كلية العلوم/ قسم الحاسبات/ جامعة بابل. عضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.

إلى الحوار:

** متى بدأ شغفك بالرسم وكيف تطور وهل تأثرت بوالديك؟

– منذ نعومة أظافري عشقت البياض الناصع الذي كان يستفزني في أي ورقة كانت تقع بيدي، كنت أظن أن علي أن أقوم بوضع لمساتي عليها، وكان ذلك بعمر الأربع سنوات، حيث بدأت برسم الأفلام الكارتونية وكل ما تقع عليه عيناي. فكان الرسم ولعي منذ الصغر خصوصا أنني ولدت في كنف عائلة تحتضن الفن، فأنا من خريجي مدرسة الوعي والفكر فقد نشئت في بيئة تحتضن الفن وترعاه.

فوالدي الفنان الكبير والشاعر “كامل حسين” ووالدتي الفنانة التشكيلية والشاعرة “ليلى عبد الأمير”. ومع ذلك هناك دور كبير للموهبة والفطرة فهم الأقرب لذات الفنان، فأنا اشق طريقا يميزني كي أترك بصمتي لكل من يتابعني.

** ما هي المواد التي تفضلين استخدامها في لوحاتك؟

– رسمت بجميع الخامات ولم اقتصر على نوع واحد، استخدمت ألوان الزيت والاكريلك، ورسمت بألوان الخشب الملونة والفحم والرصاص، ولكنني أشعر أن ألوان الزيت تأخذني إلى عالم آخر، واستمتع بكثافة اللون التي تترك أثرها على الكانڤاس، وكأنها تتحدث معي وأتحدث معها.

** استخدامك للألوان يعكس تميزا حدثينا عن ذلك؟

– بالطبع أن اختيار الألوان المفضلة تعتمد بالدرجة الأساس على شخصية الفنان وميوله ورغباته، أشعر أن هذه الألوان الحارة هي الأقرب إلى ذاتي وتلامس مشاعري، وتناسب ما أصبو إليه من التحليق في عالم الجمال الفني، وبرأيي أيضا أن اللوحة الناجحة التي تحمل طابعا مميزا وأسلوبا مؤثرا وموضوعا مثيرا، هي من تجذب المشاهد بغض النظر عن المدرسة التي تنتمي إليها اللوحة والألوان.

** إلى أي مدرسة فنية تنتمين؟

– تستهويني المدرسة الواقعية التعبيرية والتجريدية التعبيرية، وبالرغم من تأثري بمدارس معينة إلا أنني أبحث عن أسلوب وبصمة خاصة بي، تشبه روحي وتتناغم مع رغباتي وميولي للمواضيع والألوان التي تشبه الخيال الذي أرسمه لنفسي.

كما لا أتقيد بالأسلوب الأكاديمي لفن الرسم، بل أعبر عن إحساسي  بشكل عفوي دون النقل الحرفي للواقع.

** ما سر تواجد المرأة في لوحاتك؟

– ذلك أنني شخصية حالمة تعشق الخيال والحلم، كما أطمح لتغيير الواقع والتمرد ضده، من خلال تجسيد ذلك بلوحاتي، وتحتل الأنثى المرتبة الأولى والعنصر الأساسي في أعمالي الفنية. حيث تجدين المرأة المتمردة على الواقع المنفتحة فكريا والعازفة والحالمة. كما أنني أحارب الجهل الذي يعتبر واقعا مفروضا عليها والتسلط الذكوري، وأسعى إلى التغيير الفكري والواعي من خلال وجود المرأة الحقيقية في أعمالي، المرأة التي يجب أن تكون متسيدة وملكة في عالمها الخاص بها بعيدا عن ظلم المجتمع.

** ماهي الأهداف التي يسعي إليها فنك؟

– بعض أعمالي الفنية استوحيها من واقعنا وما نمر به من أحداث، فأتأثر بها كثيرا وتجدين ذلك الحزن مرسوما في أكثر لوحاتي، كذلك الفن لدي هو قضية وفكر ومعاناة أكثر من كونه وسيلة للمتعة. فأنا أجسد مشاعري الداخلية من حزن وفرح في أكثر لوحاتي. وستجدين الأنثى “تيسير” تسكن اللوحة مع جميع ما تشعر به.

** هل تحاولين أن تكون لك بصمات خاصة  في لوحاتك وكيف ذلك؟

– في كل من لوحاتي يجد المشاهد بصمة وأسلوب خاص بي، يعكس ما أشعر به، والأسلوب الذي أتبعه قريب لروحي جدا، وتجدين الألوان تعكس كم المتعة والثورة التي تكمن بداخلي، كما أن التقليد المستمر يفقد الفنان هويته في اللوحة.

** ما تقييمك لحال الفن التشكيلي في العراق في الوقت الحالي؟

– اعتبار الفن شيء ثانوي في حياتنا ومجتمعنا هو من أكبر المعوقات التي تواجه الفنان، في حين أن الفن هو قياس لمدى رُقي أي مجتمع وتطوره، كذلك عدم الاهتمام من قبل مؤسسات الدولة بالفن وعدم إيصال صوت الفنان وفنه، من خلال الإعلام إلا ما ندر. أيضا الظروف التي يمر بها البلد الاجتماعية والاقتصادية حالت دون تطور الفن والالتفات إليه، واعتباره شيئا ثانويا وليس أساسيا.

والفن هو ما نقيس به تقدم المجتمعات ومدى ثقافتها وتوجهات أفرادها الثقافية، والاهتمام به يدل على رقي وتقدم أفراده، فبالفن ترتقي الشعوب وتزدهر. أما الرسم فهو من أرقى أنواع الفنون الجمالية التي تصل بشكل مباشر إلى المتلقي، وتداعب مشاعره وتخلق جوا خاصا من الجمال والألوان الزاهية.

** في رأيك هل يختلف الرسم لدى الفنانات في خصائص معينة عن الفنانين الذكور؟

– إطلاقا لا فالفنان هو إنسان بالدرجة الأساس، بعيدا عن كونه امرأة أو رجل، والموهبة والإبداع لا تقف عند حدود الرجل، بالعكس للمرأة نظرة جمالية أعمق، وإحساس أكبر في تجسيد الجمال والفن والمخيلة، ولكن ما يحدث هو أن المرأة محاطة بمعوقات كبيرة، تحول دون خوضها كالرجل في معترك الفن، ولكن ذلك لا يقلل من قيمة العمل الفني الذي تقدمه.

** حدثينا عن المعارض والمشاركات ورد فعل الجمهور؟

– شاركت في العديد من المعارض الفنية المشتركة داخل وخارج القطر، والتي تنظمها وزارة الثقافة وبقية المنظمات الفنية، التي تهتم بالفنون التشكيلية، وحصلت على العديد من الجوائز ودروع التكريم والشهادات التقديرية والميداليات. فكان ذلك الحافز الأكبر معنويا وجعل الفنان يشارك بشكل واسع لنشر فنه لجمهوره. كما أن لدي عدد كبير من محبي أعمالي وأسلوبي في اللوحة، وهذا يسعدني جدا ويدعوني لأن أقدم المزيد من الجمال في الفن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة