يبدو ان وقوع العراق في مراكز متقدمة سلبا في الاستفتاﺁت الدولية ، وحسب استطلاع جريدة (نيويورك تايمز) ، قد صار سمجا الى درجة تبدو متعمّدة ، وﺁخر ما اتحفتنا بها هذه الاستفتاﺁت ، هو أن المرأة العراقية قد أحتلت المركز الثالث عالميا ، من كونها أمرأة مسترجلة ، والعُهدة على (الفيسبوك) .
لا أدري ما هي معايير (الأنوثة) لدى هؤلاء المعنيون باصدار هكذا استبيانات ، من المؤكد انه المظهر ، فأقل مساحة من القماش الذي يغطي جسد المرأة هو المعيار على ما يبدو .
ماذا تنتظرون من أمرأة ثكلى ببنيها ، ضحايا أحد الانفجارات ، هل ستترك أحزانها لتجلس أمام المرﺁة لتتبرج ؟ ولمن ؟ ، ماذا تنتظرون من أمرأة في بيت من الصفيح وتحت سقف من سقوف (الحواسم) ، يتوعّدها بالسقوط ، وزوج عاطل عن العمل ، ماذا تنتظرون من أمرأة كحّلت عينيها بتخرج ابنها من الكلية ، لتراه بلا عمل ؟، كيف خرجتم (باسترجال) العراقية ، وهي مغطاة بالجبّة والنقاب ؟ هل استخدمتم الأشعة السينية لكشف المستور؟ ، هل تعلمون أن فتاتنا السافرة ، تمشي بلا أمان في شوارعنا وكأنها مرتكبة لجريمة ، فقطعان الذئاب البشرية تتحين الفرص لأفتراسها ، هذا ان نجت من من المتشددين الظلاميين الذين يصنعون الموت بدلا من الحياة ؟
ماذا تنتظرون من مكافِحة راعية للأيتام ؟ هل ستتفرّغ لوضع المساحيق ، وحقن (البوتوكس) ؟ اذا كان غذاء أطفالنا من (البسكويت) منته الصلاحية ، فمَن يضمن أن هذا (البوتوكس) غير مسمم، أو منته الصلاحية ؟، كيف تريدونها مع ضيق ذات يدها ؟ هل تستورد خادمات السند والهند لتنبري بتشذيب أظافرها طيلة النهار كنساء الخليج وهي لا تملك قوتها ؟ ، ماذا تنتظرون من شوارع الرعب والأنفجارات ، كيف ستسلكها العراقية في طريقها الى صالات الجمباز والترشيق والتجميل ، المستهدفة أصلا ؟.
ولكن لا بأس ، هذا جزء يسير من ثمن (الشرف) الذي تمتاز به العراقية ، كأشرف أمرأة في العالم ، أمرأة صاحبة الرقم القياسي العالمي في الصبر الذي ملّ منها ، أمرأة لم تعش حياتها كنظيراتها من نساء العالم ، أمرأة ترك الحزن المزمن بصماته على محياها ، فزادها جمالا .