نكتب بأقلامنا الكثير والكثير في مقالاتنا اليومية والتي ربما قسم منها يعبر عن طابع سياسي والاخر نعتبره ثقافي حتى وان كان فيه متاهات عامة يعتبرها البعض غير ايجابية.. ربما نكتب قليلا مما تعلمناه عن الادب والتراث الريفي. واننا لنشعر بالفخر والاعتزاز عندما نجد ان هناك الالاف من المتابعين وهم يناشدوننا ويشدون من ازرنا على المواصلة وربما البعض منهم يوجهون لنا بعض النصائح لمقالاتنا وكلها نتقبلها بروح ايجابيه وطابع اخوي…
وما يفرح النفس عندما تتوجه لنا دعوات من وظائف ودواوين وشخصيات اجتماعيه وعشائرية وسياسيه كثيرة ولكن الانسان وبفطرته الاجتماعية يجد ان ميوله الى مكان معين ورغبته بذلك اكبر من غيره وما يدهش الانسان عندما يزور احد اصدقائه واقربائه ليجد الحفاوة والتكريم اللامحدودة منه.. وما اجمل الانسان ان يعيش بين جمع تراث الماضي والثقافة الحاضرة وهذا نشعر به عندما نقوم بزياره المضايف والدواوين التي تتحدث لنا عن الماضي بصفاته الجميلة عن الكرم وطيبة النفس عن الاخلاق والتواضع اتكلم لكم اليوم في مقالتي هذه عن مضيف امارة قبيله الجبور في قضاء القاسم وشيخها العام الامير مهدي منفي آل دبي الذي تولى مشيخة القبيلة بعد وفاة والده المرحوم الشيخ منفي عباس كريم آل دبي والذي قمنا بزيارته لتقديم التعازي لهم ومواساتهم بوفاة عمه الشيخ قطران عباس آل دبي..
والشيخ مهدي شخصية اجتماعية قل نظيرها في عالمنا اليوم فهو يمتلك الموهبة والحكمة والفطنة من الفراسة والعقل والهدوء في تعامله مع الاخرين… وحقاً انك تقف امام مدرسه كبيره تمتلك كل العلوم الإنسانية والاجتماعية وقبلها تمتلك طيبه النفس وحسن الاستقبال نعم انهم عائلة الدبي من العوائل التي تستحق التمجيد لما يقومون به استقبال وتوديع للضيوف في الليل والنهار ولا تعنيهم مظاهر الحياة بشيء لا من قريب ولا من بعيد فلقد رفعوا شعار خدمه الناس اولا بدون مصالح شخصية..
وانت تدخل هذا المضيف العامر باهله تجد كل انواع الزوار هناك فتجد المسؤول السياسي وشيخ العشيرة ورجل الدين وموظف الدولة بكل مسمياته لذلك تجد انهم يقفون مع الجميع على مسافه واحده ويعتبرون اي انسان يقصد مضيفهم سواء كان من قبيلتهم او من ابناء القبائل الاخرى هو كبير في شانه مهما كان وضعه الاجتماعي او الوظيفي..
هكذا علمهم ابائهم واجدادهم في مجالسهم وهكذا نشأوا مع ما تعلموه في الحياة.. فالحياة اليوم هي اكبر مدرسة تعلمنا فيها كل الاشياء الصحيحة ونتعلم منها الدروس والحكم دروس الاخلاق ومحبة الناس وحسن الضيافة والكرم والشجاعة وكل الصفات الحميدة الاخرى..
ان مضيف الشيخ الامير مهدي منفي الدبي يعتبر من الدواوين الاصيلة والموثقة في كتب التاريخ في العراق كونه يضم بين حيطانه الذكريات الكثيرة والامجاد التي تتكلم عن حلحلة مشاكل الناس وفي الكثير من الاحيان تقديم المشورة لبعض المدراء والمسؤولين في الحكومة….. في هذا المضيف الذي تجد فناجين القهوة معطرة بالهيل مقدمةً للضيوف في كل الاوقات وتجد ان الشيخ مهدي ابو صالح موجود وحاضر لحلحة اي مشكلة يطلب منه التدخل فيها لحلها بالطرق التي ترضي كل الاطراف..
بعدها توجهنا الى مضيف المرحوم الشيخ قطران آل دبي لتقديم التعازي لأبنائه وهم الشيخ علي والشيخ وائل وهم شيوخ يحملون الطيبة والمحبة والكرم ويحملون كل العادات والتقاليد العربية الاصيلة اضافة الى ثقافتهم الاجتماعية العالية وعلاقتهم الطيبة مع جميع من يسكن معهم من ابناء عمومتهم وابناء العشائر الاخرى.. والذين اصروا على بقائنا لديهم لتناول وجبة الغداء رغم ان برنامجنا والوقت قصير جدا.. وان مضيفهم كان مليئاً بالزوار الذين مازالوا يتوافدون على تقديم التعازي لهم رغم مرور اكثر من شهر على انتهاء مجلس العزاء… فرحم الله الشيخ قطران آل دبي وبارك الله في ذريته الصالحة فهم خير خلف لخير سلف…
نعم انها الامارة بكل ما تعنيها هذه الكلمة من معنى ومفهوم لترسيخ الفكر الصحيح بين ابناء القبيلة..
نعم انه الامير مهدي منفي آل دبي علم قبيلة الجبور في الفرات الاوسط بكافة محافظاته … وكذلك تواصله المستمر مع ابناء عمومته في المحافظات الغربية والشمالية…
الانسان الذي اختارته الحياة لخدمة الناس عموماً.. ومنحته الدواوين والمضايف كل الصفات التي يجب ان يتحلى بها شيخ العشيرة وامير القبيلة… وفقه الله لما يحبه ويرضاه لخدمة كل ابناء مجتمعه.. ووضع شعار العراق فوق مصلحة الجميع…