المعروف محليا ودوليا، عندما تكون هناك انتخابات، لابد ان يولد من نتائج تلك الانتخابات حزب او شخص فائز فيها، ويكفل الدستور والقانون في جميع دول العالم تكليف الفائز بالانتخابات بتشكيل حكومة، والذي على أساسه تم إجراء تلك الانتخابات، وحتى في مباريات كرة القدم، عندما تقام مباراة نهائية، يتوج الفائز فيها بكأس البطولة، وليس العكس، فمثلا، المباراة النهائية التي جرت بين ريال مدريد وليفربول، فاز فيها فريق ريال مدريد، فهل من المعقول ان يتوج ليفربول “الخاسر” بكأس البطولة؟، في العراق، نجد ان الخاسر بالانتخابات يقوم بتشكيل الحكومة.
ان العمل السياسي يحتاج الى قيادة ناجحة، وعلى مدى سنوات مضت، لم نجد أي نجاح سياسي يذكر باستثناء تتويج الخاسر بكأس الفائز!، وهذا خلل كبير، يبدأ من مواد الدستور الخاصة بالانتخابات، وينتهي بالتفسيرات القانونية المتأرجحة لتلك المواد، وفي مثل هذه الحالات، ونتيجة طبيعية، يكون الفشل مرافقا لتلك الحكومات، والتاريخ القريب يشهد بذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه في الظروف السيئة التي مر بها العراق وليومنا هذا، هل ان من يحاولون الآن تشكيل الحكومة، من تجمع “الخاسرين” في الانتخابات، مقتنعين بما يقومون به و يتحملون النتائج؟
نظريا، من ثبت فشله في ادارة حكومات سابقة يجب ان يبتعد عن تشكيل الحكومة المقبلة، لأنه لا يستطيع قيادة وبناء بلد انهارت زراعته وصناعته وتجارته وكهربائه وصحته ورياضته خلال فترة قيادته او شارك في قيادة البلد، لكن عمليا حدث ذلك، وقد يحدث في المستقبل، ان اللعبة السياسية شيء وقيادة البلد شيء اخر، واللعبة السياسية داخل البلد شيء وخارجه شيء آخر، ان سمعة المشاركين في تشكيل الحكومة المقبلة داخل البلد شيء ودوليا شيء آخر، بمعنى آخر، هناك مسائلة وعدالة دولية تجتث او لا تتعامل مع اشخاص او حكومات لها تأريخ غير مرغوب به دوليا، ان العراق وشعبه، في وضعه الحالي لا يتحمل اسوء مما هو عليه.