17 نوفمبر، 2024 6:37 م
Search
Close this search box.

هكذا كان

اليوم اكتب صفحات الزمن الذي عشته…..
عشت زمنا طويلا …
حين توفاني الله تعالى كنت قد دخلت العقد التاسع من العمر وربما سنوات اربع او خمس اخرى بعده فليس ممكنا تحديد تاريخ الميلاد في ذلك الزمن.
ستقول لي انك عشت عمرا مديدا,
اجل هذه هي الحقيقية ,لقد عشت عمرا طويلا قدره الله تعالى لي.
لكني بدوري اسألك …لماذا دعوتني لأبعث لك بقصة حياتي دون الاخرين…؟
انا عرفت الجواب فلا تكلف نفسك ان تقوله او تكتبه لأننا في هذا العالم قد افاض الله تعالى علينا بنعمة مفقودة في الحياة الدنيا الا وهو معرفة ما تفكرون به وما تطرح من تساؤلات في عقولكم …هكذا قدر الله تعالى.
……………………
في عشرينيات القرن الماضي كانت البداية.
ولدت لعائلة علمية فقهية إذ كان والدي على درجة من العلم والفقه وكذلك اليسر المادي وكذلك كانت والدتي التي تتشرف بنسبها الى الامام علي عليه السلام فهي تحظى بتكريم واحترام تلك الصلة اضافة الى كونها هي الاخرى على درجة علمية مكنتها من ان تختم القرآن الكريم وتأخذ على عاتقها تعليمه لمجموعات من الفتيات تتعاقب في التعليم كدورات حفظ إذ جعلت من منزلها كمدرسة تحفيظ للقرآن الكريم وكان الناس يرسلون بناتهم اليها ليحصلن على هذا العلم المقدس.
كنت الكبرى بين البنات الاربع وليس لنا من أخوة الا أخ واحد كان يحظى بكل عناية ورعاية باعتباره عماد الاسرة بعد الاب الكريم.
لقد تعلمت من والدتي ان اكون اما صغيرة لأخواتي الاخريات وكذلك أخي الوحيد رغم ان فارق العمر لم يكن كبيرا بيننا لكن هذه هي قواعد التربية في العائلة والمجتمع آنذاك فالبنت الكبرى بمثابة الام وكذلك الاخ الاكبر بمثابة الاب وان كان اصغر عمرا من الاخرين اي اخواته الاناث.
اعلم اني لم اكن على درجة عالية من الجمال فأنا سمراء قصيرة القامة وضعيفة البنية وكم كنت انظر بعُجب الى بيا ض بشرة والدتي وجمال وجهها ورشاقة قامتها واقول في نفسي معاتبة قدري …لماذا لم انل من صفات أمي في الجمال ما كسبته من صفاتها الاخلاقية والعلمية إذ كنت مثال الفتاة الطيبة ذات الاخلاق العالية الملتزمة بالصفاة الحسنة وكان لحلقات الدرس التي تقييمها والدتي اثر كبير في نضجي المبكر وتعليمي وكذلك تنمية قدراتي الذاتية وكذلك من خلال تعاملي مع الكثير من الفتيات الدارسات اجدت فن التعامل مع الآخرين وكسب ودهم واحترامهم .

 

أحدث المقالات