23 ديسمبر، 2024 6:50 م

احداث الأنبار ومعركة الفلوجة آخر فشل وطني تشهده الحكومة بامتياز غريب يضعها بموضع الفضيحة …!
خلال اندفاع رئيس الحكومة بزج الجيش في هذه المشكلة ، كان يتحدث عن ” اسبوع ” لحسم الموضوع والقضاء على جماعات “القاعدة ” والمعارضين ،وملاحقتها في الصحاري والبراري ..!؟
قلنا هذا الكلام غير موضوعي ،يقوم على الوهم ، ولاينم عن وعي سياسي ولامفاهيم سوق حربي او تعبئة ، أوقراءة ناضجه ودقيقة لطبيعة المشكلة وحلولها ..؟
ومر الأسبوع وجاء الثاني واتسعت المعركة وكبر حجم الكارثة بآلاف الضحايا المدنيين من النازحين والقتلى والجرحى ، ناهيك عن خسائر فادحة لأفراد الجيش الذين زج بهم في معركة مفتعلة ، هي الأقرب لمنطق الحل السياسي والحوار الأخوي .
مضى شهر ولم تنته المصيبة ، وها نحن ندخل الشهر الثاني والنزيف يتواصل بفواجع اكبر ، والجريمة تتعمق بين الأخوة التي أريد لهم ان يكونوا أعداءأ ، ولم يستطع اي من الأطراف حسم البلوى ، واختفت وعود الأسبوع والأستعراضات الفارغة لبعض السياسيين الجهلة والقادة الأميين الذين جاء بهم مشروع الدمج ..!
سقط الوطن بالفخ وتكاثرت الجروح وصارت المشكلة تهدد بحرب لاتنتهي وانهيار لكل شيء ، المجتمع والثروة والدستور والعملية السياسية والحكومة وكل شيء ، ومثلما نجحت القوى الأقليمية قبل ثلاثين سنة في سحب الدكتاتور صدام حسين الى حرب ضد الجارة ايران انتهت بخسائر كارثية للدولتين واخاديد ثأر لاينتهي ، استطاعت دون جهد أو ثمن ان تسحب رئيس الحكومة الحالية الى هذا الخطأ الفادح .!؟
المعركة الآن في الأنبار تتحول الى ساحة نزاع بديلة للقوى الأقليمية المتصارعة ، وهي تشبه الملاكمة المتوازنة ، والكل يدفع لاستمرار نارها واتساعها وتعميق مساراتها بحيث لاتستطيع اي جهود أو مبادرات لايقافها ..!؟
الأعتراف بالفشل والاعتذار منه خير من الأستمرار فيه طالما ان أرواح المواطنين هي الأثمن ، لذا ينبغي ان تبادر الحكومة لاستثمار اية مبادرة لإيقاف نزيف الدم وهدر الأرواح ، والمبادرة بإعلان رغبتها في تقديم السلام والحوار وسحب الجيش بعد التفاوض مع مجلس ثوار الأنبار .
ان الفرصة لم تزل قائمة لرتق الجراح وادراك مصالح الوطن وخفض معدل الموت والأنتقام بهذا الوطن المبتلى بحكومات مستبدة وشعب محكوم بالعذاب .
[email protected]