19 ديسمبر، 2024 12:45 ص

لماذا يرفض ائمة الفساد والخراب والتجسس في العراق, التطبيع مع اسرائيل؟-4ض

لماذا يرفض ائمة الفساد والخراب والتجسس في العراق, التطبيع مع اسرائيل؟-4ض

(1)

النظام الملكي اقام دولة العراق الحديثة في اذار 1920, وكانت بحق معجزة للعراق ولتاريخه! ويجب ان تكون تلك الذكرى مناسبة للوحدة الوطنية وعيدا وطنيا. وكانت النجف واربيل على العموم دائما ضد سيادة ووحدة وتطور وحرية العراق والعراقيين وستبقى كذلك للابد!

وقد اقيم العراق على ايدي رجال افذاذ لايجود بهم الزمن مرارا! اعتمدوا على دولة عظمى وهي بريطانيا العظمى وكان الدرس واضحا وماثلا للعيان, فعندما يفقد العراق دعم دولة او دول عظمى يحل الخراب عليه, ولم يفهم هذا لاقاسم ولا البعثيين ولاصدام ولا الطغمة الحالية الحاكمة وربما يستمر الامر حتى عصر الظهور! مادام الاغبياء والعضاريط هم من يقود العراق.

وان العداء لاسرائيل اس البلاء للعراق وللعرب! وليس من المصادفة ان كل الدول العربية التي هب عليها الربيع العربي الماسوني الصهيوني, ليبيا واليمن وسوريا والعراق هي دول معادية لاسرائيل وحتى مصر, حيث مازال الشعب المصري معاديا لاسرائيل, وقد تعرضت لذلك الربيع الاخواني, ولكنها نجت بمعجزة على يد السيسي ودعم الخليج له بعد ان عرفوا ان الاخوان  هم اداة امريكية- بريطانية ماسونية لتحطيم كل الدول العربية ومنها الخليجية!

لم يفهم احد منهم ان اسرائيل هي امريكا واوربا, وان ذلك الحلف الغربي هو اقوى تكتل في العالم والتاريخ! وان الدول الفاسدة الغبية التي يقودها اشباه البشر هي مجرد مثار سخرية وكراهية تلك الدول!

واخطر دولة تتاثر بالعداء لاسرائيل هو العراق وسوريا بدرجة اقل, لوجود حدود للعراق مع تركيا وايران واقلية كردية في شمال العراق!

اما الاطماع الايرانية الفارسية في العراق فهي راسخة رسوخ التاريخ, ومعها تركيا وعندما يحل عام 2023 تبدا مرحلة جديدة من ضم شمال العراق لتركيا, فان لم يتهيا العراق لذلك بقوات مسلحة جبارة وعلاقات دولية واسعة فان التقسيم والاحتلال قادم للعراق ونهب ثروات العراق وقطع المياه عنه اولى الدلائل!

فماذا فعلت طغمة اشباه الرجال الحاكمة!

لاشيء لاحكومة ولاموازنة ولاجيش قوي ولااقتصاد ولابدائل ولاخطط.

 

(2)

لقد امن النظام الملكي العظيم حدود العراق تماما وخمد كل الفتن الداخلية والانفصالية عبر الاعتماد على بريطانيا العظمى! والجيش العراقي ودول الجوار او الدول القريبة عبر اقامة الاحلاف والتنسيق معها, ايران وتركيا وباكستان عبر حلف بغداد… وقد اثار ذلك عداء اليسار وعداء عبد الناصر الذي كان يغيظه اي حالة قوة للعراق, وقد تامر مع العرب الاخرين لتحقيق انفصال الكويت عام 1961 لما طالب بها الزعيم قاسم في حزيران 1961 لينهض المله في تمرده في ايلول 1961 بدعم الكويت واسرائيل وايران والعرب!

ولحكمة وعظمة النظام الملكي سحقت الحركة الكردية في مطلع اربعينيات القرن الماضي, ومن ثم اتجهت بقاياها لايران لاقامة جمهورية مهاباد عام 1946 وتشرد احد قادتها, الملة برزاني وعشيرته في الاتحاد السوفيتي بعد انهيار تلك الجمهورية الانفصالية, حتى اعاده الزعيم قاسم عام 1958 وتلك كانت احد اخطر اجراءاته بفعل التاثير اليساري, عديم الوطنية في احيان كثيرة! والخطا الثاني فتحه المجال للحريات السياسية التي تحولت الى مايشبه الحرب الاهلية الدموية!

نعم ان العراق بلد لاتقوم له قائمة دون دعم دولة عظمى وربما مع قواعدها! ولاتقوم له قائمة مع الاحزاب والحريات السياسية! لانه لم يثبت وجود حزب سياسي عراقي وطني تماما وفي الوقت نفسه فعال وقوي!

وكان العراق في العهد الملكي دولة قد سارت في طريق التقدم, على الرغم من عدم حل مسائل العدالة الاجتماعية, واستخدام ثروات البلد لخدمة الشعب تماما, وان بدات بذلك متاخرا غير ان تلك المسالة تقع في المرتبة الثانية لمصالح الدول, بعد مسالة استقلال البلاد وسيادتها وصيانة حدودها!

ثم جاءت ثورة 14 تموز 1958 بتاثير ثورة عبد الناصر عام 1952!, وقررت ان العدالة الاجتماعية هي في المرتبة الاولى! مع  ان وضع مصر الجيوبوليتكي يختلف تماما عن وضع العراق غير ان المقلدين لايرون الاختلافات!,  ففقدت البلاد سيادتها على شمال العراق بعد التمرد البرزاني في ايلول 1961 بعدما استقدم الزعيم برزاني وعائلته من الاتحاد السوفيتي! واكرمهم وكان يظن ان نضالهم هو من اجل العراق! (كما بوق اليسار العراقي الذي هو بحق احد الذيول الكردية في العراق! وكان له دور اساسي في تخريب العراق!) وليس من اجل عشيرة برزاني والاكراد واسرائيل التي انتقمت من مشاركة الجيش العراقي في الحروب العربية بفعالية عبر دعم التمرد الكردي وقيادته.

لم تتحق العدالة الاجتماعية بعد ثورة 14 تموز  الا لماما وعاد الفاشست لقيادة العراق في شباط 1963 وسحقت الحريات واليسار كما لم يحدث من قبل في ظل النظام الملكي! وبعد تطبيق قانون الاصلاح الزراعي بدا عصر انهيار الزراعة في العراق ونزوح الفلاحين للمدن وبدا عصر سيطرة الريف على المدن بكل تقاليده البدائية السقيمة! وصعد الكثير من الرعاع لقيادة الدولة! وعبثوا بها ايما عبث وبدا عصر المليشيات منذ ذلك اليوم في العراق! وحتى الان.

وهكذا لاحظى العراق بالاستقلال والسيادة ولاحظى بالعدالة الاجتماعية! وان حاول الزعيم تطوير وانهاض العراق وله بصمات واضحة ومنها قانون رقم 80 الذي كتب نهايته, وعدم تحقيق الوحدة الفورية مع مصر وسوريا الذي ثار من اجلها عليه القوميين واطاحوا به ثم انتهوا الى الاعتراف بالكويت مجانا عام 1963 وخوض صراع ضاري مع التمرد الكردي كلف العراق الكثير حتى عام 1975 بسبب دعم اسرائيل والشاه والغرب له!

هذا احد نتاجات ثورة 14 تموز الخالدة!

 

(3)

بعد غزو صدام للكويت عام 1990 وهزيمة العراق المذلة, انسحب صدام لسبب غير معلوم من شمال العراق وترك برزاني وطالباني وعصاباتهما تحكم المنطقة وتخوضان صراعا ضاريا من اجل المال والسلطة! وبذا ذهب نصف شط العرب مع الريح وكان ذلك هو ثمن وقف التمرد الكردي عام 1975 المدعوم من ايران واسرائيل!

وفي عام 2003 كانت البيشمركة احد اضلاع الهجوم على العراق والضلع الاخر من الكويت وقطر الخ.

لعبت النجف واربيل دورا محوريا في اقرار دستور 2005 الاجرامي التخريبي وقيادة العراق حتى الان!

وراح الاقليم يعقد الصفقات الاجرامية مع الشركات النفطية ليعيد الجميل لمن ساهم باسقاط قاسم, وراح برزاني يعبي شراويله بالمال حارما العراق والشعب الكردي منه, وسقوط الموصل عام 2014 كان بتدبير من ايران وبرزاني والاردن وتركيا وثيران العشاير لان المالكي منع تقديم الاموال للاقليم لان الاقليم يشفط نفط الشمال ويريد تقاسم نفط الوسط والجنوب معه!.

 

(4)

الخبر الجديد انه بعد الهجوم الروسي على اوكرانيا في 24 شباط 2022 ورغبة امريكا واوربا قطع الغاز الروسي بدا الاقليم يطرح نفسه كبديل لروسيا! عبر انابيب نحو تركيا! ومن ثم لاوروبا! بينما العراق الغني في الغاز لايفعل شيئا من ذلك! وراح برزاني ينتج النفط باقصى مايستطيع ولايلتزم بقرارات العراق او اوبك! لان هذا الاقليم هو ورم سرطاني نتج عن عشيرة فارسية اجرامية عبر تاريخ العراق وتحالفت مع احط اعداء العراق!

مما يزيد عوائد برزاني الخرافية, وعندها لابد ربما لاوربا ان تحمي الاقليم ولو بقوات عسكرية مدفوعة الثمن من برزاني, واوربا بدات الخطوات العملية لزيادة الانفاق العسكري ومنها المانيا الى 2 بالمائة مع 100 مليار يورو كدفعة اولى للجيش الالماني ليصبح اقوى جيش في اوروبا!

واللوبي الكردي في المانيا وغيرها قوي! ومصالح النفط والغاز قوية.

وقد دعا ديفيد ليفي لدعم الاقليم كما اوكرانيا لانه يتعرض لهجوم من ايران ومليشياتها!

لذا وفي ضوء الضغوط الايرانية الان على الاقليم بسبب تحالفه مع مقتدى والحلبوسي!  وكانت ايران صامته قبل ذلك على الرغم من ان الاقليم يصدر النفظ لاسرائيل وكان ومازال مقرا للموساد! وبما ان الضرر كان على العراق فانه لا مشكلة لايران في ذلك!

اذن لابد من منفذ ما للاقليم او طريق جديد او خطة جديدة! ولايمكن لصياد الفرص الاسرائيلي البرزاني الماسوني ان يترك مثل تلك الفرصة الذهبية!

وبما ان عتاة المخططين ومنهم الصهيوني ديفيد ليفيد, احد عرابي الانفصال والاستفتاء الفاشل الاخيرعام 2017 ,عندما كان الجيش العراقي يخوض معركة فاصلة لوحدة بلا بيشمركة ولا حشدمركة في مدينة الموصل! لايتركون الفرص الناجحة والفاشلة!

وتتضمن الخطة الجديدة, الحصول على تمويلات لانتاج الغاز من الاقليم وتصديره لاوربا وان يصبح كبديل عن روسيا وحتى قطر لانه الاقرب! وضمان حماية امريكية اوروبية لانجاز الانفصال ليصبح الشمال اسرائيل اخرى!

وبما ان ركائز اسرائيل الثانية صنعتها حماقات ورعونة صدام في منازلاته مع ايران والكويت واسرائيل…

فان الامل معقود عالميا وكرديا واسرائيليا على حماقات مقتدى والاطار والحلبوسي وفروخ ايران وقد تم ذلك في احد اوجهه عبر قانون تجريم التطبيع مع اسرائيل مما يعطي برزاني فرصة لطلب الحماية من نظام يعادي اسرائيل ويمثل خطرا عليها لان الافعال تسبق النوايا!

ولا اشك ان الاقليم يدفع جزء من ثمن النفط المهرب الى الاطراف السياسية والاحزاب الحاكمة للسكوت على سرقات برزاني!

او ان الاموال التي تذهب من بغداد للاقليم وهي اموال طائلة, يعود الاقليم ليشتري بقسم منها صمت الطغم الحاكمة في بغداد.

وبما ان كل شي للبيع في العراق وكل السياسيين معروضين للبيع! والبيع والشراء هو محور العملية السياسية الحالية!

فان مبلغا محترما من برزاني لهم سيدفعهم ليس لاصدار قانون تجريم التطبيع مع اسرائيل بل تجريم التطبيع مع الله ذاته!

يمكنك وفق عقيدتهم الدينية والعشائرية للحليفين ان تبيع البلاد بمن فيها مقابل ان تدفع خمس السادة وان تشفط نفط الشمال ان كنت برزانيا كاجر لنضال تلك العشيرة الاجرامية!

 

(5)

عصابة الافاقين والاغبياء والعاهات التي اصدرت القانون, فرحة ومستبشرة بالقانون باعتباره فتحا مبينا يمهد لظهور الامام الحجة! لانهم اغبياء لم يقراوا التاريخ ولا الجغرافية وعميان بكم طرش, ليس مكانهم قيادة دولة عظيمة مثل العراق بل قيادة قطيع من البعارير كثير عليهم!

في ظل الفرصة التاريخية الحالية كان يجب ان يصدروا قانون استثمار الغاز ونقله لاوروبا! ولكن ايران لاترضى.

وكان يجب اصدار قانون تقوية الجيش العراقي للوقوف بوجه تركيا التي تحولت مع ايران الى دولتين عدوانيتين تقطعان الماء عن العراق وتركيا بدرجة اقل! وان لتركيا اطماع في شمال العراق ستتضخ عام 2023.

وان يتم احياء الزراعة واعادة استخدام وتنقية المياة الثقيلة وتحديد النسل وبناء صناعة قوية مع العالم المتطلع لصفقات كبرى, وبناء الموانيء والسكك الحديد والميناء الجاف نحو تركيا, والحزام الاخضر والتقنيات الحديثة في الزراعة والاكتفاء الذاتي الصناعي لتشغيل كل العاطلين عن العمل.. وذلك لن يحدث لان العمايم الماسونية تريد عبيد جهلاء جياع اوغاد يقبلون ايديهم ويعلنون الطاعة لاحفاد الشياطين!

لم يصدر شي من هذا وليس هناك حكومة ولاموازنة ولادولة ولاشعب حي.

لدينا الفيلد مارشال البروفيسور فالح فياضي ذهب لروسيا ليعلن دعم دولة الحشدمركة لروسيا مع طلب اسلحة من روسيا لحشده!

اما الجيش فقد اصبح يتيم الاب والام لاحول له ولاقوة, وربما يستحق تلك المنزلة لانه من تحرك يوم 14 تموز لاسقاط انقى نظام شهده العراق مع كل علاته واخطاءه مقارنة بمن جاء بعده! ولانه لم يتحرك لاسقاط الطغاة بعد ذلك وسمح لمراهق مثل صدام ان يقوده ويجلب حفاة العوجة لبغداد بصفة جنرالات, ولم ينسق مع امريكا لتحقيق  التغيير بدلا من الحرب واسقاط العراق ولم يحدث ذلك حتى بعد بدء الحرب.

كان لدينا صدام واحد يضع النجوم فوق اكتاف الجهلاء والمتخلفين, الان اصبح لدينا الف صدام يفعل ذلك وامام انظار الجيش وصمته المطبق مادام النظام يسمح لقادة الجيش بالفساد والعشائرية والفئوية والمناطقية!

وهذا الامر لاينطبق على الكل, ولكن اي وطني مخلص في الجيش سيتم قتله او تجميده ومنهم ناصر الغنام!

[email protected]