في كل دُول العالم هنالك سياقْ معين تعمل عليه هذهِ الدولْ، من لجان الخبراء إلى اللجان المشرفة والستراتيج والدعم اللوجستي إلى خبراء المال والاقتصاد، وهذه مهمتها التحليل وإيجاد أفضل السبل للخروج من ألأزمات والمحافظة على الاقتصاد، وفي بعض الأحيان يتم الاستغناء عن الممتلكات في سبيل إسعاد شعوبهم كما حصل لإحدى الدول، الأفريقية حيث قامت ببيع طائرتها الخاصة في سبيل إسعاد شعبها.
وبما أننا نعيش في العراق فهذا بالطبع غير موجود إطلاقا ! والمسيّر الوحيد للبلد شخص واحد يبحث عن مكان له في الحكومة المقبلة، ومستعد لحرق العراق كما حرقها صدام سابقا وجعلنا بيد الاحتلال ونتائجها مازالت تفتك بنا لحد الآن في سبيل التجديد لدورة أخرى ثالثة .
بالأمس القريب أطلق الحكيم مبادرة ( أنبارنا الصامدة ) شعورا منه تجاه أبناء العراق لحقن دماء الأبرياء وكانت مبادرة جديرة بالاهتمام، لما لاقته من أصداء دولية ومحلية، للذين يفهمون الواقع السياسي العراقي، ولكنها جوبهت من معدومي الإحساس والفهم، بان المبادرة تلك إنما تصب في النهاية في فائدة الإرهاب، وهم لم يتجرءوا على قراءة المبادرة بنصوصها ومضمونها، وما تحتويه من فائدة كبيرة جدا، لو طبقت وفق ما طرحه الحكيم، والمشكلة إن رئيس الوزراء أثنى عليها في العلن، ويقوم مؤيدوه بالطعن بها من الداخل !!! عجيب أمر هؤلاء الناس يريك وجها جميلا ومبتسما، ويجحدك بالآخر !
فهل كان الحكيم مخطأ حين طرحها في وقت الأزمة ؟ أم أن الحكومة لا تريد أن توافق عليها لأنها تحقن الدماء، التي من الصعب تعويضها، أو إنها عندما تطبق والحكيم موقن من نجاحها لتحسب للحكيم !لاسيما ونحن مقبلون على الاستحقاق الانتخابي !! وهذا مالا يقبله المالكي أبدا لأنه قد وضع على الرفوف مطالبات كثيرة!! منها البصرة عاصمة اقتصادية، وميسان، والديوانية، وذي قار، والمثنى !
هنا يأتي الدور على اللجان المختصة، فهل تمت مناقشتها وبيان صلاحها من فشلها ! أو هل عرضت على الخبراء المختصين! وبيان رأيهم فيها ! والمشكلة الأخرى كل العقلاء قال فيها أنها لو طبقت وفق الطرح الذي تم طرحه، ستنجح وبامتياز، فهل يخاف المالكي لهذه الدرجة! من النجاح لأنها ستحسب للحكيم دونه .
وهنالك تساؤل لماذا المالكي الآن يطبقها بصورة عكسية! وعمل بها في الموصل ولم يعمل بها بالأنبار ! والمبلغ الذي رصده الحكيم كان 4 مليار والمالكي صرف 5 مليار كاش بينما للأنبار يصرف لكل سنه مليار وللأعمار وليس للصحوات وما شاكلها ؟ ولدينا جيش وطائرات تكشف العدو بالظلام الدامس من التي كانوا يتحججون بها سابقا .
المفروض من الحكومة أن تكون لها رؤية واضحة من الحدث وما يجري، ومن المهم أن يكون التطبيق فعليا وليس حبرا على الورق والتأملات، وتكون صاحبة قرار بوجود كل الكتل وتتكلم بشفافية واضحة، وليس كما يدار داخل الغرف بالسرية العالية، والصفقات التي لايعلم بها حتى السياسيون، خوفا من الفضائح التي تخرج للعلن بين الحين والآخر، من عقود الكهرباء المخزية والوعود الكاذبة والاتفاق بين الحكومة والإقليم، وآخر هذه الملفات ملف وزارة التربية الذي يطال أفضل شريحة وهي شريحة الطلاب بالبسكويت الفاسد….. سلام