أقامت البعثة الدبلوماسية العراقية وليمة غداء للسفراء العرب المقيمين في العاصمة كييف , وذلك بمناسبة معاودة البعثة لأعمالها هناك , وفق بيانٍ او اعلانٍ مصوّر نشرته البعثة في الفيس بوك .
جرت مراسم مأدبة الغداء في منزل القائم بالأعمال العراقي المؤقّت , وليس في مبنى السفارة , ورغم أنّ البعثة العراقية كتبت أنّ الدعوة اقيمت على شرف السفراء العرب هناك , إلاّ أنّه اتّضح وفق تفاصيل البيان والصور بأنّ المدعوين كانوا سفراء لبنان ومصر وفلسطين فقط .! , وَ وِفقَ ما جرى نشره , فلم يتّضح أنّ التمثيل الدبلوماسي العربي في اوكرانيا يقتصرعلى اولئك السفراء الثلاثة المذكورين فقط , أم أنّ هنالك سفراء عرب آخرين لم يجر دعوتهم .!
في عموم البروتوكول الدبلوماسي والأعراف السائدة في هذا النطاق , فقد جرت العادة أن تكون مثل هذه الدعوات على مأدبة عشاء , ومن غير المعروف لماذا بادر القائم بالأعمال العراقي على جعلها مأدبة غداء .!
ثُمَّ وبعيداً عن هذه التفاصيل وما تضمّه من بعض علائم الإبهام والإستفهام فثمةَ تساؤلٍ يطرح نفسه ودونما اجابةٍ او ردٍّ عنه ” حتى لاحقاً ! ” : –
< لماذا و علامَ و إلامَ قرّرت وزارة الخارجية العراقية معاودة نشاط بعثتها الدبلوماسية في اوكرانيا في هذا الوقت او التوقيت تحديداً .؟ بينما لم تزاول ذلك خلال الشهور الثلاثة من اندلاع الحرب .! > , وهل من حقّ موسكو أن تفسّر ذلك بأنّ هذا التوقيت العراقي قد تزامن مع زيادة وتكثيف الدعم الأمريكي والغربي لأوكرانيا , وهو تفسير يمكن اعتباره مشروعاً من موسكو او حتى سواها من الدول .! , ولماذا ايضاً لم تنتبه الخارجية العراقية الى ذلك وأبعاده , بل وحتى الإحتفال بإقامة المأدبة العراقية وإبرازها في الإعلام لها معنىً ما او اكثر من معنى في هذا الشأن الدبلوماسي الدقيق والحسّاس .!
في الحرب ” ايّة حربٍ ” فإنّ ايّ موقفٍ وحتى ايّ كلمةٍ رسميةٍ يجري نشرها او بثّها من ايٍّ من الدول , وبما يمسّ احدى الدولتين المتحاربتين او اكثر , فله حساباتٍ وتحليلاتٍ واعتباراتٍ خاصة تفرضها طبيعة الصراع وأبعاده , ومن هنا فإنّ وليمة الغداء العراقية لم يكن لها من ضروراتٍ مبرّرة وخصوصاً في عرضها ونشرها عبر اضواء وسائل الإعلام والفيس بوك .
عالم الدبلوماسية والعلاقات الدولية ولاسيّما اثناء الأزمات والحروب , له حساباتٍ واعتباراتٍ خاصّةٍ لا يبدو أنّ وزارة الخارجية العراقية تمتلك إحاطةً كاملةً بها .!