وكالات – كتابات :
يجتمع زعماء “الاتحاد الأوروبي”، الإثنين 30 آيار/مايو 2022، لإعلان استمرار دعم “أوكرانيا” لمساعدتها في صد الهجوم الذي تُشنه “روسيا” على أراضيها، لكن دول الاتحاد قد لا تكون مستعدة لفرض عقوبات جديدة على “موسكو”.
زعماء الاتحاد، الذي يضم: 27 دولة، سيبحثون على مدار يومين، أفضل السُبل لمساعدة “أوكرانيا”، بعد مرور أربعة أشهر على بدء الهجوم الروسي على “أوكرانيا”، وكيفية التصدي لتبعات الحرب من ارتفاع أسعار الطاقة، والنقص الذي يلوح بالأفق للغذاء واحتياجات “الاتحاد الأوروبي” الدفاعية.
سخاء في الدعم اللفظي فقط..
لكن مسودة البيان الختامي للاجتماع، التي قالت وكالة (رويترز) إنها اطلعت عليها، أظهرت أنه: “على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي سيكون سخيًا في الدعم اللفظي للحكومة في كييف، فلن يتم اتخاذ أي قرارات جديدة تُذكر بشأن أي من الموضوعات الرئيسة”.
كان وزير الاقتصاد الألماني؛ “روبرت هابيك”، قد قال الأحد 29 آيار/مايو 2022، إنه: “بعد هجوم روسيا على أوكرانيا رأينا ما يمكن أن يحدث عندما تتوحد أوروبا. وبالنسبة للقمة غدًا (الإثنين)، فلنأمل أن يستمر الحال على هذا النحو. لكن ذلك بدأ بالفعل في الإنهيار والإنهيار مرة أخرى”.
الأمر الذي سيكون أكثر واقعية، هو دعم الزعماء سياسيًا لحزمة قروض “الاتحاد الأوروبي”؛ بقيمة تسعة مليارات يورو، حتى تتمكن “أوكرانيا” من الحفاظ على استمرار عمل حكومتها ودفع الرواتب لمدة شهرين تقريبًا.
لكن لن يتم حتى اتخاذ هذا القرار؛ إلا في وقت لاحق، بعد أن تُقدم “المفوضية الأوروبية” اقتراحًا حول كيفية جمع الأموال.
خطط أوروبية..
كذلك أظهرت مسودة البيان الختامي؛ أن زعماء “الاتحاد الأوروبي” سيدعمون إنشاء صندوق دولي لإعادة بناء “أوكرانيا” بعد الحرب، دون تفاصيل، ويُريدون بحث إمكانية مصادرة أصول روسية مجمدة لهذا الغرض.

كما أظهرت المسودة أن الزعماء مستعدون لاستكشاف طرق للحد من ارتفاع أسعار الطاقة، بما في ذلك جدوى وضع حد أقصى مؤقت للأسعار، وتقليص الروتين بشأن طرح مصادر للطاقة المتجددة، والاستثمار في ربط شبكات الطاقة الوطنية عبر الحدود لتعزيز مساعدة الدول لبعضها.
سيتعهد الزعماء أيضًا، بتسريع العمل لمساعدة “أوكرانيا” على نقل حبوبها خارج البلاد إلى المشترين العالميين، عبر السكك الحديدية والشاحنات، بسبب إغلاق القوات البحرية الروسية الطرق البحرية المعتادة واتخاذ خطوات للاستغناء عن الطاقة الروسية بشكل أسرع.
صدمة “بوريل” من قيد “النفط الروسي”..
في هذا الصدد؛ توقع مسؤول السياسة الخارجية بـ”الاتحاد الأوروبي”؛ “غوزيب بوريل”، الإثنين 30 آيار/مايو 2022، أن يتوصل أعضاء التكتل إلى اتفاق لفرض حظر على واردات “النفط الروسي”.
“بوريل”؛ قال في تصريح لإذاعة (فرانس إنفو): “نحتاج إلى اتخاذ قرار بالإجماع. كانت هناك محادثات صعبة بعد ظهر أمس، وكذلك هذا الصباح”، مضيفًا: “أعتقد أنه بعد ظهر اليوم، سيكون بوسعنا تقديم اتفاق لرؤساء الدول الأعضاء”.
يأتي هذا بينما لم تتمكن حكومات “الاتحاد الأوروبي” من التوصل إلى اتفاق بشأن حظر “النفط الروسي”؛ أمس الأحد، في الوقت الذي تسعى فيه لإعداد اتفاق في الوقت المناسب قبل قمة التكتل؛ التي تنعقد مساء اليوم الإثنين.
ردًا على سؤال حول ما إذا كانت خطط إدراج حظر واردات “النفط الروسي” يمكن أن تفشل بسبب مقاومة “المجر” ودول أخرى؛ في “أوروبا الشرقية”، قال “بوريل”: “لا أعتقد ذلك… سيكون هناك اتفاق في النهاية”.
وبموجب اقتراح تمت مناقشته بين دول الاتحاد؛ مساء أمس الأحد، يحظر تسليم “النفط الروسي” إلى دول الاتحاد عن طريق البحر، بحلول نهاية العام الحالي، لكنه يستثني “النفط” الذي يتم تسليمه عبر خط أنابيب (دروغبا) الروسي، الذي يمد “المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك”.
تلعب “المجر” دورًا في عرقلة فرض عقوبات جديدة على “روسيا”، فالدولة غير الساحلية، تعتمد على خطّ أنابيب (دروغبا) البريّ؛ الذي يمرّ عبر “أوكرانيا”، ويؤمّن: 65% من استهلاكها، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي هذا؛ بينما تواصل “روسيا”، منذ 24 شباط/فبراير الماضي، شن عملية عسكرية داخل جارتها “أوكرانيا”؛ ما خلّف أزمة إنسانية وأضر بشدة بقطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم.
تقول “موسكو” إن خطط “أوكرانيا” للإنضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، تُمثل تهديدًا للأمن القومي الروسي، وتدعوها إلى الحياد، وهو ما تعتبره “كييف” تدخلاً في سيادتها.