وكالات – كتابات :
قلق أميركي بالغ أثاره الصاروخ الذي أطلقته “كوريا الشمالية”؛ عندما كان الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يعود من جولته الآسيوية.
فبعد: 16 اختبارًا في هذا العام وحده، من السهل الشعور بالملل من تجارب الصواريخ في “كوريا الشمالية”. ولكن لأسباب عديدة، فإن الاختبار السابع عشر، الذي جرى صباح الخميس 26 آيار/مايو 2022، ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، حسب صحيفة (التايمز) البريطانية.
السبب الأول هو التوقيت. مع إجراء الاختبار؛ كان الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يدخل المجال الجوي الأميركي في طريق العودة من رحلة إلى “كوريا الجنوبية” و”اليابان”.
ويؤكد هذا التوقيت المدروس للاختبار الشعور بأن؛ “كيم جونغ-أون”، فقد كل الثقة في عملية المشاركة الدبلوماسية التي جمعته من قبل مع الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”.
ثم هناك طبيعة الصواريخ التي أُطلِقَت في تجربة “كوريا الشمالية” الأخيرة. فلم تكن هذه ألعابًا نارية قصيرة المدى، بل كان أولها صاروخًا (باليستيًا) عابرًا للقارات من طراز (Hwasong-17)؛ يتمتع بقدرة محتملة على إطلاق قنبلة نووية في أي مكان في العالم تقريبًا.
الصاروخ الذي أطلقته “كوريا الشمالية” يستطيع الوصول لـ”أميركا”..
وقال الجيش الكوري الجنوبي؛ إنه خلال الاختبار فإن الصاروخ (الباليستي) عابر للقارات وصل أقصى ارتفاع له إلى: 335 ميلاً أثناء تحركه لمسافة: 223 ميلاً شرقًا بعد إطلاقه من منطقة العاصمة الشمالية. وقالت هيئة الأركان المشتركة الأميركية إن “كوريا الشمالية” فقدت على ما يبدو الصاروخ الثاني على بُعد: 12 ميلاً أثناء الطيران، بينما طار الصاروخ الثالث على مسافة: 472 ميلاً.

وأجرت “كوريا الشمالية” تجارب لأسحلتها بوتيرة غير معتادة هذا العام، تضمنت إطلاق صاروخ (باليستي) عابر للقارات؛ في آذار/مارس 2022، والذي كان الأول منذ عام 2017.
ووصفت “كوريا الشمالية” هذا الإطلاق؛ بأنه عرض لأكبر صاروخ لها، وهو صاروخ (هواسونغ -17). ومع ذلك قال جيش “كوريا الجنوبية”؛ آنذاك، إن “كوريا الشمالية” ربما أطلقت بدلاً من ذلك صاروخًا أصغر حجمًا من الصواريخ (الباليستية) العابرة للقارات من الصاروخ (هواسونغ-17)، ولكنه يستطيع الوصول أيضًا لـ”الولايات المتحدة الأميركية”.
ولكن في التجربة الأخيرة أصبح يُعتقد أن “كوريا الشمالية” اختبرت بالفعل أقوى صواريخها؛ (هواسونغ-17)، الذي قد يصل إلى أي معظم أماكن العالم وليس أراضي “الولايات المتحدة” فقط.
وتعهَّد “كيم” بإطلاق مثل هذه الصواريخ؛ في عام 2018، عندما أصبح يجمعه ودٌّ مشترك مع “ترامب”.
وبينما يبدو أن صاروخ (Hwasong-17)؛ الذي أُطلِقَ في آذار/مارس، قد تعثَّر أو تم استبداله بصاروخ – لكن هذه المرة لم يكن هناك أي تعثُّر مما يعني أن أقوى صواريخ “كوريا الشمالية”، قد اقترب من الوصول للخدمة.
“أميركا” و”كوريا الجنوبية” تتوعدان برد صارم..
رد فعل “أميركا” و”كوريا الجنوبية” على الاختبار، كان أكثر صرامة من ذي قبل، حيث وَعَدَ رئيس “كوريا الجنوبية” الجديد؛ “يون سوك يول”، خلال حملته لانتخابات؛ آذار/مارس 2022، باتخاذ موقف صارم بشأن استفزاز “كوريا الشمالية”.
ولكن من الناحية العملية، يواجه “يون” نفس القيود الواقعية التي واجهها سلفه الليبرالي؛ “مون جاي-إن”، وفي المقام الأول الإلتزام بتجنب الحرب مع الشمال، والتي يمكن أن تتصاعد بسرعة مع عواقب مدمرة لا يمكن تحملها لمدن الجنوب.
ووصفت صحيفة (التايمز) البريطانية، الإطلاق المشترك لصواريخ (أرض-جو) من قبل “الولايات المتحدة” و”كوريا الجنوبية”؛ بأنه: “استعراض قوة” رمزي أجوف. الأهم من ذلك هو الوعد بتقديم: “أصول إستراتيجية” أميركية غير محددة حتى الآن – والتي قد تعني الغواصات النووية أو القاذفات بعيدة المدى أو حاملات الطائرات أو الثلاثة معًا.
مخاوف أميركية من إجراء “كوريا الشمالية” تجربة نووية تحت الأرض..
قد يكون كل هذا بمثابة مقدمة للحدث الرئيس – التجربة النووية الكورية الشمالية تحت الأرض – التي يعتقد العديد من المراقبين أنها مجرد مسألة وقت.
إذ قال مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون ويابانيون إن “كوريا الشمالية” قد تجري قريبًا أول تجربة نووية لها منذ ما يقرب من خمس سنوات.
في المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك، في عام 2017، غرقت المنطقة في أزمة شاملة. ولكن بعد سبعة عقود من المواجهة بين الكوريَّتين، أصبحت دورات الأزمات مجرد جزء من الحياة.
وقال “ليف إريك إيسلي”، الأستاذ في جامعة “إيوا”؛ في عاصمة “كوريا الجنوبية”؛ “سيول”: “إذا كانت جائحة (كورونا) مستعرة في كوريا الشمالية، فهذا ليس أفضل وقت لكيم لإجراء تجربة نووية”.

وأضاف: “لذا فإن إعلان النصر على (COVID)، على الأقل في الدعاية الحكومية، من المحتمل أن يأتي أولاً. لكن من المُرجح أن تجري كوريا الشمالية تجربتها النووية السابعة قبل الانخراط في الدبلوماسية”.
يعتقد أنها شيدت قاعدة لإطلاق الصواريخ تجاه “أميركا”..
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن “كوريا الشمالية”؛ بنت قاعدة صواريخ بالقرب من حدودها مع “الصين”؛ قادرة على تخزين أسلحة ذات مدى يُتيح لها ضرب “الولايات المتحدة”.
ووصف تقرير صادر عن “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” الأميركي؛ (CSIS)، نُشر قبل عدة أشهر، بالتفصيل ميزات قاعدة (Hoejung-ni)، التي تقع مخابئها المحصنة تحت الأرض على بُعد: 16 ميلاً فقط من الحدود الصينية.
ونقل المركز عن: “مصادر مطلعة”، من المُرجح أن تكون في المخابرات الأميركية، الذين يعتقدون أن أقوى أسلحة؛ “بيونغ يانغ”، والقادرة على حمل رؤوس حربية نووية، سيتم نشرها في القاعدة.
تحوي القاعدة مخبأ مغطى بالأتربة والصخور مع نباتات مزروعة فوقها، كما يقول التقرير. “طول وحجم الفتحات كافية لاستيعاب جميع الصواريخ (الباليستية) المعروفة لدى كوريا الشمالية وحتى التي يتم التخطيط لها”.
ومن المحتمل أن تضم قاعدة تشغيل الصواريخ؛ (هوجونغ ني)، وفقًا لهذه المصادر، وحدة بحجم فوج مجهزة بصواريخ (باليستية) عابرة للقارات: “عندما يحدث هذا، ستُمثل الوحدة مكونًا حيويًا لما يُفترض أنه إستراتيجية صواريخ (باليستية) متطورة لكوريا الشمالية، وتوسيع الردع الحالي على المستوى الإستراتيجي وقدرات الضربة”.
