الحقائق والوقائع تشير بما لا يقبل الشك بظهور محور سياسي جديد يحمل الهم الوطني ولا شيء غيره وعلى العراقيين اليوم أن يضعوا ثقتهم في هذا المحور الوطني الذي انطلق من تشرين لأنها علامة تاريخية فارقة في الحاضر العراقي وعلينا أن نعزو الفضل في هذا التحول الكبير إلى تضحيات الشباب الثائر الذي صنع منعطفا جديدا في تاريخ العراق ..
القادة الوطنيون هو مصداق لكل من تصدى للقيادة الوطنية من دون النظر إلى أي إنتماء آخر وهم ثلة من جيلين ؛ جيل مخضرم عاصر النظامين السابق والحالي بكل تفاصيلهما وجيل تشبب في أجواء هذا النظام وكان جزءا منه وسواء أكان هذين الجيلين مشاركين أم معارضين فإن المواقف في تشرين ومابعدها هي التي ستحدد معيار الوطنية..
وعلى هذا فإن روح تشرين هي المركز التي ستدور حولها كل الشخصيات والقوى والجماهير الوطنية وهذه الدائرة التي تتسع يوما بعد يوم لتصبح أخيرا بحجم الوطن هي التي ستحدد ملامح الحالة العراقية وهي التي سيكون لها الدور الأساسي في قيادة الوطن نحو مفاهيم مختلفة كليا عما يدور الآن في هذه العملية السياسية البائسة والفاشلة والفاسدة..
وبلا شك فإن المسؤولية ستكون مضاعفة على كل قائد وطني وكل حراك جماهيري لأن المطلوب اليوم هو أبعد من مفهوم القائد وشكل الحراك وإن كان المضمون واحدا لأن العمل الفردي مهما بلغت صعوباته وتحدياته فهو لا يمثل عشر معشار الجهود التي نبذلها في العمل كحالة متنامية لأنها الطريق نحو تحقيق الأهداف الوطنية..
وأنا واثق بأن السنن التاريخية وقوانين التحول والتغيير بدأت بالفعل بظهور هذه القيادات على الساحة السياسية ..صحيح أن الثقة الجمعية المفقودة هي التي تقف عائقا في تأسيس القيادة العراقية بشكلها الجديد لكنني أعتقد أن الخطوة الأولى في استرجاع هذه الثقة هو مد أواصر قوية بين هؤلاء القادة ليحملوا على عاتقهم ثوابت التغيير لتحريك العجلة الى الأمام حينها ستغدو أغلب الجماهير خارج معادلة الشك.