19 ديسمبر، 2024 9:01 ص

الموازنة ، بين الديون والتعويضات

الموازنة ، بين الديون والتعويضات

يا وطنا ، أكَلَ الأتراكُ من الكتفِ اليسرى منه ..
والفُرسُ من اليمنى..
وتغوّط فوق (القلب) غزاة البحر…
وحتى (الأحباش) ، فقد سرقوا جُزرا …
              (مظفر النواب ، وتريات ليلية ).

كان الرجل يقصد بذلك (الوطن العربي) الذي كان ، وقد أصابه الأن الشلل التام بسبب (الصقيع العربي) الذي كلّله، وتحوّلت دوله الى (خُشُبٌ مُسَنّدة) ، رغم أن الرجل ذو توجّهات أممية .
وبقي العراق وحيدا وقد انسلخ من محيطه العربي ، كان (العرب) يتواصلون معه فقط في صب الزيت على النار في حروبه العبثية  ، ينمّون العقدة (الدون كيشوتية) لحاكمه في محاربة طواحين الهواء التي طحنت ابنائه ، كانت العلاقة بين النظام المقبور  مع الحكام العرب ،علاقة توتّر ومدّ وجزر ، تتخللها فترات غزل قصيرة ، يجتمعون على اثرها لغرض واحد ، التـﺂمر على الشعب وإجهاض تطلعاته وضمان بقائهم .
فقدَ البلد بريقه ، وأصابه الهزال ، وهو بيد قيادة ينخر فيها الفساد ، وتفتقر للقوة والحزم والخبرة وبُعد النظر ، لا خيارَ لها سوى الانسياق مع الرياح الأقليمية كيفما تشتهي ، والخضوع لأرادة المحتلّ ، فصار (حايط نصَيّص) لكل مَن هب ودب ، وتحول الى ساحة لصراعات جميع ﺁيديولوجيات العالم ، وبقيت الكعكة التي يسيل لها لعاب الأفواه النتنة  المسننة الصفراء ، الكعكة التي لا نصيب منها لأبن البلد ولا حتى نتـفة ، شعب يائس لا يحلم حتى بلحس قصعتها .
فأية (ميزانية) هذه التي سيقرونها نواب البرلمان الكرام ؟ ، الغرباء عنا ، البعيدون كل البعد عن واقعنا المرير وكأنهم (مرتزقة) أتوا من (المريخ) ؟ ، وقد شحّوا علينا بأي ومضة من الخير ، هل بيدهم خيار و(أيران) تطالب بتعويضات (الاف مليار دولار) على حد تعبير موظف كبير في الحرس الثوري الأيراني الذي أتحفنا  أن الحرب مع العراق لا تزال قائمة ، ولم تنتهِ رسميا ؟ !.
هل بيدهم الخيار ، وهذه (الكويت) ، فاغرة الفم وكأنها بئر بلا قرار ، للمزيد والمزيد من التعويضات ؟ ، ومزيدا من المطالبات ، هذه المرة من الداخل ، من أخواننا الأكراد الذين لا يدّخرون وسعا في نشب سكانينهم التي كثرت في خاصرة الوطن مع سقوط الجَمَل ، وهم يطالبون الحكومة المركزية بتسديد تعويضات تصل لأكثر من 300 مليار دولار ، بسبب الأضرار التي الحقها بهم النظام السابق ، على حد قول قناة (البغدادية) .
لربما يتحفنا الأتراك بمطالبتنا لأجور عن كل لتر من المياه ساقه الله الى أراضينا ، لربما سيطالبونا بأجورالأقامةالخرافية للسلاطين العثمانيين في البلد الذي عاثوا فيه فسادا لأربعمائة عام سوداء ، لربما سيطالبنا ذوو كل مَن قضى في حادث سير في كل دول العالم ، لأن (العراق) هو مَن أخترع العجلة !، وليسترنا الله من فاتورة الأمريكان المفتوحة ، الله يعلم متى ستُغلق .
، كيف لا ، ولدينا دبلوماسية كسولة خرقاء وخرساء تلجأ لأبسط الحلول ، الدفع ، طالما هو ليس من جيبها ، نعم ليس من جيبها ، فدبلوماسيتنا هي دبلوماسية الغير ، وكأنها مدّعٍ عام في محكمة غير عادلة ، خصمها دوما ، الوطن !.
لك الله ايها العراقي ، لقد صودروطنـُك أرضا وثروات وحضارة على المدى البعيد ، ستبقى الديون التي لا ذنب لك فيها تلاحقك ، وها هي كل رموز الأعتزاز الوطني ، تذوي أمام ناظريك ، عشت وأنت ترانا نستورد حتى التمور من ايران والسعودية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات