خاص : بقلم – د. كمال مغيث :
عندما خلعت “هدى شعراوي”؛ البيشة واليشمك التركي الذي كانت ترتديه وألقته في وجه الضابط الإنكليزي، وواصلت التظاهر للمطالبة باستقلال بلدنا.. لم تكن تفعل فعلاً مؤثمًا ولا فعل محرم.
فالمرأة المصرية لم تعرف الحجاب ولا القرار في البيوت ولا أكذوبة أن صوت المرأة عورة.. إلا في بعض الشرائح الثرية في المجتمع ولأسباب اجتماعية وليست دينية.. فكيف تُجبر المرأة التي تخرج إلى السوق للبيع والشراء.. أو تذهب إلى الترعة لتوفير ماء الشرب لبيتها على لبس الحجاب والنقاب أو عدم التحدث للناس.. كما لم تعرف بلادنا على طول تاريخها الفصل بين الجنسين؛ لا في الأحياء ولا الغيطان ولا الأسواق.. وكانت بنات “حسن البنا” و”الهضيبي” وشيوخ الأزهر سافرات لم يكن هذا ضد الإسلام.. وعندما تُشاهد حفلات “أم كلثوم” أو “عبدالحليم حافظ” و”فريد الأطرش” وغيرها.. حتى الستينيات؛ وليست بين الحاضرات واحدة محجبة لم يكن هذا ضد الإسلام.
وعندما تُشاهد فتيات الجامعة جميعهن كذلك بلا حجاب.. لم تكن “مصر” ضد الإسلام، بل كانت “مصر” المُنتج الأكبر لعلوم الإسلام وإذاعته وأفلامه السينمائية..
ولكن مع بداية السبعينيات تعرضت بلادنا لإسلام مختلف؛ أعده حنابلة البدو الوهابيين ورعته مخابرات “أميركا” و”إسرائيل” و”السعودية”.. وتواطأ معه “السادات”.
هذا “الإسلام الوهابي” هو ما يدفع معلمًا لقص شعر فتاة أمام زميلاتها.. أو يدفع مديرة لسحل طالبة غير محجبة على بلاط الفناء.. أو يُقيم الدنيا لأن طالبة جامعية ترتدي فستانًا..
هذا هو الخطاب الديني الصحراوي المتطرف الذى تواجهه الدكتورة “سلوى بكر”.