ما هو مفهوم الوطنية في نظر البعض؟؟؟
هل يكفي ان نكون في صف الحكومة كي نكون وطنيون؟؟؟
ام نكون في صف المذهب او الدين حتى نكنى بالوطنية؟؟
أسئلة حائرة هل يصعب فهمها بين أطياف الشعب العراقي….
مَن من المفروض ان يجيب عليها؟؟
السياسي!
المثقف!
العائلة متمثلة بالأم والأب..
ام الفرد حين يبلغ درجة من الوعي..
انا كفرد بسيط في المجتمع العراقي..
الوطنية رضعتها من المحيط متمثلة بالبيت حين يكون راعي الاسرة على درجة من الوعي البسيط يعلمنا كيف نحب الوطن من خلال الصدق في السلوك واحترام الاخرين واحترام الكبير والحنو على الصغير..وبعدها ياتي دور المربي الفاضل في المدرسة على مدى سنينها…
اتذكر حين كنت طالب في الاول المتوسط وفي اعدادية الشرقية في محافظةالكوت سابقا والان محافظة واسط حين درست لسنة واحدة فقط..كان هناك مدرس للغة العربية اسمه استاذ عبد الله ولم يحضرني اسم والده أن كان على قيد الحياة اطال الله في عمره وان توفاه الله تغمده برحمته الواسعة وكان يقوم بدور معاون المدير كذلك…كان كل يوم خميس من كل اسبوع يكون منهاج ثقافي يتمثل في احتفال في ساحة المدرسة يتجمع فيه الطلبة جميعهم ويختار قبل يومين هو المنهاج لهذا الفعالية تتمثل في القاء خطاب سياسي وقصيدة شعر وكذلك كلمة الأدارة هو يقوم بألقائها كونه فصيح اللسان وكان يمرننا على فن الألقاء للخطبة والشعر في الفرص بين الدروس..
لا اتطرق الى الخطاب السياسي وقصيدة الشعر بل الى خطبته التربوية الملغمة بالارشاد الوطني الوافي ومن خلال ارشاداته عرفت انه كان ماركسي التوجهات لأنها كانت قريبة من محيطي كون والدي رحمه الله يحمل نفس الفكر والتوجهات لذلك تطابق فكر الأسري والتربوي حيث كنت انتظر يوم الخميس بفارغ الصبر كي يكون لي حصة في القاء الخطاب السياسي الذي كنت احرره ويقوم الاستاذ حسين بتشذيبه وجعله اكثر عقلانية من خطابي الذي يتصف بالانفعالية اكثر الاحيان لانه يحمل عنفوان الشباب الثوري في تلك المرحلة وكانت القضية المركزية هي قضية فلسطين حيث كان محيطنا الشبابي أكثر تفاعل معها في حينها لذلك كانت تأتي الخطب حماسية اكثر الاحيان..
ولم انسى مقولته يجب ان نرضع ابنائنا حب العراق وحب فلسطين ومن اولوياتنا الدفاع عن وطننا والدفاع عن فلسطين واجبنا القومي الذي لا نهادن عليه..
لذلك انا تطرقت لهذه الحالة لاني نهلت منها كيف نحب الوطن بدون اي وازع طائفي او سياسي….
لذلك حب الوطن والوطنية رضعناه من اسرتنا ومن مربينا في الدراسة..بدون الميل او الركون الى الحكومة او السياسي او المذهب او الدين..
عكس مايجري في عراقنا بعد استلام حزب البعث ومن بعده هذه الاحزاب الرخيصة التي لبست رداء الدين ورداء العلمانية وما يتبعها همها كيف تنفذ أجنده القطب التي تتستر بأذيالها ان كان دين او طائفة او معسكر..
حتى نسينا وطن اسمه عراق وصرنا ننادي بالموالاة لمعسكرين معسكر اهل البيت ومعسكر الصحابة ونسينا ان العراق اكبر من اهل البيت والصحابة وحاجتنا الى العراق اكثر من حاجتنا اليهم في يومنا هذا..
هل من المفروض ان نلجأ لرجل الدين في تجمع في حسينية او مسجد كي يوعضنا على مدى ساعتين اكثر ادائه متشنج فكرأ واسلوبا ام نلجأ الى معلم تربوي او جار يحمل الوعي حتى لو كان بسيط لكي يعلمنا كيف نحب الوطن قبل ان نحب الدين او المذهب ونحب الجار قبل ان نعرف هو من اي طائفة او دين…..
لذلك الوطنية هي ليس حب دين أو شخوص تعلقنا بهم من خلال روايات اكل الدهر عليها وشرب…
الوطنية انتماء وحب وتعاضد في الشدائد من واجب الجميع كي نبتعد بالوطن من الاقتتال اليومي ومن التدخلات الخارجية..
ونحبه قبل ان نحب طائفتنا او ديننا حتى يُحق لنا ان نكون فعلاً مواطنون نعيش على تراب العراق ويفتخر بنا ونفتخر بانفسنا….