18 نوفمبر، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

سأخبر الله بكل شيء ..

سأخبر الله بكل شيء ..

سأقول له  انهم كانو اربعة يحملون راية سوداء كتب عليها اسمك سرقوا الفرحة والبسمة من قلبي والى الأبد ..
سأقول له ان بشاعة منظرهم وقباحة وجوههم  لا تدل على انك نفخت فيهم من روحك ؟؟
سأقص عليه كيف بكى والدي  امام صيحات امي وهي تستنجد به دون ان يكون بيده حيلة فهو معاق في رجله اليمنى  بسبب انفجار وقع قبل سنة ونصف في دمشق…  اختار له القدر ان يذهب الى الله بقدم واحدة وبجسد بلا رأس ..
سأخبر الله  ان يعذر ضعفي لأنني لم ادافع عن اهلي  لشلل اصابني منذ طفولتي وقبل ان يدخل الاوباش منزلي خبأتني امي عندما سمعتهم وهم يُكبرون قرب باب بيتنا  قالت لي لا تتكلم اجلس تحت السرير ولا تتحرك مهما حصل  وكأنها تعلم ما سيحصل !!
سأخبر الله انهم قتلوا والدي بذات السيف الذي جز رقبة امي فأمتزجت دمائهم في الحياة والموت
سأخبره ان  صيحات الله اكبر التي علت من افواههم النتنة هي من لم تجعلهم يسمعون بكائي وانا ارى ذبحهم  لامي وابي
سأخبر الله. ان (( علي )) اخي الرضيع  ضل يبكي  ويصرخ بشدة وكأنه يقول  لهم توقفوا ارجوكم اتركوا أمي وخذوني مكانها  ولم يرق لاحد هؤلاء الوحوش بكاء اخي..  ازعجه صوت الرضيع فقرر ان يسكته ..  والى الابد
فتح نار بارودته ليدفئ بها جسد اخي الذي ارتاح من العيش في هذا العالم الموحش ..
اخرج احدهم هاتفه ليصور قال له وحش اخر منهم لا تصور فالأمير قال ممنوع تصوير المدنيين .. تخيل انهم يعرفون معنى المدنية ويذبحون المتمدنين !!!
هناك اتى وحش اخر الى المنزل   لهجته ليست سورية وهو يقول الله اكبر حي الله المجاهدين
فأجابوه الله اكبر والعزة لله هذه عائلة …….  قد صفيناها
قال لهم تعالوا معي هناك المزيد من العلويين في عدرا سنصفيهم بأذن الله.. نصر من الله وفتح قريب !! وبدأو بالتكبير
الله اكبر .. الله اكبر
على من تنتصر ايها القاتل ؟؟؟ على الخالق ام على المخلوق ؟؟؟
خرجوا من بيتنا بعد ان ابدعوا برسم لوحة  تشكيلية بدماء عائلتي وعندما أتذكر  تلك  اللوحة أتأكد بأن الأنسانية غادرت عالمنا الى جهة مجهولة   .. 
انتظرت حتى يهدأ المكان بعد دقائق  ساد الصمت ليعلن رحيل ملوك الموت آخذين معهم ارواح عائلتي الصغيرة  .. زحفت  اولاً بأتجاه اخي علي الذي شوه الرصاص وجهه الطفولي واخفى ابتسامته نظرت الى وجهه واختلطت دموعي بدمائه  أدرت وجهي عنه خجلاً من طفولة لم تكتمل بعد …
ثم  امسكت قدم امي لاتعلمون كم  كانت دافئة قَبلتها  لم استطع النظر الى جسدها لان متعة القاتل في جز الرقاب حرمتني من رؤية جسد امي كاملاً  …
صرت امسح جبينها كما كانت تمسح جبيني دوماً عندما ترآني أشعر بضعف او يأس بسبب الشلل الذي لازمني طيلة حياتي .. هنا خارت قواي الخائرة اصلاً  لم اعد اتحمل صرت  اصرخ لعلهم يرجعوا ليقتلوني ويرحموا عيني من ان ترأى ما ترى
زحفت بأتجاه والدي الذي كان مقيداً للخلف وانا ابحر في محيط من دماء اهلي رست يدايّ على رأس والدي مسحت الدماء عن وجهه وعيونه لا زالت مفتوحة
وكأن عيونه تقول لي  يا بني لا تخف  انا أيضاً سأخبر الله عن هؤلاء سأقول له ماذا فعلوا بنا
سأقول له ان شريعتك السمحاء اصبحت وبالاً علينا وان دينك الاسلام  صار حافزاً للقتل وان إسمك هو أخر شيء نسمعه قبل ان نًًًُذبح
ساخبره ان نبيك لم يفلح في اقناع الناس بالاسلام فالمسلمين الان  فعلوا مالم يكن يفعلوه  الناس قبل الاسلام
سأخبر الله يا ابني ان يكف عن الخلق فلا داعي للخلق طالما ان هناك جزارين سيذبحون خلقه وبأسمه وتحت رايته
ساخبر الله ان الألم الذي شعرت به والسكين على رقبتي وأنا انظر الى رأس امك يتدلى من جسدها  هو اعظم من الآم كل الانبياء والأوصياء فهل استحق صفة النبوة كجزاء لشدة ماتحملته !!!
ساخبر الله ان يغفر لي  ان تطاولت عليه في كلامي ولا يغفر لهم لانهم تطاولوا على حياة  وهبها لنا وانتزعها الارهاب بغير وجه حق . …

 قلت يأ ابي  قل له ما تشاء
 لكني سأقول لله ان البعض يواسيني ويقول انك ستعوضني عن اهلي بجنة وسعها السموات والأرض   فأن كان ثمن الجنة هو دماء اسرتي فهل أستطيع ان اتنازل عن جنتك وترجع لي أهلي ؟؟؟

 الآن صرت انشد ذلك الحضن الدافئ الذي لطالما عبرت بي فوق الام  وحرج العوق صرت افتقد ذلك الشيب وهو يوخزني عندما اقبله صرت اشتاق لضحكات اخي .. لم أستوعب بعد انني سأغدو بدونكم .

((( هذه المقالة من وحي الازمة السورية وتحديداً في دمشق – عدرا العمالية اثناء اقتحام الارهابيين لبيوت المواطنين السوريين وبدأوا حملة تصفية على اساس الانتماء الطائفي )))      

[email protected]

أحدث المقالات