18 ديسمبر، 2024 8:07 م

الجامعة التقنية الوسطى : إبداع في معرض التوظيف والابتكار

الجامعة التقنية الوسطى : إبداع في معرض التوظيف والابتكار

الجامعات التقنية تنتمي إلى صنف الجامعات باعتبارها منابر للعلم والمعرفة وبناء الشخصية القادرة على العطاء ، ولكنها تختلف عن سواها من حيث تركيزها على تنمية المهارات والتطبيقات ، وهي جامعات مصممة لتلبية احتياجات أسواق العمل ووضع مخرجاتها في الميادين كافة لأداء وتطوير الأعمال ، كونهم مارسوا التدريب العملي والتطبيق في مختلف الاختصاصات بما يمكنهم ليكونوا ضمن قوة العمل للبلاد بعد التخرج مباشرة ، وتتكون تلك الجامعات من معاهد وكليات تحتوي على عدد من الأقسام والفروع التقنية التي بإمكانها توفير حاجات العمل وبما يناسب التطور العالمي والمحلي في مختلف التقانات ، ونظرا لحدوث فجوة بين العرض والطلب على المخرجات من التقنيين ، لذا تبادر تلك الجامعات لإقامة معارض للتوظيف والابتكار بهدف إتاحة الفرص لأصحاب الأعمال ( العام والمختلط والخاص) في تلبية احتياجاتهم من التقنيين بمختلف الاختصاصات ، فضلا عن تحفيز الطلبة على الإبداع والابتكار والمنافسة الموضوعية والتعريف بقدراتهم لمساعدتهم في إيجاد فرص عمل تناسب ما اكتسبوه من معارف ومهارات والحؤول دون تقادم ما تعلموه وجعلهم الأقرب لميادين الأعمال .
ولسنا هنا بصدد سرد كل التفاصيل المتعلقة بالفعاليات التي إقامتها تلك الجامعات بهذا الخصوص كمعارض وأسواق ، ولكنا وجدنا من المناسب التعريف ببعض محتويات معرض التوظيف والابتكار الذي تقيمه الجامعة التقنية الوسطى والذي افتتح قبل أيام ، ففي الجانب الطبي الساند تضمنت مشاركة المعهد الطبي التقني ( بغداد ) عرض منتجات يمكن ولوجها من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة للقيام بإنتاجها من قبلهم من خلال ( إعادة تدوير مواد النفايات ) ، وهو ابتكار أعده قسم تقنيات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ، والنماذج التي عرضت تضمنت تصنيع إنارة متنوعة لغرف الأطفال و ساعات جدارية ومنضدية إلى جانب حاويات للأقلام من المواد المدورة ، ويتم تصنيع كل ما تمت صناعته من خلال تدوير النفايات المنزلية مثل الزجاجات البلاستيكية وبرطمانات الطعام الزجاجية وعلب الكارتون وأسطوانات مناديل الحمام القديمة وحاملات مناديل المطبخ وكذلك الورق المقوى والأعواد الخشبية وغيرها من تلك التي تبوب ضمن النفايات ، والغرض من تصنيع هذه المنتجات هو تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة عليها أثناء المعالجة والتأهيل ليقوموا بإنتاجها فيما بعد من قبلهم ، والهدف توفير فرص عمل للعاطلين منهم ( وبالذات النساء ) بما يسهم في إخراجهم من الوحدة والعوز وتعويدهم في الاعتماد على قدراتهم التي يمكن توظيفها من ابسط الأشياء ، والجهات المستفيدة من هذا المنتج هم العاطلون عن العمل من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يجدون صعوبة في إيجاد الأعمال واستثمار الأوقات ، ويشكل إنتاجها تحقيق منافع أخرى أبرزها الحفاظ على البيئة ولتقليل التلوث والحد من الأضرار الصحية لتلك النفايات ، وبالأخص الأدوات الناتجة عن مخلفات المواد البلاستيكية والتي يفضل تدويرها لصعوبة إتلافها وبما يخدم الاقتصاد الوطني بإضافة قيمة جديدة للنفايات .
وجاءت مشاركة فرع تقنيات الأطراف والمساند من خلال تقديم منتج بعنوان ( أطراف اصطناعية ومساند تقويمية ) ، والمنتج عبارة عن مجموعة من الأطراف الاصطناعية والمساند التقويمية التي قام بتصنيعها طلبة فرع تقنيات صناعة الأطراف والمساند بمختلف مستوياتها كجزء من متطلبات الحصول على شهادة الدبلوم في تخصص صناعة الأطراف والمساند ، والتي يقومون من خلالها بتقديم الخدمة للمرضى الذين يعانون من فقدان إحدى او كلتا الأطراف السفلى او العليا او العمود الفقري او جراء الإصابة بمرض السكري او الحوادث المتنوعة او ممن يعانون من تشوهات خلقية فيها او التشوهات التي تنتج من الحوادث المتنوعة ، وان الجدوى الاقتصادية لهذا المنتج هو تقديم ما يحتاجه المرضى الذين يراجعون العيادة التعليمية في فرع تقنيات صناعة الأطراف والمساند وبأسعار رمزية ، باعتبار إن المواد الداخلة في تصنيع هذه الأطراف والمساند تم تدويرها بدون كلف تذكر وبعض أجزاءها مقدمة بالمجان من قبل المنظمة الدولية للصليب الأحمر او من الدعم المقدم للعيادة من قبل عمادة المعهد ، وقد اشرف او شارك في تصنيع المنتجات أعلاه عمادة المعهد وعددا من الملاكات التدريسية والمدربين التقنيين إلى جانب طلبة القسم في المعهد .
وقد حظيت هذه الأعمال باهتمام وتشجيع الجامعة ، ممثلة برئيسها الذي أثنى على الجهود المبذولة والأفكار الابتكارية حيث وجه لوضع تلك المنتجات لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وبما يناسب حالاتهم وأعمارهم وبأسعار رمزية او بالمجان ومن خلال العيادة الاستشارية للمعهد او أي منفذ ممكن لخدمة تلك الفئات ، كما أوصى بضرورة تبني مزيدا من الابتكارات لدعم اقتصاد البلد لتعويض المستورد منها وخلق بيئة تنافسية بين الطلبة لتعويدهم على تنمية الحس الإنساني والوطني وخدمة أبناء المجتمع وسوق العمل .