إنها النائبة! رحل النواب شاعر المأسدة…
اه يا شاعرنا كم ارّقت مضاجع حكامنا على مِر زماننا… كنت عدوهم اللدود واليوم نثروا على نعشكِ الورود… هل لي أن امدح تلك القصائد النارية او تلك الحنجرة الذهبية التي صدحت بكلماتٍ لن تنساها اجيالٌ و اجيالٌ فيما يأتي مِنْ أيام البشرية!
على مدى سنين عمرك كنت كالسندباد تتنقل بين البلدان غريباً منفياً بعيداً عن الأوطان ومِنْ هنا وهناك نشنف مسامعنا بصولاتكِ في تعرية مَنْ تولوا امرنا…
هل لنا أن ننسى ‘قممٌ قممٌ قممٌ’ والتي دكت ناقوس الخطر بين الأمم واضحى مَنْ تساقطت عليهم حممها كالجرذان تختبأ تحت الرمم! … هل مِن أجلها صبّوا عليك جام الغضب ام عندما ناديت ب ‘القدس عروس عروبتكم’ تذّكروا الدفاع عن الشرف؟
كثيرةٌ هي صولاتك يا ابا عادل وكنت فيها المنتصر ولم يكن لديهم سوى التظاهر بعدم الاكتراث للاذع الكلام بقصائدٍ صدحت بها حنجرة مظفر النواب في سابق الأيام…
نعلم بأنك لم ترغب أن يُدار بنعشك في شوارع بغداد بكل رياءٍ مِنْ الذي حكم ويحكم العراق وهم اول اسباب البلاء في البلاد… كنت على يقينٍ بأن فكرك لم يعد له مكان في بلدٍ اراق الدماء في قصر الرحاب وكل ما تلاه بعد ذلك من خراب…
لو كنت اليوم على قيد الحياة وجئتهم بكلماتكِ المعهودة، لم ترى تلك الشلة المنبوذة التي تباكت على رحيلك بدنائتهم المعروفة…
ستبقى ذكراك لقادمٍ مِنْ الأعوام وتضع الحُكام بين المطرقة والسندان لمن يتبجح منهم بالدفاع عن حياض الأوطان وينتهي بهم المطاف بالنسيان في غياهب الزمان…