26 نوفمبر، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

متى تنتهي نظرة ( التبعية )وتسود الهوية العراقية ؟

متى تنتهي نظرة ( التبعية )وتسود الهوية العراقية ؟

مع رحيل شاعرنا الكبير مظفر النواب لاح من جديد نَفَس التفرقة القائمة على الجذور العِرقية ، فلم يفت على بعض ناقديه القول بأنه هندي الأصل واعتبار هذا الأصل مثلبة تنتقص من انتمائه وعراقيته !.
هذا الفرز ما بين عراقي ( أصلي ) وعراقي بالتجنّس أمر يبعث على التعجب والأسف لأنه يتردد على ألسنة عدد غير قليل من الناس ، والغريب أن بعضهم يدّعي الثقافة ، والأغرب أن هؤلاء يذهبون عميقاً في التاريخ مشككين بعراقية هذا أو ذاك لدرجة أن أحدهم ( وهو أكاديمي وعميد سابق لإحدى الكليات !) راح يناقشني مرة في أصل عرب الأهوار زاعماً أنهم ليسوا عراقيين وليسوا عرباً لأن محمد القاسم جاء بهم هم والجاموس من بلاد السند إلى جنوب العراق !. وإذا ما تذكرنا أن محمد القاسم عاش في القرن الأول الهجري أي قبل أكثر من ١٣٠٠سنة لعرفنا كم هي متأصلة نزعة هذا التصنيف في عقول البعض .
يا جماعة .. جنسية البلد التي يحملها الإنسان يجب أن تلغي التفرقة بين المواطنين على أساس الدين أو القومية أو المذهب .
والوطنية يجب أن تستند إلى الإخلاص للعراق دون غيره من المعايير .
ها نحن نشاهد عراقيين لم يمضِ على هجرة عوائلهم إلى بلدان الغرب المتقدم خمسون عاماً أصبحوا وزراء وأعضاء في برلمانات تلك البلدان .
وها نحن نرى بلداناً تفخر بأعلام مبدعين لمجرد أنهم عاشوا شطراً من حياتهم على أرضها .
وها نحن نرى بلدانا يعتبر فيها سؤال الإنسان عن جذوره وجنسيته الأصلية أو دينه أو مذهبه أمراً معيباً ممنوعاً .
لن نتقدم ما لم نغادر عقلية الفرز هذه ، فها هو الصراع السياسي القائم الآن بين تيارات دينية وقومية وطائفية يدمّر العراق ويدفع به نحو مزيد من الخراب، وفيه دليل على هذا وبرهان .

أحدث المقالات