قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الاربعاء إن الوقت حان لطرد مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة من الفلوجة لكنه لم يحدد موعدا لشن هجوم عسكري على البلدة غير ان السلطات سمحت لمواطنيها بمغادرتها.
وسيطرت جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام التابعة للقاعدة على الفلوجة بمساعدة جماعات سنية أخرى في أول يناير كانون الثاني.
وتفرض القوات العراقية وقوات الامن طوقا غير محكم على المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد. واندلعت اشتباكات متفرقة بين القوات العراقية ومسلحين بالمدينة.
وقال المالكي إن زعماء العشائر يجب أن يجبروا الجماعة على الانسحاب حقنا للدماء ومنع وقوع المزيد من الدمار في الفلوجة. واضاف في كلمته التلفزيونية الاسبوعية “حان الوقت لحسم هذا الموضوع وانهاء وجود هذه العصابة في هذه المدينة وانقاذ اهلها من شرهم.”
وحث المالكي أهالي الفلوجة مجددا على أن “يتخذوا مواقف حاسمة من وجود هؤلاء الارجاس بدون خسائر وبدون تضحيات” لكنه لم يحدد مهلة لذلك. وأضاف “هؤلاء المجرمين يريدون ان يوقعوا الفتنة الطائفية ولينتهوا الى عملية تقسيم العراق.”
وقال سكان إنه بعد ذلك بثلاث ساعات قصفت طائرات هليكوبتر عسكرية مناطق في شرق وشمال الفلوجة. ولم يتضح إن كان هذا استعدادا لعمل عسكري أوسع نطاقا.
وتجرى انتخابات برلمانية في العراق يوم 30 ابريل نيسان وسط اعمال عنف وصلت الى أسوأ مستوياتها منذ الاقتتال الطائفي عامي 2006 و2007. ويقول منتقدو المالكي إن سياساته أججت مشكلات الاقلية السنية في العراق وتدفع بعض السنة الى الانضمام الى الدولة الاسلامية في العراق والشام التي استغلت الصراع في سوريا للظهور من جديد في العراق.
ووزع التنظيم منشورات الاسبوع الماضي تعلن تشكيل لجنة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعيد الى الاذهان ذكريات محاكم شرعية صارمة كانت في الفلوجة عامي 2005 و2006.
وفي ظل عداء سكان الفلوجة لحكومة المالكي التي يقودها الشيعة يخشى كثيرون شن هجوم عسكري كبير على غرار هجومين عنيفين للقوات الامريكية على مسلحين بالمدينة عام 2004. ويقول مسؤولون بالامم المتحدة ان عشرات الالاف من الاشخاص فروا من البلدة.
وفشلت جهود التفاوض لحل الازمة حتى الان. وقال مشاركون في اجتماع لزعماء العشائر ورجال دين عقد يوم الاحد لاختيار رئيس بلدية وقائد شرطة للفلوجة إن التنظيم رفض النتيجة لانه لم يكن ممثلا في المحادثات.
وارسل مقاتلو التنظيم المزيد من المقاتلين والاسلحة الى الفلوجة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية واستغلت جماعات مسلحة اخرى الفراغ الامني. وقال سكان انه لا يمكنهم تحديد ولاء المسلحين الذين يجولون في البلدة.
وخطف مسلحون قبل يومين قائدا سابقا للشرطة في الفلوجة على المشارف الجنوبية للمدينة. وقال اقارب وزعماء عشائر إنهم يسعون لاطلاق سراحه بدفع فدية.
وقال احد زعماء العشائر “الوضع في الفلوجة خطير ويخرج عن نطاق السيطرة. الجميع يحملون الاسلحة وشرارة واحدة يمكن ان تشعل حربا في المدينة.”