لا السيد عمار الحكيم ولا كتلة المواطن التي تنتمي للمجلس الاعلى الاسلامي سوف يدخلون الانتخابات البرلمانية وهي على الابواب والشبابيك والروازين عن محافظة الانبار او اخواتها “الخمس المنتفضة” مثلما باتت تسمى الان بعد ان ازيحت بقدرة قادر العبارة القديمة (المثلث السني). ولانه لا صوت يعلو على صوت معركة الانتخابات الان فان محاولة كسب الاصوات المؤهلة للفوز باكبر قدر من مقاعد البرلمان تبرر من وجهة نظر (المتخاصمين السياسيين) مثلما اسماهم الحاج نوري المالكي طرح المشاريع والمبادرات التي تجعل “الدنيا ربيع والجو بديع” بحيث لم يعد امام المواطن سوى ان يقفل “على كل المواضيع”. وطبقا لهذه المعادلة الانتخابية ومنطقها الدعائي فانه ليس بوسع احد لوم الحكيم لو طرح مشاريع تتعلق بالبصرة او الناصرية او النجف او المثنى. فكل واحدة من هذه المحافظات تحتاج حتى تنهض الى 60 مشروع ومبادرة من حجم ووزن وطراز مبادرته بشان محافظة الانبار. لكنه اختار الانبار في التوقيت السليم من زمن الازمة ليطرح مبادرة تتعلق بالوطن لا بالطائفة او المذهب اوالبيئة الانتخابية . نعم الانبار التي لن تصوت للحكيم لا كرها به ولكن واقع البيئة الانتخابية يفرض علينا قوانين واجراءات لاقبل لنا بتغييرها على المدى المنظور في الاقل هي التي حظيت من قبله بهذا المستوى من الحرص والاهتمام.
الحكيم اختار الوطن لانه اكبر واقوى وابقى من كل الطوائف والاعراق والمذاهب والاثنيات. بالمبادرة التي حملت اسما ذا دلالة “انبارنا الصامدة” زاد الحكيم من صمود اهالي الانبار واطفأ نار فتنة هناك من سعى ولايزال من كل الاطراف والاطياف الى صب المزيد من الزيت عليها. نقول ذلك بكل صراحة لان الكثيرين من رجال الطبقة السياسية يفكرون طبقا لرؤية شاعر غزية “وهل انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد”. هناك من بدأ يطرح مشاريع تقسيم. وهناك من بدا يطرح اسهمه هنا وهناك في بورصة المزايدات السياسية. وهناك من راح يحسب “ليكدام” حساب الربح والخسارة في الانتخابات. وهناك من هزمته “داعش” مسبقا. لكن عند عمار الحكيم المثل الاعلى هو العراق الذي يحتاج في ساعات المحنة الى رجال يرتفعون الى مستوى التحديات.
ففي حال خسرنا العراق لن تقوم قائمة للطوائف والمذاهب والاديان والاقوام والمكونات صغرت ام كبرت. مع العراق نكبر جميعا جيشا وشعبا حكاما ومحكومين. مع الطوائف او المذاهب مع كل مالها من تقدير واحترام نفقد اهم ما نعتز بها وهو كوننا شعب واحد بهويات فرعية . مبادرة الحكيم الانبارية ذهبت الى ما هو ابعد من حدودها الخاصة بتخصيص اموال او مجالس اعيان او تشكيل قوات دفاع ذاتي او ما الى ذلك من امتيازات هي في كل الاحوال تعني ما تعنيه بالنسبة لاهالي الانبار الثوار الصامدين. المبادرة تعني ان العراق واحد وان الانبار تستصرخ الجميع الان. وبصمودها يبقى العراق وبانهيارها لن تقوم له قائمة.