وكالات – كتابات :
كشفت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية في “لبنان”، الثلاثاء 17 آيار/مايو 2022، عن فوز لوائح المعارضة المنبثقة عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية؛ وتراجع لـ (حزب الله) وحلفائه بعد أن حصلوا على: 62 مقعدًا، ليفقدوا بذلك الأغلبية البرلمانية التي كانوا يحتفظون بها منذ عام 2018، فيما حصل حزب (القوات اللبنانية)؛ لـ”سمير جعجع”، على: 20 مقعدًا برلمانيًا.
وكالة الأنباء الفرنسية؛ قالت إن: 12 من الفائزين هم من الوجوه الجديدة، ولم يسبق لهم أن تولوا أي مناصب سياسية، ومن شأن هؤلاء أن يُشكلوا مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية كتلة موحدة في البرلمان.
كسر طوق “حزب الله”..
فيما وجّهت هذه الانتخابات صفعة لـ (حزب الله)، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، مع خسارة حلفائه عددًا من المقاعد في أول استحقاق يعقب سلسلة من الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ عامين.

في المقابل؛ ضمَن حزب (القوات اللبنانية)، بزعامة “سمير جعجع”، خصم (حزب الله) اللدود، والذي تربطه علاقات جيدة بـ”المملكة العربية السعودية”، فوزه بأكثر من عشرين مقعدًا، وفق نتائج أولية لماكينته الانتخابية.
وكانت القوات قد فازت لوحدها: بـ 15 مقعدًا في انتخابات 2018، مقابل: 21 لـ (التيار الوطني الحرّ). وقال مسؤول الإعلام الخارجي في الحزب؛ “مارك سعد”، لـ (فرانس برس): “تُظهر النتائج أن اللبنانيين اختاروا كسر الحلقة التي أرساها (حزب الله) و(التيار الوطني الحر)، وتغيير الطريقة التي تُدار بها الأمور”.
وأضاف: “يمكننا القول إنّ اللبنانيين عاقبوا الأحزاب الحاكمة؛ وانحازوا لنا للتعبير عن رغبتهم في بداية جديدة في الحكم”.
إقبال ضعيف وانتخابات نظيفة كما تؤكد “الداخلية”..
ويُشار إلى أن الانتخابات جرت وسط إنهيار اقتصادي بات معه أكثر من: 80% من السكان تحت خط الفقر، وخسرت “الليرة اللبنانية” أكثر من: 90% من قيمتها أمام “الدولار”، ولامس معدل البطالة نحو: 30%.
كما أتت بعد نحو عامين على انفجار؛ الرابع من آب/أغسطس 2020، الذي دمر جزءًا كبيرًا من “بيروت” وأودى بحياة أكثر من مئتي شخص وتسبّب بإصابة أكثر من: 6500 آخرين.
ونفى وزير الداخلية؛ “بسام المولوي”، خلال إعلان النتائج الرسمية، حصول أي تجاوزات خلال الانتخابات، أو “تلاعب” أثناء احتساب الأصوات، موضحًا أن: “الشوائب التي اعترت الانتخابات قليلة جدًا”، وتُعدّ نسبة الاقتراع التي بلغت: 41%؛ ثالث أدنى نسبة مسجّلة في “لبنان” منذ إنتهاء الحرب الأهلية: (1975 – 1990).
مفاجآت الانتخابات في “لبنان”..
قالت ثلاثة مصادر متحالفة مع جماعة (حزب الله) اللبنانية؛ المدعومة من “إيران”، الإثنين 16 آيار/مايو 2022، إن من المُرجح أن يخسر الحزب وحلفاؤه أغلبيتهم في البرلمان، وهي نتيجة ستُشكل ضربة كبيرة للحزب، وتعكس الغضب من الأحزاب الحاكمة.
(رويترز) قالت إنه بينما لم يتم الإنتهاء من فرز كل النتائج بعد، قالت المصادر البارزة إنه من غير المحتمل أن يحصل (حزب الله) وحلفاؤه على أكثر من: 64 مقعدًا من مقاعد البرلمان؛ البالغ عددها: 128 مقعدًا، مشيرة إلى أنها نتائج أولية.
كان (حزب الله) وحلفاؤه فازوا بأغلبية: 71 صوتًا في الانتخابات الأخيرة؛ التي جرت في 2018. وتحدثت المصادر شرط عدم الإفصاح عن هويتها لأنه غير مخول لها التحدث نيابة عن (حزب الله) وحلفائه.
تراجع “حزب الله” في الانتخابات..
وفي وقت سابق من أمس الإثنين؛ قالت (رويترز): مع استمرار فرز الأصوات لم تظهر بعد النتيجة النهائية لأول انتخابات منذ الإنهيار الاقتصادي اللبناني؛ وانفجار “مرفأ بيروت”، عام 2020، الذي دمر أجزاء من العاصمة.

تُشير النتائج المُعلنة إلى تشكيل برلمان أكثر تشرذمًا؛ وإلى استقطاب حاد بين حلفاء (حزب الله) ومعارضيه، وهي نتيجة يقول محللون إنها قد تقود إلى طريق مسدود، في حين تُحاول الفصائل التوصل لاتفاق لاقتسام السلطة بتوزيع المناصب الكبيرة في الدولة.
قال “مهند حاج علي”؛ من مركز (كارنيغي) للشرق الأوسط: “إذا انتهت اتفاقات الماضي، أي نوع من السياسة سيتبقى لنا سوى المزيد من التوترات الطائفية وتكرار بعض الاشتباكات التي شهدناها ؟”.
أضاف أن نتائج انتخابات 2018؛ دفعت بـ”لبنان” للدوران في فلك “إيران”، التي يقودها الشيعة، أما هذه النتيجة فقد تفتح الباب أمام “السعودية” السُنية لممارسة نفوذ أكبر على البلد الذي ظل لفترة طويلة ساحة للتنافس بينها وبين “طهران”.
ومن أقوى المفاجآت التي شهدتها الانتخابات خسارة السياسي الدُرزي المتحالف مع الحزب المدعوم من “إيران”؛ “طلال أرسلان”، سليل واحدة من أقدم الأسر في الساحة السياسية في “لبنان”، والذي انتخب لأول مرة في عام 1992، مقعده لصالح “مارك ضو”؛ الوافد الجديد الذي يعمل وفق أجندة إصلاحية، وذلك حسبما قال مدير الحملة الانتخابية لـ”ضو”؛ ومسؤول بـ”حزب الله”.
وأشارت النتائج الأولية أيضًا إلى فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين ممن خاضوا حملاتهم على أساس برنامج إصلاحي ومحاسبة الساسة المتهمين بالتسبب في وقوع “لبنان”؛ في أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي: 1975 و1990.
“صفعة كبيرة” للحزب المدعوم من إيران..
تعني المكاسب التي أعلنها حزب (القوات اللبنانية)، الذي يُعارض (حزب الله) بشدة، أنه سيتفوق على (التيار الوطني الحر)؛ المتحالف مع (حزب الله)؛ كأكبر حزب مسيحي في البرلمان.
إذ قالت “أنطوانيت جعجع”، رئيسة المكتب الصحافي لحزب (القوات اللبنانية)، إن الحزب حصل على ما لا يقل عن: 20 مقعدًا ارتفاعًا من: 15 مقعدًا في 2018.
فيما قال “سيد يونس”، رئيس الجهاز الانتخابي لحزب (التيار الوطني الحر)؛ لـ (رويترز)، إن التيار حصل على ما يصل إلى: 16 مقعدًا انخفاضًا من: 18، في 2018.
حيث يُعد (التيار الوطني الحر)؛ أكبر حزب مسيحي في البرلمان منذ أن عاد مؤسسه، الرئيس “ميشال عون”، من المنفى في عام 2005 في “فرنسا”. وكان “عون” وزعيم حزب (القوات اللبنانية)؛ “سمير جعجع”، خصمين في الحرب الأهلية.
كما قال “حاج علي”: “حلفاء (حزب الله) المسيحيون فقدوا تمثيلهم للأغلبية المسيحية”. ووصف ذلك بأنه: “صفعة كبيرة” لزعم (حزب الله)؛ أنه يتمتع بتأييد مختلف الطوائف لترسانته القوية.