24 نوفمبر، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

بعد تقديم “فنلندا” و”السويد” طلب الانضمام لـ”الناتو” .. المواجهة الحاسمة بين “روسيا” و”أميركا” تقترب !

بعد تقديم “فنلندا” و”السويد” طلب الانضمام لـ”الناتو” .. المواجهة الحاسمة بين “روسيا” و”أميركا” تقترب !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة من شأنها تغيير موازين القوى بين “روسيا” والـ (ناتو)، اتخذت “فنلندا” قرارًا بانضمامها إلى حلف الـ (ناتو)، وهو ما جعل الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، خلال اجتماع معاهدة الأمن الجماعي أمس، يؤكد أن: “توسع حلف الـ (ناتو) يُعتبر مشكلة تصطنعها الولايات المتحدة بشكل عدائي لخدمة مصلحتها الخارجية، يقومون بذلك للتأثير على أمن المنطقة”.

ثم عاد ليقول إن “روسيا”: “ليست لديها مشاكل مع فنلندا والسويد، لكن توسع البنية التحتية لحلف الـ (ناتو) سيتطلب منا ردًا، وسنرى ما هي التهديدات التي ستتشكل بسبب ذلك”.

كما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي ريابكوف”، أن سعي “السويد” و”فنلندا” للانضمام إلى “حلف شمال الاطلسي” ردًا على الهجوم الروسي على “أوكرانيا” يُشكل: “خطأً فادحًا”.

ونقلت وكالة (إنترفاكس) الروسية؛ عن “ريباكوف”، قوله: “إنه خطأ جسيم إضافي ستكون لعواقبه أبعاد هائلة”.

مصدر الصورة: رويترز

وأشار إلى أن رد “روسيا”: “سيعتمد على النتائج العملية لانضمام” الدولتين الاسكندنافيتين إلى “حلف شمال الأطلسي”.

وأكد أنه: “بالنسبة لنا، من الواضح أن هذا القرار لن يُعزز أمن السويد وفنلندا”، مشيرًا إلى أن: “مستوى التوتر العسكري سيرتفع”.

محاولة لزيادة الضغط..

من جهته؛ كشف الرئيس البيلاروسي؛ “ألكسندر لوكاشينكو”، أن: “الـ (ناتو) يُحاول ضم فنلندا والسويد، التي كانت محايدة في وقت سابق، لزيادة الضغط علينا”، مضيفًا أنه: “لم يكن هناك تهديد حقيقي لـ (الناتو) يُبرر زيادة قواته قرب حدودنا.. هناك تحشيد للأسلحة والقوات على حدودنا من جهة الغرب”.

وأوضح أن: “الظروف التي نمر منها استثنائية، إنها أوقات تقسيم العالم، كما أن عالم القطب الواحد أصبح من الماضي، وسنعمل على الحفاظ على مواقعنا”.

وعن “أوكرانيا”، ذكر “لوكاشينكو” أن: “الغرب يرغب بإطالة أمد الأزمة لإضعاف روسيا”، مشيرًا إلى: “أننا نشهد محاولات لتقسيم أوكرانيا”.

وشدد رئيس “كازاخستان”؛ “قاسم جومارت توكاييف”، على ضرورة: “أخذ جميع التهديدات التي تُحيط بنا على محمل الجد، لضمان الأمن في الجبهات الجنوبية الآسيوية”.

وأضاف: “يجب أن نستمر في تطوير قدراتنا العسكرية، أعتقد أن هذا الأمر سيقوي منظمتنا”.

نتيجة مباشرة للاجتياح الروسي لـ”أوكرانيا”..

وكان الحزب (الاشتراكي الديمقراطي) الحاكم؛ في “السويد”، قد أيد الأحد، ترشح البلاد لعضوية “حلف شمال الأطلسي”، بعيد إعلان الحكومة الفنلندية؛ أنها ستتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى المنظمة الغربية التي تعتبرها “موسكو” تهديدًا وجوديًا.

وتُشكل هذه الانعطافة بالنسبة لـ”هلسنكي” و”ستوكهولم”، وهما دولتان لم تنضما أبدًا إلى الحلف حتى في ذروة “الحرب الباردة”، نتيجة مباشرة للاجتياح الروسي لـ”أوكرانيا”، حيث يُنظر إلى “موسكو” على أنها تهديد من قبل جيرانها.

ولـ”فنلندا” و”روسيا” حدود مشتركة بطول: 1300 كلم.

مصدر الصورة: رويترز

وكانت “موسكو” بررت هجومها على “أوكرانيا” بالعزم على إبعاد الحلف الأطلسي والغربيين عن حدودها.

وتمد دول الحلف القوات الأوكرانية بكميات كبيرة من الأسلحة للتصدي للقوات الروسية في الحرب الجارية منذ حوالى 03 أشهر.

صراع قد يمتد ومجابهة عالمية ترتسم ملامحها..

وحول ما يمكن أن يحدث من تداعيات وعواقب، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس؛ “خطار أبودياب”، إن: “موسكو تعتبر انضمام فنلندا والسويد المرتقب لـ (الناتو)، يحمل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، مما سيرفع من منسوب التوتر، مع تنوع أشكال المجابهة العسكرية التي تدور الآن على أرض أوكرانيا”.

وحول ردود الفعل الروسية الأولية المتوقعة، قال: “موسكو قامت بقطع الكهرباء عن فنلندا، وستقوم كذلك بقطع الغاز، مع اتخاذ إجراءات تقنية عقابية آنية في شكل عقوبات اقتصادية وشن هجومًا سيبرانيًا ضد الدولتين”.

وذهب أستاذ العلاقات الدولية إلى أن: “الحرب (الروسية-الأوكرانية) مع دخولها اليوم الـ 77، وفي ظل التوتر المتصاعد بين الحلف الأطلسي وموسكو، فنحن أمام صراع قد يمتد، ومجابهة عالمية ترتسم ملامحها في أوكرانيا”.

“مولدوفا”.. خطوة قادمة..

ومع ما يحدث، لم يستبعد “أبودياب” أن يمتد الصراع في هذه المرحلة إلى “مولدوفا”؛ الدولة المجاورة لـ”أوكرانيا” وليس “فنلند”ا أو “السويد”.

وتعيش “مولدوفا” أجواء من الترقب والقلق خشية هجوم روسي محتمل، تتحدث عنه تقارير غربية على مدار الأسابيع الماضية.

والجمعة 23 نيسان/إبريل الماضي، استدعت “وزارة الخارجية” في “مولدوفا” سفير “موسكو” لديها للتعبير عن: “القلق البالغ” إزاء تصريحات قائد عسكري كبير قال إن السكان الناطقين بالروسية في البلاد يتعرضون للقمع.

وكتبت الوزارة على موقعها على الإنترنت: “هذه التصريحات لا أساس لها. مولدوفا دولة محايدة ويجب احترام هذا المبدأ من قبل جميع الأطراف الدولية بما في ذلك الاتحاد الروسي”.

تداعيات إيجابية على الـ”ناتو” وسلبية على المجتمع الدولي..

في المقابل؛ يحمل انضمام “هلسنكي” و”ستوكهولم”؛ للحلف الأطلسي، تأثير إيجابي على الحلف، وقال “أبودياب”: “بوتين أراد من خلال هجوم على أوكرانيا إضعاف الـ (ناتو)، لكن العكس هو ما حدث بعد أن أصبح الحلف أكثر قوة من أي وقت مضى”.

وبحسب “أبودياب”، إن كان لانضمام الدولتين تداعيات إيجابية على حلف الـ (ناتو)، فإن هناك أثار سلبية على المجتمع الدولي، حيث ستزداد حالة الاستقطاب، مع ارتفاع من مخاطر الصراع الدولي.

وبسؤاله عن تحديد موعد متوقع لنهاية للحرب “الروسية-الأوكرانية”، أجاب: “الأمر صعب توقعه بعد أن اتخذت الولايات المتحدة وبريطانيا قرارهما باستنزاف روسيا في كييف، في مقابل عدم قبول موسكو بوقف الحرب إلا بالحصول على مكاسب من الحرب”.

تغيير حقيقي في الخريطة الجيوسياسية..

من جهته؛ قال مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب ومقره “ألمانيا”؛ “جاسم محمد”، إن قرار: “انضمام فنلندا وربما السويد لحلف الـ (ناتو)؛ يُمثل تغييرًا حقيقيًا في الخريطة الجيوسياسية، وموازين القوى بين روسيا والـ (ناتو)”.

مصدر الصورة: رويترز

موضحًا أن: “انضمام فنلندا لـ (الناتو) يسمح للحلف الأطلسي بوضع أسلحته المتقدمة على ما يزيد عن: 1300 كم بطول الحدود مع روسيا”.

تحذير من الحياد الإيجابي..

كما حذر “جاسم محمد” من مغبة خروج “فنلندا” و”السويد”؛ وربما “النمسا” و”سويسرا” لاحقًا من: “الحياد الإيجابي”، وهو ما يُنذر بمخاطر على الأمن الدولي.

موضحًا ذلك: بـ”وجود دول تتمتع بالحياد الإيجابي يمكن وصفه بجدار عازل، يمنع إمكانية حدوث أخطاء أو احتكاك وصدام بين الـ (ناتو) وروسيا”.

وتابع: “لا نتحدث هنا عن احتمالات أخطاء في مجال الأسلحة التقليدية، بل احتمالات الخطأ في مجال نشر الأسلحة النووية؛ لاسيما التكتيكية (ذات القوة المنخفضة نسبيًا) عند الحدود الفنلندية”.

وتوقع في هذا الصدد، “اتخاذ موسكو إجراءات احترازية، خاصة في مجال الأسلحة النووية التكتيكية”.

وهو ما كان مساعد وزير الخارجية الروسي؛ “ألكسندر غروشكو”، قاله الأحد بأن “موسكو” ستتخذ التدابير الاحترازية الملائمة حال نشر “حلف شمال الأطلسي” بنية تحتية وقوات وأسلحة نووية قرب الحدود الروسية، في إشارة إلى الانضمام المحتمل لـ”فنلندا” و”السويد”.

روسيا بموقف صعب جدًا..

فيما أكد اللواء “سمير فرج”؛ المفكر الإستراتيجي المصري: إن “انضمام فنلندا لـ (الناتو) يحمل تأثيرات سلبية كبيرة جدًا على روسيا، وسيربك حساباتها، ويضعها في موقف صعب جدًا”.

وفسر: “بانضمام فنلندا التي تصل لحدودها مع موسكو لأكثر من: 1300 كم، فإن الـ (ناتو) سيتمكن من حصار روسيا من جميع الاتجاهات”.

مضيفًا أنه: “في حال جرى توقيع انضمام فنلندا لـ (الناتو)، فإن المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي تحدد مبدأ الدفاع الجماعي بين أعضائه”.

ودعا “فرج”؛ “روسيا”، إلى التحرك سريعًا لإنهاء الحرب في “أوكرانيا” تجنبًا لمزيد من الخسائر والعمل على التوصل لاتفاق؛ خاصة مع تعهد “كييف” بعدم الدخول للحلف الأطلسي.

ما هو حلف الـ”ناتو” ؟

و”حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، هو تحالف عسكري دفاعي شكلته: 12 دولة عام 1949، من بينها “الولايات المتحدة” و”المملكة المتحدة” و”فرنسا”، لمواجهة تهديد التوسع السوفياتي في “أوروبا” بعد الحرب، وعلى مر العقود منذ ذاك الحين، نما الحلف ليشمل إجمالي: 30 عضوًا.

ودائمًا ما يتمتع الحلف: بـ”سياسة الباب المفتوح”، التي تنص على أن أي دولة أوروبية مستعدة وراغبة في الاضطلاع بإلتزامات وتعهدات العضوية فيرحب بتقدمها بطلب العضوية، ويجب الموافقة على أي قرارات بشأن التوسع بالإجماع، وتحدد المادة الخامسة من “معاهدة شمال الأطلسي” مبدأ الدفاع الجماعي بين أعضائه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة