(1)
البصرةُ وميسان وذي قار والسماوة..
هي الأرضُ التي يحيا بعائداتِ خيرِها الساقطونَ أمثالُكْ..
هي الشجاعةُ من إنكيدو الى شعلان أبو الچون..
هي النخلُ والهورُ والسمكُ والقمحُ والرزُ..
هي الخير في شطُّ العربِ والطلّةُ على البحرِ..
هي البترولْ!
هي السيّاب وحسب الشيخ جعفر وعبدالرزاق عبدالواحد ولميعة عباس عمارة ومحمود البريكان..
هي الفنُّ والأدبّ والابداعْ..
يعملُ العراقيونَ صباحاً هناكَ بحقولِ القمحِ التي لا تنقطعْ من واسط حتى القرنة، ويستخرجون البترول من آبارهم ليشربها أمثالك، وأبناؤهم يتناوبونَ الحراسةَ ليلاً بعيداً في حدودِ العراق مع كلِّ صرخة إيزيدية أو تركمانية او أنبارية..
(2)
بابل والديوانية و واسط
هي أرضُ حمورابي ونبوخذ نصر وصفي الدين الحلي ومدفن المتنبي!
هي الحضارةُ والأدبُ وكرمُ المرء المدافُ بحضارةِ المدنية..
هي الأرضُ التي علّمت الانسان الكتابةَ ودوّنت أولَ القوانين في مسلّةِ الفخرِ البابلي..
(3)
النجف الأشرف وكربلاء المقدسة..
هي مدفنُ خير البرّية بعد النبي..
أرضُ علي..عدالةُ السماءِ بجسدِ الأنسانْ!
هي أرضُ بسالة الحسين وغيرة العباس وقربته..
هي حيث يفضّل الناس أن يقبروا بأطهر بقاع الدنيا..
هي موردُ الصدرين ومعيار الدنيا الامام السيستاني..
هي مدفنُ الأنبياء والاوصياء..
هي حرفُ الجواهري..
(5)
بغداد والحديث فيك يطولُ يطولْ..
ما مسّك ضرّ اللئام إلا ونهضتِ كما لم يكن شيّا!
فِخارُكِ إنك مرقدُ الكاظمين الجوادين..
بغدادُ يا بلدَ الكاظمِ
ومنارةُ مجدِ القائمِ..
{بغداد ما إشتبكتْ عليكِ الاعصرُ
إلا ذوتْ و وريقُ عمركِ أخضرُ}
(6)
لا يؤقلمُ الأرضَ إلا منْ ينتمي لها!
هي أرضي..انا إبن بابل وسومر..
أنا من يحيكَ حروفَ أقلمةِ الابداعِ بين أنهارها وقصباتها..
أنا الذي وقفَ على هدير المشرح، ولامسَ ماءَ ساوة، وإستنشقَ رائحةَ عنبر المشخاب والكحلاء، وشمَّ عطرَ الهور..
انا الذي سالَ دمُه بشطِّ العرب يوم إلتأم بني صهيون وأخوة يوسف عليكَ يا وطني..
أنا الذي عبرَ من صوب الصغير في السماوة الى الحي بواسط والشطرة والغراف بالناصرية الى العكيكة بسوق الشيوخ الى النواشي الى الجبايش الى الهارثة والدير والبرجسية والمملحة والفاو في البصرة الى كميت وعلي الشرقي بميسان..
انا الذي مرَّ بواسط ألف مرة ومرة، وفي مروج العزيزية مثلها وفي القاسم وكربلا وأرض الطف أضعافها..
أنا الذي كان ها هناك في كل الحروب والنهضات والثورات..
الأرض يؤقلمها أبناؤها بالحرفِ النبيل لا بالحدود المصطنعات..بالفعالِ العظامِ لا بالسقطات التي تملأ تواريخَ كل الأمم والشعوب أضعافها..
الضئيلون يلتقطون الضئيلات فقط، لأنهم لا يستطيعون حمل كبرياء وتأريخ وحضارات الجنوب الثائر..
انا إبن ميسان والسماوة والنجف..
البصرة وذي قار والديوانية..
الحلة وكربلاء و واسط..
أنا إبن بابل وسومر..إبن أوروك..
أنا إبن العراق وما سواي فرط لغو وكلام..
# لم أشأ الرد بالانابة عن شمال الوطن وغربه، وبعض وسطه، ففيه رجالات سترد بالحرف والقرينة أيضاً..