وكالات – كتابات :
في ظل اضطرابات أسواق الطاقة وارتفاع أسعار “النفط والغاز”، تُدرك “الصين” – خاصة مصافيها المستقلة – أن “النفط الروسي” الرخيص يُمثّل فرصة جيدة لتأمين الإمدادات.
فبعد توخّي الحيطة لبعض الوقت، باتت مصافي التكرير المستقلة في “الصين” أكثر إقتناعًا بشراء “النفط الروسي” الرخيص مع تزايد وضوح الرؤية بأن الصراع في “أوكرانيا” لن يُسفر عن اضطرابات كبيرة في تدفّق الشحنات أو المعاملات المالية، ما لم تُفرض عقوبات.
ودفع تخفيف القيود المفروضة جراء الوباء في مقاطعة “شاندونغ”، وبوادر تحسّن هوامش التكرير إلى اتجاه مصافي التكرير المستقلة في “الصين”؛ إلى شراء الشحنات الروسية دون تردّد، لتجنّب تضييع الفرصة المتاحة أمامها وتعويض الخسائر التي تكبّدتها خلال الأشهر القليلة الماضية.
انتعاش واردات النفط الروسي..
بعد تراجع التدفقات لشهر آذار/مارس، انتعشت واردات مصافي التكرير المستقلة في “الصين” من “النفط الروسي”؛ بنسبة: 35.7% على أساس سنوي، لتصل إلى: مليوني طن متري؛ في نيسان/إبريل، حسب بيانات وحدة (ستاندرد آند بورز غلوبال كومودوتي إنسايتس) يوم الإثنين 09 آيار/مايو 2022.

ورغم أن المصافي المملوكة للدولة تشتري الشحنات الروسية بحذر وسط حالة الغموض المتعلقة بالدفع والشحن، فإن المصافي المستقلة مستعدة للمجازفة بتأمين واردات “النفط” الفورية الرخيصة من “روسيا”، بما في ذلك “خام إسبو” و”الأورال”.
واشترت هذه المصافي المستقلة شحنات لشهري: آيار/مايو وحزيران/يونيو، بالإضافة إلى “خام الأورال”، وتكون هذه الشحنات على أساس التسليم على متن السفينة في ميناء التفريغ؛ (دي. إي. إس)؛ ما يُقلل من المخاطر مقارنة بصفقات التسليم على ظهر السفينة (فوب).
وخلال شهر نيسان/إبريل، استوردت المصافي المستقلة قرابة: 2.04 مليون طن من “النفط الروسي”، كان أغلبها من “خام إسبو” وزيت الوقود.
وبلغ عدد شحنات “خام إسبو”؛ التي وصلت إلى مقاطعة “شاندونغ”: 19 شحنة، بزيادة: 26.7%، مقارنة: بـ 15 شحنة؛ في آذار/مارس، وكان من بين المشترين شركة (تشيم تشاينا)، و(ليغين بتروكيميكال)، و(دونغمينغ بتروكيميكال).
وزادت شحنات (تشيم تشاينا)؛ من “خام إسبو”، في نيسان/إبريل، مقارنة بشهر آذار/مارس، واستأنفت شركة (هواكسينغ بتروكيميكال) الشراء بعد أعمال الصيانة المقررة، أمّا شركة (تشانغي بتروكيميكال) فما تزال تخضع لعمليات الصيانة، لكن من المتوقع أن تسدّ احتياجاتها من “خام إسبو”؛ لشهر آيار/مايو.
ورغم انتعاش الواردات الروسية؛ الشهر الماضي، شهدت الواردات التراكمية للمصافي المستقلة من “روسيا” انخفاضًا خلال الأشهر الـ 04 الأولى من العام الجاري، بنسبة: 23.6% على أساس سنوي، إلى: 7.89 مليون طن متري.
ويتماشى انخفاض التدفقات الروسية إلى قطاع التكرير المستقل مع الانخفاض العامّ في التدفقات من جميع المورّدين بنسبة: 15.9% على أساس سنوي، إلى: 54.4 مليون طن خلال المدة نفسها.
ويتوقع المحللون في الصناعة أن بوادر التحسن في هوامش التكرير ستُسهم في زيادة الطلب على المواد الخام في الأمد القريب، بعد تخفيف القيود المتعلقة بالوباء في منطقة “شاندونغ”.
وتوقّعت شركة استشارات الصناعة المحلية؛ (جيه. إل. سي)؛ أن يكون متوسط معدلات التشغيل أعلى خلال شهر آيار/مايو، مع إعادة تشغيل المزيد من المصافي بعد أعمال الصيانة في نهاية الشهر، إلى جانب تحسّن الهوامش.

ووفقًا للشركة، بلغ متوسط معدل التشغيل الشهري في: 40 مصفاة مستقلة قرابة: 51.4%؛ في نيسان/إبريل، بانخفاض: 3% عن آذار/مارس، مقابل متوسط تشغيل يبلغ: 74.3%؛ في نيسان/إبريل 2021.
“ماليزيا” في الصدارة.. و”السعودية” تتراجع..
على الجانب الآخر؛ تظل “ماليزيا” في طليعة المورّدين؛ خلال نيسان/إبريل، متجاوزة “روسيا والمملكة العربية السعودية”، رغم انخفاض التدفقات بنسبة: 31.9% شهريًا إلى قرابة: 2.14 مليون طن متري.
ومع ذلك، ارتفعت الواردات من “ماليزيا”؛ بنسبة: 4.1% على أساس سنوي، إلى: 9.7 مليون طن متري؛ خلال المدة من كانون ثان/يناير إلى نيسان/إبريل.
وشملت الواردات من “ماليزيا”، مزيج “مال ونيمينا” – وهو خام إيراني – بالإضافة إلى مزيج “القار”.
وتواصل الشحنات الإيرانية التدفق إلى مصافي التكرير المستقلة، إذ يُصدَّر “النفط الإيراني” إلى “الصين” بصفته قادمًا من دول أخرى؛ من بينها: “عُمان والإمارات وماليزيا”.
ويرجع ذلك إلى أن هوامش معالجة الخام الإيراني أفضل من هوامش معالجة الخامات الأخرى.
وبلغ إجمالي الخام المستورد نحو: 2.26 مليون طن متري؛ في نيسان/إبريل، بانخفاض: 24.8% عند 03 ملايين طن متري؛ خلال شهر آذار/مارس.
بينما بلغت واردات مزيج “القار” إلى جانب الخام الإيراني نحو: 3.23 مليون طن متري، أي قرابة نصف المواد الخام التي استوردها القطاع المستقل في “الصين” بمنطقة “شاندونغ”؛ خلال نيسان/إبريل، حسب بيانات (إس آند بي غلوبال بلاتس).
وأدى ذلك إلى تراجع مركز “المملكة العربية السعودية” لتُصبح ثالث أكبر مورّد لمصافي التكرير المستقلة الصينية؛ في نيسان/إبريل، بتدفقات تصل إلى: 1.6 مليون طن متري.
صادرات “النفط الإيراني” إلى الصين تتراجع أمام الخام الروسي..
وانخفضت الواردات من “السعودية”؛ بنسبة: 23.5% على أساس شهري، و30.6% على أساس سنوي، ويعود ذلك إلى تقليص الواردات من مصفاة (هينغلي بتروكيميكال)؛ في نيسان/إبريل؛ بسبب ضعف الهوامش.
وأدى تراجع واردات مصفات (هينغلي) إلى انخفاض التدفقات من “السعودية” بنسبة: 8% على أساس سنوي، عند: 7.56 مليون طن متري، وهي أدنى بقليل مقارنة بـ”روسيا”، التي كانت ثاني أكبر مورّد لـ”الصين”؛ خلال الشهر الماضي.