خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
منذ أيام قليلة زار الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”؛ أمير دولة “قطر”، على رأس وفد دبلوماسي رفيع المستوى، “الجمهورية الإيرانية”، ورغم ربط المحافل الإعلامية والأوساط السياسية والخبراء؛ الزيارة بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن أهم أسباب زيارة أمير “قطر” إلى “طهران” إنما يرتبط بالمأزق الراهن في “مفاوضات فيينا” في أعقاب زيادة التوقعات بفشل المفاوضات؛ بحسب الحوار الذي أجراه “عبدالرحمن فتح الهي”، المنشور على موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من “وزارة الخارجية”.
لذلك قرر الشيخ “تميم” زيارة “طهران” للوساطة بين أطراف المفاوضات النووية. والسؤال: إلى أي مدى قد تنجح تحركات “الدوحة” الدبلوماسية في إحياء “الاتفاق النووي” والتقارب بين “الجمهورية الإيرانية” و”الولايات المتحدة” ؟..
للإجابة أجرى موقع (الدبلوماسية الإيرانية) الحوار التالي مع: “سيد جلال ساداتيان”؛ السفير الإيراني السابق في “لندن” والمحلل البارز في الشأن الدولي..
هل تنجح “قطر” في دور الوساطة ؟
“الدبلوماسية الإيرانية” : الكثير من وسائل الإعلام أكدت أن محاور الحوار الرئاسية في لقاء الشيخ “تميم” مع المسؤولين في “طهران”؛ تركزت على تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة القضايا الإقليمية، والمباحثات المتعلقة بكأس العالم، لكن المحور الرئيس يتعلق بمحاولات “الدوحة” إخراج “مفاوضات فيينا” من المأزق الراهن.. في رأيكم هل ينجح أمير “قطر” في تعديل الخلافات بين “إيران” و”الولايات المتحدة” فيما يخص “الاتفاق النووي” ؟
“سيد جلال ساداتيان” : بعد الحصار الاقتصادي: (السعودي-البحريني-الإماراتي-المصري)، على “قطر” لاحظنا تقدم “الدوحة” نوعًا ما بالاتجاه نحو الاستقلال السياسي والدبلوماسي، وهذه المسألة كانت سبب تقارب “الدوحة” مع “طهران” بشكل أكبر، لكن يبدو أن القطريين يعملون بما يتناسب ومصالحهم ويسعون لتبني سلوك دبلوماسي يمتاز بالمرونة والشمولية في المنطقة والعالم، على غرار دعم حركة (طالبان) دبلوماسيًا؛ قبل نحو عامين، وأثبتت سواءً في فترة؛ “دونالد ترامب” أو “جو بايدن”، أنها تتطلع إلى مسار مختلف يُراعي أهدافها ومصالحها بالأساس.
لذلك فإن زيارة الشيخ “تميم”؛ لـ”الجمهورية الإيرانية”، سواءً كانت بغرض تطوير العلاقات الثنائية، أو مناقشة القضايا الإقليمية وكل العالم والأهم إحياء “الاتفاق النووي”، فهذا يهدف بلا شك إلى زيادة الوزن الدبوماسي القطري في المنطقة والعالم.
بمعنى أن “قطر” تستطيع بسهولة التحول عن طريق تحركاتها الدبلوماسية إلى ثقل دبلوماسي في منطقة “غرب آسيا” والعالم. وردًا على سؤالك: أنا أعتقد أن زيارة أمير “قطر” تُركز بشكل أساس على أجواء “فيينا” المأزومة والوساطة بين “طهران” و”واشنطن” قبل أن تهدف إلى مناقشة القضايا الثنائية والإقليمية. لكن هل تنجح مساعي “الدوحة”، الإجابة تستدعي النظر في الرسالة والمقترح والحلول المطروحة من الجانب الأوروبي؛ وبخاصة الأميركي، للخروج من مأزق “فيينا” الحالي.
مع هذا؛ وبنظرة عامة يمكن القول إذا كانت الرسالة تنطوي على مقترحات وحلول، فإنه يمكن تصور نجاح زيارة أمير “قطر” إلى “إيران”. لكن أستبعد أن تؤدي هذه الزيارة إلى تشغيل محرك المفاوضات.
زيارة “مورا”..
“الدبلوماسية الإيرانية” : لكن هل يمكن أن تتأثر زيارة “إنريكي مورا” إلى “طهران” بزيارة أمير “قطر” ؟
“سيد جلال ساداتيان” : مؤكد.
مطالب الغرب..
“الدبلوماسية الإيرانية” : لماذا ؟
“سيد جلال ساداتيان” : يبدو أن زيارة مسؤول تنسيق المحادثات النووية في “فيينا” إلى “طهران”؛ وإن سبقها زيارة أمير “قطر”، لكن بلا شك هي تكمل مساعي “الدوحة” الدبلوماسية.
بمعنى أن “مورا” أراد بهذه الزيارة نقل مطالب الغرب إلى “إيران”، والشيخ “تميم” أراد بزيارة “طهران”؛ تهيئة أجواء قبول هذه المطالب. ومما لا شك فيه هناك مؤشر محدد آخر يرتبط برد الفعل الإيراني، وما إذا كانت “الجمهورية الإيرانية” تميل بالأساس إلى البقاء في الجبهة الروسية وتجاهل فرصها الدبلوماسية من عدمه.
الفرصة الأخيرة..
“الدبلوماسية الإيرانية” : هل زيارة “مورا”؛ والأهم أمير “قطر”، هي آخر فرصة كما تروج الأوساط الإعلامية لإحياء “الاتفاق النووي” ؟
“سيد جلال ساداتيان” : ظاهر الأمر يوحي بذلك، والحقيقة أن هناك عدة موضوعات معقدة ومتداخلة تزيد من غموض إحياء “الاتفاق النووي”، بدءً بحذف (الحرس الثوري) عن قائمة المنظمات الإرهابية، وحتى الشروط الروسية الاستباقية على “الولايات المتحدة”؛ بخصوص “مفاوضات فيينا”.