19 ديسمبر، 2024 12:57 ص

هَوس تضخيم تسليح وتمويل اوكرانيا .!

هَوس تضخيم تسليح وتمويل اوكرانيا .!

 في حقبة الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي السابق  وبين الولايات المتحدة , وإبّانَ احتلال السوفيت لأفغانستان في عام 1979 من القرن الماضي ” والذي استمرّ الى غاية سنة  1988 ” فلَم تهرع ولم تتسارع دول اوربا او حلف الناتو الى معاكسة السوفيت ودعم قوى المقاومة الأفغانية بالأسلحة المتطورة وغير المتطورة , الى جانب الدعم المالي , واقتصر الدعم الأمريكي ” وبتمويلٍ من السعودية وبعضٍ من الدول العربية ” على تزويد المجاهدين الأفغان بصواريخ ” ستينغر ” المضادة للطائرات والتي تُحمل على الكتف , بالإضافة الى الأسلحة الأخرى غير الثقيلة تقريباً , مع المستلزمات اللوجستية الأخرى وبمختلف اشكالها

   في سنة 2001 حينَ احتلّت القوات الأمريكية افغانستان وبقيت هناك لعشرين عاماً , لم تقدم روسيا الإتحادية أيّ دعمٍ تسليحي او مالي لقوى المعارضة والمقاومة الأفغانية المناهضة للإحتلال الأمريكي < ويمكن القول من زاويةٍ ما او اكثر قليلاً , بأنّ موسكو ربما ابتغت الحفاظ على شكل العلاقة القائمة بينها وبين واشنطن , ومع الأعتبارات الأساسية فيما يتعلّق بالجدوى والمصالح الأقتصادية ايضا .

بينما وما أن بدأت القوات الروسية في التقدّم والزحف الى مناطق ومدنٍ محددة في او كرانيا < وبعد أن انسحبت من خطّ المواجهة مع العاصمة كييف , وتركتها في حركتها الطبيعية وبأمانٍ مطلق ” الى حدّ عودة نوادي السهر الليلية بشكلٍ او بآخر لتفتح ابوابها كما قبل الحرب ! ” , لكنّه ومنذ الأسابيع الأولى لإنطلاق الحرب والى حدّ الآن , دفعَ الأمريكان ودولٌ في اوربا ضمن حلف الناتو بكميّاتٍ من الأسلحة المتطورة وبمختلف الصنوف , بما يفوق قُدُرات الجيش الأوكراني لإستيعابها , وعمليات الضّخ بهذه الأسلحة ومستلزماتها تزداد وتتضاعف بشكلٍ يكادُ أن يغدو جنونياً الى حدٍ ما .! , وفوقَ وتحتَ كلِّ هذا ” وما بينهما ” هو مشروع ومقترح الكونغرس الأمريكي لتقديم 40 مليار دولار اخرى الى اوكرانيا – زيلينسكي , وكأنَّ الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي يهيمن على الكونغرس , قد انبطحَ بالكامل او نحوه لتوجهات الرئيس بايدن .! , ولكن ماذا عن توجهات دول اوربا الأخرى التي فتحت خزائنها لتفريغ ملياراتٍ دولاريةٍ اخرياتٍ لصبّها في الجَيب الأوكراني , ومن ضمنها اسلحة متطورة ومعقّدة لها ما لها من تكاليفٍ واثمان .!

  الى ذلك , فيصعب القول جداً أنّ هنالكَ خيطاً ” على الأقل ” ليجمع ويربط كلّ هذه الدول لتقديم كلّ هذه النفقات والتكاليف المالية دونما مقابل , سوى أنّ هنالك اهدافٌ بعيدة المدى من وراء محاصرة روسيا , ومن اللافت للنظر أنّ دولة فنلندا المحايدة التي تتشارك الحدود مع روسيا بمسافة 1300كيلومتر , اعلنت مؤخّراً عن نيّتها للإنضمام الى حلف الناتو , وهذا يعني فيما يعني ايضا عن النيّة لإدخال اسلحة وصواريخٍ نووية اخرى تستكمل الإحاطة بحدود روسيا من اكثر من اتجاهٍ .! , وهو ما لعلّه يدفع الكرملين لإتخاذ قراراتٍ ومواقفٍ قد يصعب التنبّؤ بها .!

ومع كلّ الإعتبارات والإعتبارات المتضادة للغزو الروسي المحدود لأوكرانيا , والذي له ما يبرره او حتى ما يسوّغه , فإنّ معسكر دول الغرب بزعامة بايدن , فإنّما يدفع بالمزيد على إشعال الحريق بنحو أممي , ودنما تحسّبات لردودِ افعالٍ أممية اخرى ” مهما كان المعلوم والمجهول في حسابتها سواءً من الصين وكوريا وربما غيرهما ايضا  .! , وما انفكّ السَير والمسير اقرب الى طريق المجهول – المعلوم .!