التحالف الثلاثي يعترف بعدم قناعة المستقلين بالمبادرة التي طرحها زعيم الكتلة الصدرية السيد مقتدى الصدر، أذن أصبح الفشل وأضحاً، والشعب العراقي يعلم ذلك تماماً وينتظر عودة أصحاب الأحلام الوردية أن يعودوا إلى الواقع.
عدم قدرة التحالف الثلاثي على تشكيل حكومة الأغلبية الاقصائية التهميشية امراً واقعياً ولا مفر منه واصبحت كل الطرق أمام الثلاثي مغلقة،
ولا خيار أمامهم غير الجلوس مع قوى الإطار التنسيقي والتفاهم حول تشكيل حكومة توافقية وطنية خدمية تمثل جميع المكونات العراقية، هذا العناد السياسي والغرور، يدفع ثمنة الشعب العراقي،
والشعب لا يتحمل كل هذا الاستخفاف بمعاناة الناس البسطاء والفقراء،
فلا يمكن أن تكون هناك زعامة واحدة في المكون الشيعي، تحكم كل هذه الملايين هذا وهم كبير وحلم يحلم به البعض.
ولم يتحقق لأسباب عديدة، والعراق ليس لبنان، بل شيعة لبنان أنفسهم لم يتوحدوا مع قيادة شيعية واحدة، وأن شيعة العراق ينسجموا مع القيادات التي تتواصل معهم وتبحث عن خدمتهم وتتبنى قضاياهم وتدافع عن مظلومياتهم بشكل صريح دون تململ، والانقسام السياسي في البيت الشيعي.
يتضرر منه الجميع ولا يصب في خدمة واستقرار العراق، لا يعتقد الكرد والسنة أن الضرر سيكون بعيداً عنهم، بل سيكونون على هرم الضرر، لا ينجح الأقصاء والتهميش السياسي الذي يسعى له طرف سياسي معين، والذي سيزج ببلد ومصالح الشعب العراقي في مشاريع مشبوهة مدعومة خارجياً، عليه أن يتحمل التبعات وردود أفعال الجماهير،
التي تتمثل بالاكثرية في الوسط والجنوب الشيعي،
النواب المستقلين أنفسهم تحدثوا في اجتماعهم الاخير أنهم غير مقتنعين بما يقوم به التحالف الثلاثي من مخاطر تهدد وحدة البلد،
وأن المستقلين سيطرحون مبادرتهم التي تدعوا الإطار والتيار للجلوس والاتفاق على تشكيل حكومة تمثل المكونات العراقية.
بعيداً عن الأقصاء، وهذا يعني أن المستقلين أيضاً وصلوا إلى قناعة مدروسة أن الأغلبية الاقصائية، لم ولن تنجح بل لا تدوم شهرين في الحكم، وندخل مجدداً في تفجر الشارع الشيعي ودوامة التظاهرات العارمة والشعبية، بالتالي يتحول العراق ساحة للصراعات الخارجية والتدخلات الأجنبية.
وتدخل الأموال الخليجية من جديد كما حصل في تظاهرات تشرين المفتعلة، وخسر الشيعة مكتسبات كثيرة، منها الاتفاقية الصينية، بإشراف رئيس الوزراء السابق السيد عادل عبد المهدي، الذي كان غايته وهدفه إنقاذ العراق من الهيمنة الأمريكية،
ومستنقع الفساد والسرقات والفشل ونهب المال العام
والتلاعب بمقدرات وثروات البلاد، والنفط الذي لا يعرف مصيرة العراقيين، وعلى قوى الإطار أن تفعل الاتفاقية الصينية وتنقذ الجنوب المظلوم، من الظلم الذي وقع به طيلة حكم ابن العوجة المتخلف، ومن جاء بعده الذي اساء التصرف في الحكم والسلطة.
فالمطلوب من التيار والإطار أن يتسابقوا لخدمة أهلهم في الجنوب والوسط، وأن يعالجوا مشكلة تفشي البطالة وكثرة الجيوش الشبابية العاطلة عن العمل، والتي تتحول عاماً بعد آخر عالة على عوائلهم وأهلهم. بل على المجتمع بشكل عام، عودوا إلى رشدكم وغادروا الأحلام الوردية والزعاماتية.