لحظة استرخاء تركت فيها العمل, وركنت لمشاهدة التلفاز, علني أجد متنفسا يُريح فكري المتعب؛ جراء ما يحدث من مستجدات خلطت فيها الأوراق, وتبعثرت حروف الكلمات, لم تعد لنا القدرة على التمييز بين, الفاعل من المفعول, الماضي من المضارع, المبتدأ من الخبر, العلة من المعلول, المستتر من الظاهر, الساكن من المتحرك.
بالطبع تلك ليست
محاضرة بمادة اللغة العربية بل؛ مشاعر استثنائية لواقع مرير مؤلم, تتصارع فيها المتناقضات, وتتناثر الأضداد بين معانيها.
المهم كنت أشاهد
نشرة الأخبار, لم أعر تلك الأهمية لمجريات الأحداث فيها؛ حتى ظهر خبر طريف مفاده
إن: في دولة أنكولا على ما أعتقد قامت أحد المهندسات بصناعة (روبورت آلي) يقوم بتنظيم سير حركة المرور في الشوارع, شدني الخبر… وبدأت أتابع بشغف, وأنا أجد سير الشاحنات في الشوارع محملة بالناس.؟!, تقلهم الى مقاصدهم, هي دولة ليست متطورة اقتصاديا كما يبدو, ولكنها تواكب التطور من باب السهل الممتنع.
خطرت في بالي فكرة من خلال الخبر المصاحب لتقريره, لماذا لا نصنع (إنسان آلي), ونجعله يدير شؤون البلد على أكمل وجه, وهنا سنخرج من جميع السلبيات والإخفاقات المصاحبة للعملية القيصرية السياسية, فلا يمكن (للروبورت) أن يميز بين الأطياف, والديانات, والقوميات, والمذاهب.
حتما سيتعامل مع
الجميع من مبدأ العقل, والحكمة, والبرمجة, وهنا سنضمن عراقا مزدهرا يتمتع شعبة بكافة حقوقهم وامتيازاتهم, ويسعون لبناء وطنهم بعيدا عن المحسوبية والجهوية والتناحر, فلا تكون هناك مبادرات تسعى للم الشمل؛ ولا أصوات معارضة لها تدعوا للتفرقة والعدوان وتقسيم البلاد, نعم أعتقد ستحل جميع المشاكل العالقة والقرارات المركونة على رفوف مجلس النواب.
(دقيقة): لقد
نسيت مشكلة عويصة, أين يُصنع ذلك الربورت..!؟ وأين سيتم برمجته..!؟ أخشى ما أخشاه, أن يُصنع في العراق, وحتماً من يقوم بتصنيعه, سيقوم ببرمجته ضمن أهداف ومزاجيات أصحاب النفوذ, أذن سيقومون بإدخال البيانات اللازمة له ليتماشى مع الواقع المعاش حالياً, “وكأنك يا أبو زيد ما غزيت”.