18 نوفمبر، 2024 1:13 ص
Search
Close this search box.

أفعالنا من منافذ الإلحاد

أفعالنا من منافذ الإلحاد

علينا ان نعترف دون تردد ان واحدا من اسباب الالحاد او انتشاره واللجوء اليه من قبل شباب حائر في زماننا هو بعض المشايخ والخطباء والمتصدين للشان الديني من غير المؤهلين إما لخلل في عقيدته كالمغالين من فرق الشيعة والصوفية او المتشددين تطرفا باسم الأصولية والسلفية او اي مما ينتمون اليه او يتمسحون باسمه من التوجهات الاسلامية. واما لنقص في معرفتهم كالخطباء الذبن اعتلوا المناير دون تاهيل ولا قاعدة علمية، و اما من دعاة مهرجين كان هدفهم الشهرة او المنافع الدنيوية.
فالرجل المتلفع بخرقة خضراء ويقول ان فلانا من الصالحين كان يقذف حذاءه فيصيب به رجلا في بلد اخر يدفع للنفور العقلي و ان صح، والرجل المتعصب بعمامة سوداء الذي يقول ان المهدي كان جالسا مع السيد الفلاني في الطائرة الفرنسية التي كانت تقله عائدا الى بلده، او الداعية الذي صار وسيلة للاعلان التجاري، والآخر الذي انقلب الى مروج لحاكم مراهق او امير منافق ،
وسكوت منابر اسلامية كبيرة ومعروفة في بلدان المسلمين عما يجري حولها من ظلم وقتل وتشريد ممنهج و إخفاء قسري للناس على آرائهم ومايقولون، ومايجري في اخرى من افساد وتشويه للاسلام تدعمه او تغض الطرف عنه، او فتاوى مخزية وبرامج وحوارات مخجلة للمنطق البشري و القبول الديني على حد سواء يتصدر لها متشبهون بالعلماء مجازون ومتخرجون.
كل هؤلاء شكلوا سببا للهروب من دين ظن الشباب المهتز والنساء المتشوقة للتحرر ان هذه مواصفاته، وهذه دعواته واولئك هم علماؤه وساداته. “فليس كل العابدين يفهمون ماتفهم يا عمرو” ، وليس الشباب الحاضر الذي يتعرض لهذا الضغط العالمي العولمي الهائل عبر التكنولوجيا ووسائل التواصل متحصنا كالرجال البالغين الذين تشربوا الدين وتبعوا اصلاء الآباء وخيرة المعلمين،
فالاب اليوم يرتاد المواقع وياتي الملذات كما يفعل ابنه فلايكون له قدوة ، ولذا وجب ان يكون الخطيب والمعلم هما القدوة له للدين، والأم اليوم تسابق ابنتها على التفاهة والمظاهر والمسلسلات فوجب ان تكون مؤسسات الدعوة هي الموجه لهن وهي التحصين. ولا تعجب -من شاب غر ليس له من العلم شيء ولا في الايمان قوة ، او مراة ليس لها من الوعي المحصن والثقافة الكافية سند – أن يسلكا طريق الحيرة الروحية والفوضى الدينية وصولا للالحاد وهم تحت تاثير تلك المواقع الاحترافية بالمئات, واولئك الرجال المخلصين لشياطينهم بعشرات الالاف في كل بلد عربي واسلامي والتي صبت جام لعائنها ، ومطر احقادها وسيل ضغائنها على دين واحد في العالم هو الاسلام ، وحاربت امة واحدة في هذا الكون الفسيح هي العرب. فهل سمعت بحرب عقائدية ضد دين غيره او هجمة عرقية على أمة خلاها.
هذا قدرنا وعلينا ان نتقبله فان في البلاء امتحان وثواب ان أحسنا الاجتياز ،و الأجر على قدر المشقة ، و اهم نجاح و أحسن اجتياز هو المحافظة على شبابنا وحماية نسائنا من غول الإلحاد المتربص ووحش الافساد المتغلغل ، وهذا لايكون ببث الخرافات والحديث عن المعجزات الخارقات ،وتتبع الغريب من الاخبار والروايات، ولا باللطم والدروشة والتكفير والتنفير، ولا بالتساهل والتتفيه وتجارة الاعلانات.
بل بصناعة جيل من الخطباء والدعاة والمعلمين والعلماء يعرف كيف يخاطب هذه العقول المتأثرة، ويجابه هجمات الغازين الجدد من ادوات المجددين من التتر والمغول ، فيكسب الغازين لهذا الدين كما فعل اجدادنا، ويحمي عرينه وشبابه كما فعل علماؤنا قبل ذلك و أئمتنا ودعاتنا. أما ترك المنصات لمن هب ودب باسم الدين والدعوة والشهادة والمركز والعمامة والسيد والمولى والولي وما الى ذلك من المسميات التي ندر من اخذها باستحقاقها في هذا العصر ،فهذا والله احد منافذ الإلحاد و اول دوافعه.
“و من لم يذد عن حوضه بسلاحه ،،، يهدم ومن لايتق الشتم يشتم”

أحدث المقالات