إختزلت ثورة العراق مجموعة ثورات، لكون عنوانها ومطالبها مقبولة وطنياً ووحدوياً، هذه الثورة ستكبر أو تصغر هي من سيقرر مصير العراق. لكن ينقصها. ناطق أو مجموعة متحدثين رسميين من الداخل حصراً ينسقون صوت القلم مع صوت البندقية. وتفتقر لنشطاء وكاميرات سرية جوالين لتصوير الأحداث يمكن شراؤها من أسواق العراق وشماله العامرة بها، صغيرة بعدة أشكال: قلائد وميداليات وساعات يدوية توضع في الرقبة والسيارة صغيرة بحجمها كبيرة بفعلها تفصل بين الحق والباطل وبين التقويل والتأويل. بدل سب وقذف ولعن الفضائيات المأجورة لعدم إعانتها الثورة. لأن دود الخل منه وفيه. واستبدال نفقات الأواني والتغميس والإفراط بسكب الرز واللحم والتنافس بين العشائر على تلك الموائد، أو إستقطاع جزء يسير من نفقاتها لشراء التكنلوجيا الحديثة، كهواتف مرتبطة بالأقمار الصناعية والعراق مليء بفضل الله بهاتف (الثريا) تجدها عند الوطنيين وعند العملاء. وحين تتوفر (هذه) سنكون بعازة (تلك).. ماهي تلك: إنها العزيمة لنقل الحقيقة واستبدال النكايات بالصمت والثرثرة بالكتم ومراقبة ما يحدث والعفو عند المقدرة وإيقاف لعن طائفة بسبب مسؤول أو مجموعة سياسيين. ثم استدعاء من هم بكفاءة وعزيمة نشطاء يضعون أرواحهم على أكفهم كالزميل “وائل عصام” الذي نقل بحيادية وغطى مالم تقم شبكات تلفزة عظمى بتغطيته كما هي تغطيته لأحداث ومعارك “ليبيا” ثم “سورية” وكان يلتحف السماء ويفترش الأرض، ويتنقل سيراً على الأقدام وفي المناطق الوعرة يتخذ الدواب أو الدراجات النارية أو الهواية للتنقل. ألم ينقل الناشط السوري “هادي العبدالله” معاناة المواطن السوري إلى العالم أجمع. فهل أُصبنا بداء الشُح أو الإخصاء نحن العراقيين. أم المكابرة والثرثرة والتدافع على الإنتصاب أمام الكاميرات هي السبب.
ننتقل لكي ننتصر إلى نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في الإغتراب والمهجر قبل أهل الداخل والميدان، وأتوسلهم، خصوصاً المستعارة أسماؤهم وصورهم، إرحموا أهل الأرض لكي يرحمنا رب السماء. الخبر تحول لدى البعض مثل العجينة يصنع منها ما يشاء، أحدهم يصنع إشتباكات في مناطق غمرتها إحتفالات رأس السنة الميلادية حتى الذقون، وهي مسلحة حتى الأسنان. ضميرها لم يتحرك لا باللمس ولا بالهمس. وأنت ياسيدي تنفخ بضميرها المستتر وتقديره الجُبن. آخر يصنع أسر فيلق كامل من الجنود بسلاحهم وذخيرتهم. والجميع ينقل نفس الصورة وذات الخبر الذي يسرب أحياناً عن عمد من قبل غرف عدونا المشترك- المالكي وداعش- المظلمة، أو تمكن أحد النشامى من التصوير والتأطير وتم الإقتباس عنه ومصادرة حقه البطولي.
لم يحدث قط في التاريخ أن قاد المثقفون ثورة. يستطيع المثقف التعبير عنها أو تزخيمها ولكنه لا يستطيع قيادتها أو تذخيرها. في العراق يحاول مثقفون من تيارات مختلفة ومنابع فكرية شتى قيادة ثورة على الأرض. أخفقوا بدليل تمزقهم وصراعاتهم واقتسام المناصب على التصريح والظهور الإعلامي وأحياناً التخوين. تواجه الثورة في العراق مشكلتين: التمثيل والوحدة. مازالت تبحث عن قيادة في الخارج وقيادة في الداخل إضافةً إلى وحدة صوتها وتعبيرها ومشروعها. أخشى أن الدم المراق على الأرض لا يجد ثمنه. إنهم يسترخصونه بنزاعاتهم وأحلامهم. يقتسمون جلد الدب قبل صيده. وغداً حين يبكي من تبقى سوف يكتب التاريخ أن ثورة بلا قيادة مركزية موحدة ذات هدف واضح محدد لا تعني شيئاً مهما بلغ عدد ضحاياها. لن يكون لكل هذ الدم ما يعادله من الحرية. ولسوف يكون إثمه على مجالسه وتنظيماته وقياداته وصراعاتهم إضافةً إلى تعدد القوى التي تنفخ في النار لأسبابها. وليرحم الله الضحايا.
تعليق:
بانتظار سب وقذف وشتم ولعن العقلاء لشخصي وقلمي وكلماتي قبل الجهلاء