أبعث برسالتي هذه الى دولة رئيس الوزراء: الأستاذ نوري كامل المالكي, عسى أن تكون بلسماً لجراح معظم العراقيين الشرفاء, الطامحين لمستقبل باهر, وحياة حرة كريمة؛ ينعمون بها بعد انتظار طويل, لأنواع القهر, والظلم, والعدوان النفسي, والجسدي الذي تعرضوا له.
هي رسالة تذكيرية, قد ينتفع بها من حباه الله بلبٍ راجح سليم؛ وهي بمثابة ورقة عمل, أو نظرة ثاقبة, من إنسان خارج الفقاعة, ويرى الاحداث بوضوح, ويجد لها الحلول, أو يضع إصبعه على موارد الضعف والقوة.
لا أحد ينكر الدور المهم الذي قام به, معظم أقطاب المعارضة الإسلامية, والأحزاب الأخرى في عهد النظام السابق, والذي تكلل بالنتيجة النهائية؛ الى ازاحة عرش الطاغية, وأعوانه, وعتق البلاد ورقاب العباد, من فساده وإفساده, ولا ينكر أحد الجهود المبذولة من أجل بناء عراق موحد ديمقراطي حر, ليبرالي, فدرالي, إتحادي, ينعم ابناءه بالخير والرفاهية, اسوة بأبسط دولة جارة له.
قد يخونني ألتعبير, أو تعجز الكلمات عن اظهار الصورة, أو قد يساء الفهم ببعض فقرات رسالتي, “رحم الله من أهدى لي عيوبي” فأنا اتكلم مع إنسان معارض لنظام فاشي, قبل أن أتكلم مع رئيس وزراء العراق, إنسان عانى مثل ما عانيت, إنسان يشعر بالذي يُقتل ظلما وعدوانا, يشعر بمعنى أن يقتل الانسان؛ لمجرد تردده لأحد الجوامع ليصلي, يشعر بمعاناة طفل شب وهو محروم من لفض كلمة “بابا”, لأن أبيه قد توارى خلف الشمس في شهر تموز, يشعر بمعاناة إمرأة بسيطة احتضنت أطفالها كأفراخ الدجاج, وحمتهم من البرد والحر, وجور الجائرين, بل وكل أنواع العذاب, لأن زوجها فضل الحرية والشهادة بديلاً عنها.
سيادة الرئيس: لا تضيعوا كل تلك الجهود, في الدخول بمعارك تسقيطية, بين نظرائكم وإخوانكم في طريق الجهاد والنضال, مما يشغلكم عن عدوكم الحقيقي, الذي يريد تحين الفرص لفرقتكم.
هو يعلم كل العلم إنه لا يستمكن منكم إلا فرادا, وهنا ارجع وأقول: لا تمكنوا عدوكم منكم مهما حصل؛ فانتم “كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى”, الانتخابات قادمة وأي نصر لكم, او لإخوتكم فهو بالنتيجة انتصار لكم, وأخيرا لا تضيعوا من أيقن انكم الأمل, وجعلكم عنوان التغيير ومستقبله الآتي.