خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
التقى الأربعاء الماضي؛ وزير الدفاع الصيني؛ “وي في نغ”، ورئيس البرلمان العراقي؛ “محمد الحلبوسي”، في “طهران”، بالإضافة إلى عددًا من المسؤولين الإيرانيين، فيما عُرف باسم اليوم الحافل والدبلوماسي بالنسبة للمسؤولين من مختلف السلطات التنفيذية والتشريعية.
ودار حديث وزير الدفاع الصيني؛ على مواجهة الهيمنة والأحادية، أو بالأحرى إحتواء قوة التدخل الأميركية، وذلك بعد تطوير التعاون “الإيراني-الصيني”، في المجالات الدفاعية والعسكرية خلال السنوات الأخيرة، والتي تكللت بتنفيذ العديد من المناورات المتشركة؛ بحسب تقرير لصحيفة (إيران) الرسمية.
التعاون لإحتواء “الولايات المتحدة”..
أكد الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، دور التطورات الإقليمية والعالمية في بيان أهمية التعاون الإستراتيجي “الإيراني-الصيني”، وأضاف: “شكلت وجه العالم، الأحادية والهيمنة التي تهدف إلى السيطرة على الدول والحيلولة دون التطورات الاقتصادية القوية، والصمود في مواجهة الأحادية وبناء الاستقرار لن يتحقق إلا بتعاون القوى المستقلة. وتمتلك إيران إمكانيات استثنائية في مجال النقل الإقليمي، وتأمين أنواع الطاقة؛ وكذلك التعاون في امتلاك البنية التحتية للتعاون الإقليمي، والأجواء المناسبة للتعاون والاستثمار. ولقد أراد الأميركيون؛ بالانسحاب من الاتفاق النووي، فرض أشد أنواع الضغوط على إيران، لكنهم يعترفون اليوم بفشل سياسة ضغوط الحد الأقصى”.
وخلال اللقاء نقل وزير الدفاع؛ “وي في نغ”، تحيات الرئيس الصيني إلى نظيره الإيراني، وقال: “لطالما كان تدعيم العلاقات (الإيرانية-الصينية) صمام آمان؛ وبخاصة في ظل الأزمات والاضطرابات الراهنة في المنطقة والعالم”. وأضاف: “الأحادية حالت دون تطور ونمو الاقتصاد العالمي القوي”.
أهمية الزيارة..
أعرب العميد “محمد رضا آشتياني”؛ خلال لقاء نظيره الصيني، عن قلقه إزاء تزايد الأزمات الأمنية في العالم، وربط بين الكثير منها والسياسات التوسعية الغربية وإساءة استغلال الفراغ الأمني في العالم، وشدد على ضرورة مواجهة الهيمنة الأميركية؛ عبر تدعيم وتقوية التحالفات متعددة الأطراف. بدوره تطرق وزير الدفاع الصيني للحديث عن تاريخ العلاقات بين الشعبين الإيراني والصيني”.
مؤكدًا هدف بلاده في توطيد العلاقات مع طهران في كافة المجالات، وأن الهدف من هذه الزيارة هو رفع مستوى التعاون الإستراتيجي الدفاعي بين البلدين، وأوضح: “رغم أجواء (كورونا)؛ إلا أن زيارة القيادة العسكرية الصينية إلى طهران؛ تعكس الأهمية الإستراتيجية والجذرية للعلاقات بين البلدين. والتعاون بين القوات المسلحة الصينية والإيرانية؛ يلعب دورًا هامًا في إحباط الهيمنة والأحادية الأميركية ويُسهم في مكافحة الإرهاب”.
وفي نهاية اللقاء؛ أعلن وزير الدفاع الصيني، الدعوة إلى نظيره الإيراني لزيارة “بكين”.
ضرورة تصديق البرلمان العراقي على قوانين رادعة..
في نفس اليوم؛ زار رئيس البرلمان العراقي؛ “محمد الحلبوسي”، “طهران”، والتقى الرئيس الإيراني؛ الذي أعرب عن أمله في تشكيل حكومة عراقية قوية.
وأكد: “بالإمكان أن يكون البرلمان العراقي مكان لتوسيع دائرة التعاون البرلماني؛ مع دول الجوار والمنطقة، والجمهورية الإيرانية لن تتورع عن تقديم أي مساعدة إلى فخامتكم والبرلمان العراقي. ونحن نأمل أن يحول البرلمان العراقي من خلال التصديق على القوانين اللازمة دون بلورة أسباب تهديد الأمن في المنطقة”.
بدوره؛ قال رئيس “البرلمان العراقي”: “نحن هنا للتأكيد على ضرورة استمرار وتدعيم العلاقات الأخوية بين الشعبين الإيراني والعراقي. علمًا أن الوفد الذي يُرافقني يضم مندوبين من جميع العرقيات والمذاهب والأحزاب المختلفة، وهو ما يعكس اهتمام جميع العراقيين بتقوية أواصر الأخوة مع إيران”.
فتح المعابر البرية..
كذلك التقى رئيس “البرلمان العراقي”؛ في “إيران”، نظيره الإيراني؛ “محمد باقر قاليباف”، وكذلك وزير الخارجية؛ “حسين أمير عبداللهيان”، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني؛ “علي شمخاني”.
وخلال اللقاء؛ أكد رئيس “البرلمان الإيراني”: “أن أحد أهم مطالب الشعب الإيراني؛ هو إعادة فتح المعابر البرية مع العراق في فترة الأربعين، ونحن نتوجه بهذا المطلب إلى البرلمان والحكومة العراقية”.
وتعليقًا على قانون تجريم العلاقات مع “الكيان الصهيوني”، أضاف: “على كل الدول الإسلامية العمل تقبيح العلاقات مع الكيان الصهيوني”.
وشدد على الدور الأساس للقضايا الاقتصادية في تطوير العلاقات بين البلدين، وأكد: “التعاون البرلماني قد يكون مؤثرًا في هذا الموضوع، والقطاع الخاص بالبلدين قد يقود باتجاه تطوير العلاقات من خلال المحافظة على الاستقرار في الحوزات الاقتصادية والجارية”.