اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عفوا عن حاملي السلاح في محافظة الانبار الغربية مؤكدا ان الحرب ضد الارهاب فيها لن تطول وان الانتخابات لن تؤجل يوما واحدا .. فيما عادت بعض المؤسسات الحكومية في الفلوجة الى ممارسة عملها بعد تعطيلها جراء سوء الاوضاع الامنية بغم برعض الاشتباكات المتقطعة التي شهدتها اليوم.
وقال المالكي في كلمته الاسبوعية الى العراقيين اليوم الاربعاء ان العراق يخوض اليوم حربا مقدسة ضد القاعدة وتشكيلاتها في اشارة الى تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية “داعش” ووشدد على ان هؤلاء هم اشر الخلق في ارتكاب الجرائم والخروج على الاخلاق والاعراف . واكد ان الجيش والاجهزة الامنية سيواصلون ضرب هذه الجماعات دفاعا عن الحق وانهاء للارهاب وثمن دور العشائر في الوقوف مع “الحق والعدل مع اخوانهم في القوات المسلحة لمواجهة شرور الارهاب”.
ودعا من قال انهم لم يلتحقوا بركب التأييد لعمليات القوات المسلحة ضد القاعدة وداعش الى تاكيد تاييدهم لهذه العمليات ووصف الموقف الدولي الداعم الذي عبر عنه مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي ودول العالم المختلفة للعراق في مواجهته للارهاب بأنه حشد غير مسبوق يؤكد ان العراق على حق في مواجهاته هذه ويحرضه اكثر على مواجهة التظيمات الارهابية الفاسدة التي ترتكب جرائمها في سوريا والعراق . وشدد بالقول “سنستمر بالمواجهة لان القاعدة هي الشر ولابد من بذل كل الجهود لمواجهتها”.
واعلن المالكي عفوا عن المسلحين الذين رفعوا السلاح بوجه الدولة في الانبار وقال “ادعو من تورطوا او تم استغلالهم او استدراجهم ليكونوا اعضاء في مكافحة الارهاب وان يعودوا الى الصف الوطني وسيتم العفو عنهم والترحيب بهم ونستقبلهم ليخرجوا من هذه الازمة التي خلقتها القاعدة”. واضاف ان القوات المسلحة مصممة على مواجهة القاعدة ومنعها من استمرار عملياتها في محاصرة المدن وابناءها وضرب المعونات الغذائية والطاقوية المقدمة لهم في ممارسات سيئة شريرة عرفوا بها.
وشدد المالكي على ان المعركة الحالية في الانبار ضد القاعدة وداعش لن تطول وقال ان “ما تتحدث به القاعدة عن العودة الى المناطق التي خسرتها ماهي الا احلام ابليس فعناصرهم لن تعود الا جثثا لانهم يسعون الى التدمير واعاقة الاعمار والتنمية في العراق والمنطقة”. واضاف “نقول لدول العالم ان هذا الارهاب يسعى الى وقف عجلة النمو والاعمار والنمو والاستقرار وايقاف العملية السياسية لانهم لايؤمنون بالديمقراطية او الحريات اوتداول السلطة ويسعون لتعطيل الانتخابات التي نحن على ابوابها والتي لانريد تأجيلها يوما واحدا والحكومة مستعدة لاجرائها لانها مهمة في تعزيز العملية السياسية والامن والاستقرار”.
وناشد السياسيين قائلا ” قفوا مع الجيش وايدوه وادعو من توقفوا لحد الان عن الالتحاق بالتأييد وحشده لمقاتلي والجيش والعشائر الى الالتحاق بالركب الوطني الداعم للمواجهة ضد الارهاب”. ودعاهم الى الانفتاح السياسي على بعضهم والوقوف معا من اجل هزيمة القاعدة حتى يكون صوت مواجهة الارهاب هو الاعلى زالتوحد في الحرب على القاعدة كما قال.
وطالب المالكي سكان وعشائر مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية الى توحيد مواقفهم ورفض وجود مسلحي القاعدة الذين وصفهم بالاشرار .. وقال “اننا لن نستخدم القوة في المدينة مادامت عشائرها مستعدة لمواجهة القاعدة وطردها من مدينتهم والجيش والشرطة مستعدة لدعمهم وانهاء تواجد القاعدة ومنع اي تدهور امني حتى تعود الى الاعمار والبناء لان مسلحي القاعدة لايريدون لها الا القتل والتخريب”.
الحياة تعود الى الفلوجة تدريجيا برغم بعض المواجهات
وقد عادت بعض المؤسسات الحكومية في الفلوجة الى ممارسة عملها بعد تعطيلها جراء سوء الاوضاع الامنية برغم بعض الاشتباكات التي شهدتها المدينة ومناطق بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار اليوم الاربعاء.
فقد بدأت مديرية تربية الفلوجة والمصارف والبلدية عملها وتقديم خدماتها الى المواطنين فيما تتولى
اللجنة المدنية لادارة المدينة الحفاظ على امن المواطنين والممتلكات الحكومية والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية لتأمين وصول المساعدات الى اهالي المدينة .
وتجري اتصالات اليوم بين اللجنة والسلطات الحكومية لتسليم المدينة اليوم الى الى قوات الشرطة المحلية بعد رفض السكان وممثليهم دخول قوات الجيش اليها حيث تناقش مع الحكومة المحلية والقوات العسكرية في محافظة الانبار اجراءات ضبط الامن واعادة الحياة الى طبيعتها في قضاء الفلوجة.
وكان مقاتلو القاعدة في العراق يسيطرون على مساحات كبيرة من الصحراء في غرب البلاد بمحاذاة الحدود السورية قبل ان تبدأ القوات المسلحة منذ حوالي الاسبوعين هجوما واسعا لتدمير قواعدهم العسكرية هناك.
ووفقا لتقارير الحكومة العراقية ومصادر في وزارة الداخلية فقد قتل اكثر من 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الايام الاربعة الماضية من المعارك في محافظة الانبار.