خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
اتخذ “الكيان الإسرائيلي” والحلفاء في الغرب؛ بل والمنطقة، (منذ احتلال فلسطين)، العديد من الخطوات التي من شأنها تدعيم وتثبيت الاحتلال ووقف المقاومة؛ بحسب “سعد سبحاني”، في تقرير نشرته صحيفة (جام جم) الصادرة عن “هيئة الإذاعة والتلفزيون” الإيرانية.
في غضون ذلك؛ تحولت بعض الاجتماعات والمؤتمرات والاتفاقيات إلى نقطة واضحة وهامة لتلكم الإجراءات والمساعي الوقحة. وجولة بين هذه المؤتمرات ومصيرها قد تكون مفيدة لكل من يُطالع ويدرس باستمرار تاريخ العلاقات الدولية.
01 – تل باسم “كامب ديفيد”..
وقع الرئيس المصري الأسبق؛ “أنور السادات”، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك؛ “مناحم بيغن”، اتفاقية “كامب ديفيد”؛ بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 1978م، وقد كانت أول اتفاقية سلام بين الطرفين: العربي والإسرائيلي.
بعبارة أفضل، فقد كان “السادات” أول رئيس دولة عربية يُقرر تطبيع العلاقات مع الصهاينة. وهو السبب ذاته الذي كان سببًا في اغتياله على يد؛ “خالد الإسلامبولي”، بعد عامين فقط على توقيع الاتفاقية. وكان موت “السادات” مؤشر واضح على إنهيار “كامب ديفيد”؛ حيث لم يُعد لتلك الاتفاقية أي وزن في الداخل المصري، ويُطالب أغلب أبناء الشعب بإبطال هذه الاتفاقية.
02 – مؤتمر “مدريد” والمصير المجهول..
إنعقد “مؤتمر مدريد”؛ في العام 1991م بغرض الحيلولة دون إشتعال نيران الانتفاضة الفلسطينية. وكانت “الولايات المتحدة” قد سقطت في مأزق مساعدة “الكيان الصهيوني” لإحباط غضب الفلسطيين، وذلك بعد اندلاع “الانتفاضة الفلسطينية الأولى”؛ في خريف العام 1987م.
ومن التدابير التي اتخذتها “واشنطن”؛ آنذاك، إطلاق “مؤتمر مدريد للسلام”. وكان الرئيس الأميركي آنذاك؛ “جورج بوش-الأب”، ووزير خارجيته؛ “جيمس بيكر”، عراب هذا المشروع الذي انتهى دون الخروج بأي حلول أو نتائج.
03 – اتفاقية العار في العاصمة النرويجية..
في العام 1993م، وقعت “منظمة التحرير الفلسطينية”؛ مع “الكيان الصهيوني”، بالعاصمة النرويجية؛ “اتفاقية أوسلو”، والتي كانت من منظور القيادات الغربية مجرد مسعى يستهدف تحديد أطر معينة للقضاء الشامل على أسباب النزاع “الصهيوني-الفلسطيني”.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة “السلطة الفلسطينية”؛ باعتبارها جهاز إداري مؤقت. وقد كان من المقرر اختبار الاتفاق مدة خمس سنوات؛ يتخذ بعدها صفة الديمومة.
ورغم تفاؤل قيادات “منظمة التحرير الفلسطينية”؛ إلا أن القيادة الصهيونية لم تلتزم بأي من تعهداتها، وكانت تطلب المزيد من الإمتيازات. واليوم أضحى “اتفاق أسلو” من الماضي رسميًا.
04 – وفاة “كامب ديفيد” مجددًا..
عُقدت في العام 2000م، سلسلة من المباحثات بين “الكيان الصهيوني” وفصائل فلسطينية تتبنى خطاب التطبيع، وذلك في أعقاب تكرار الحديث عن موضوع ملكية “بيت المقدس”.
وكان “ياسر عرفات”؛ قد أعلن بوضوح نيته إعلان تأسيس “دولة فلسطينية” مستقلة عاصمته؛ “القدس”. في المقابل كانت الأطراف الأميركية والصهيونية تُصر على ملكية “إسرائيل”؛ لـ”المسجد الأقصى” و”بيت المقدس”. وقد باءت هذه الجلسات بالفشل الذريع باعتراف القيادات الأميركية.
05 – خريف الصهاينة في “آنابوليس”..
بعد فشل سلسلة مباحثات “كامب ديفيد-2″، في فترة الرئيس الأميركي الأسبق؛ “بيل كلينتون”، أكد خلفه؛ “جورج بوش-الابن”، عزمه حل “القضية الفلسطينية” بشكل دائم، وقد استغل كل إمكانياته في القضاء على خطاب المقاومة تمامًا من خلال عقد اتفاقية شاملة بين الصهاينة والعرب و”السلطة الفلسطينية”.
وعُقد “مؤتمر آنابوليس”؛ بتاريخ 27 تشرين ثان/نوفمبر 2007م، في مقر “الأكاديمية البحرية الأميركية”؛ بولاية “مريلاند”، بمشاركة قيادات “السلطة الفلسطينية” وكيان الاحتلال ومندوبين عن الدول العربية، ولم يُسفر إلا عن فشل هذا التحالف الوقح ضد خطاب المقاومة.
لعبة العرب الخاسرة في “صحراء النقب”..
بعد افتضاح علاقات بعض الدول العربية؛ كـ”الإمارات والبحرين ومراكش ومصر”، مع “الكيان الصهيوني” والدعم السعودي المعلن لذلك المسار، عقد وزراء خارجية الرباعي العربي مع المسؤولين الصهاينة؛ برعاية أميركية في “صحراء النقب”؛ حيث دار الحديث عن المشروع المعروف باسم هندسة المنقطة أمنيًا كمقدمة لتشكيل (ناتو عبري-عربي).
وبالتوازي مع إنطلاق أعمال الجلسات، وبينما كان رئيس الوزراء الإسرئيلي؛ “يائير لابيد”، يلقي كلمة، انتشرت الأخبار عن عملية استشهادية في “منطقة الخضيرة”، والتي أدت إلى مقتل: 06 صهاينة. وقد ساهمت رود أفعال المقامة والرأي العام الإسلامي في فشل هذه القمة وتحويلها إلى مجرد ساحة لإلتقاط الصور التذكارية.