رغم ان المكتب الاعلامي للسيد نوري المالكي نفى أي دور للمالكي بعودة الشيخ علي حاتم سليمان الى بغداد وظهوره في المشهد السياسي كحلقة جديدة من حلقات الصراع الدائر بين الاطار التنسيقي وتحالف ” انقاذ وطن ” ، الا ان الرأي السائد في الشارع وعند النخب السياسية والعارفين ببواطن الامور وخلفياتها واسرارها يؤكدون ان هذه العودة ، التي سبقتها عودة رافع العيساوي ، صفقة سياسية راعيها ومهندسها السيد المالكي لضرب تحالف ” انقاذ وطن ” تحت الحزام وتحديدا تحالف السيادة بزعامة الشيخ خميس الخنجر ، والاكثر تحديداً وخصوصية لتصغير وتفتيت زعامة السيد محمد الحلبوسي !
يقول المكتب الاعلامي للمالكي إن “بعض الأطراف تحاول تضليل الرأي العام عبر تسويق قضية إسقاط التهم عن (السليمان) وسبقها (رافع العيساوي) وإثارة الشارع حول الآخرين على اعتبار كان لهم دور في ساحات الاعتصام”، و أن “الأطراف التي أثارت تلك القضايا هي منافسة لهؤلاء وفي الساحة السنية”..في اشارة الى تحالف عزم المتحالف مع الاطار التنسيقي .
ويزج البيان بزعيم تحالف فتح السيد هادي العامري كمتهم ثان في صفقة واضحة المعالم بتوقيتاتها قبيل انطلاق جولة جديدة من الصراع بعد انتهاء مدّة السيد الصدر التي منحها للاطاريين كي يشكلوا الحكومة ، قبل الذهاب الى خيارات اخرى !
وقراءة للمشهد السياسي الحالي ، تشير الى ان تحالف عزم اضعف من ان يقوم بدور العراب لصفقات من هذا النوع ، وان المؤهلين للعب هذا الدور هم الشخصيات المتنفذة في الاطار وعلى رأسهم السيد المالكي صاحب اعلى المقاعد الاطارية والعقدة عند السيد الصدر لتحالف محتمل بين الاطار وانقاذ وطن خارج التواجد المالكي ، وهو الشرط الصدري القائم حتى الآن .
السيد هادي العامري نأى بنفسه عن هذه الصفقة فاصدر بياناً شديد اللهجة ضد عرّابيها ، ” نستغرب أشد الاستغراب من عودة قادة المنصات التي مهدت بشكل كبير إلى تمكين داعش من بسط سيطرته على مساحات واسعة من العراق” و ” لا يمكن أن نقبل بأي حال من الأحوال أن تكون المساومات السياسية ثمناً للعفو عن هؤلاء المجرمين “،
لكن عضو الاطار التنسيقي السيد عباس العرداوي اعتراف بصريح العبارة في لقاء متلفز بأنهم وراء عودة العيساوي للساحة السياسية من أجل ضرب الحلبوسي والتحالف الثلاثي..! وفي مواجهة التأكيد العرداوي يقول النائب الاطاري عن كتلة السند الوطني النيابية فالح الخزعلي انه “لامصالحة مع أصحاب الفتنه على حساب دماء الشهداء وسنتخذ الأجراءات القانونية أمام القضاء بحقهم على جرائمهم بحق الشعب العراقي”..!
تصريحات متناقضة لقوى مهمة داخل الاطار التنسيقي قد تقلب السحر على الساحر ، ونشهد انقسامات حادة ، بين دعاة تشكيل كتلة ضغط من ” أي كان ” من الساحة السنيّة ضد التحالف الثلاثي وتحديدا تحالف السيادة لإضعاف الخنجر والحلبوسي ونقل مجريات الضغط الى علاقة السيادة بالسيد الصدر وبين الرافضين لصفقة من هذا الطراز وعلى راسهم السيد هادي العامري كما جاء في بيانه ، ولا نعلم بخوافي الامور ان كانت التصريحات تبادلاً للأدوار !
الايام القادمة حبلى بمتغيرات في مشهد سياسي ملتبس قد يودي الى اطالة زمن الازمة ومجريات انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة لاحقاً ، او ستذهب الاطراف كافة الى صفقة غير واضحة المعالم حتى اللحظة ، صفقة تخرج البلاد من الازمة وتعيدها الى اصل الازمة بحكومة التوافق والمحاصصة !