في محاضرة على الهواء مباشرة للدكتور عبد الحليم زيدان أستطيع تصنيفها أنها في موضوع القيادة الإدارية وأزمة القرار في عصرنا الحالي ودرجة تحقق القدوة في القيادات والإدارات الحكومية وغير الحكومية أيضا، بعد التفكير في كلامه لاحظت أن كلمة الموثوقية مفتاحية في مشاكل مجتمعنا، فمع الموثوقية في الأفكار والتقليدية الرهيبة التي تعترض أي تقدم نحو تحديث المجتمع وإصلاحه وجعله في مسار الإنتاج المدني بدل كونه على هامش الحياة بل بسلوكيات فيه اضحى عالة على الحياة أمام نوع آخر من الموثوقية وهي الموثوقية المفقودة في القيادات والعاملين في التطوير المدني الذي اصبح كلاما بلا واقع ، وبمقابلة الموثوقيتان مع بعضهما تتضح أسباب ومعالم الحالة الصفرية في تجمعاتنا البشرية التي لم تعد ترتقي لتوصف بالمجتمع.
مفاهيم مشوهة:
تحدثت الندوة عن وصف لأساليب القيادة وفقا لدانييل جولمان، ودانييل جولمان لا يتحدث عن أساليب القيادة في مجتمعنا وإنما في مجتمعه، ونلاحظ التصنيف الموجود فيها لنجد أن ما اعتبره جولمان بقيادات فاشلة هي من تسيطر واقعا في بيئتنا، بينما تبعد القيادات التي اعتبرت ناجحة في مجتمعنا، لتزداد ازمه التضارب في الموثوقية لتتدنى إلى حد الفشل الحكومي في القيادة الإدارية وتحريك عوامل التنمية وبالتالي تكون دول فاشلة رغم أنها غنية بمواردها الطبيعية والبشرية.
الموثوقية وفقدان الموثوقية
مشكلة تضارب الموثوقية لا تؤدي إلى فقدان القدوة وحسب بل أنها تزيد من موثوقية التمسك بالماضي باعتباره مصدر إضاءة ونجاح وعوامل كثيرة كالشرف والشجاعة والبطولة والوجود وكل ما يحفز غرائز الإنسان من التدين إلى التملك والسيادة وحتى النوع، وتجعل كل شيء يجب أن يكون بذات الدرجة من الموثوقية في أحلاموأماني الجمهور فنجد أن المجموعات البشرية هي مجموعات سلبية والفاعل بها هو من يعتبر بؤرة صراعات عدمية لفرضه ثوابت هي متغيرات في الحياة المدنية، سواء كان هذا يزعم الدين أو الليبرالية أو العلمانية أو أي كان.
مصفوفة فوكا (((Volatile uncertain complex Ambiguous) (الرسم من المحاضرة)
واقعنا المعقد جدا لتولي قيادات تطلب إما أن تطاع أوتتبع دون تفكير، وهي من القيادات الفاشلة التي صنفها جولمان والتي ممكن أن ندرجها للفائدة:
قيادة مستبدة (تطلب الطاعة وتقيد من معها)((1))، قيادة تطلب تقليدها((2)) (تحب من ينافقها ابيض أو اسود)، قيادة تدعو للانسجام والتكامل((3))(تصالحية تتعامل مع الموجود بشراكة وتسد الثغرات)، قيادة ديمقراطية((4))( تسال الراي وتتبع الأكثرية بمصداقية وليس شكلية)، قيادة ناقلة للخبرة((5))( ترتقي بالكوادر وتعلمها فلا تجد فراغا في القيادة الإدارية أو الإدارة العامة والفنية)، قيادة استشرافية((6))(ترى المستقبل وتحشد تجاه الفكرة والرؤية).
نلاحظ أن الأول والثاني يغلب على نوعية القيادات في بيئتنا وهي مصنفة فاشلة عند جولمان
ما لذي نحتاجه:
نحتاج إلى قيادات قدوة، وقدوات ريادية في العمل وهذا لايأتي في واقعنا الطارد للناس الجادة أو القيادية من الأصناف الناجحة، لان الأمور بيد قيادات من النوع الفاشل المحبط لأدوات النهضة والرقي من العلماء والمبدعين والمفكرين ويعتبرونهم خطرا على مواقعهم التي تبقى متخلفة لان قدرتهم على الإبداع والتطوير تكاد تكون معدومة أو متوجهة لغير ما هو مطلوب واقعا.
كيف نتعامل مع الواقع:
الصورة تشرح بعض النقاط العامة، لكننا لو نظرنا إلىواقعنا فإننا نحتاج من القيادات الحالية والتي صنفت وفق مصفوفة فوكا قيادات فاشلة، أن تكون اكثر واقعية في رعاية وتنشئة قدوات بدل إحباطها، أو تهميشها، ومن الضروري رعاية الكوادر القيادية الاستشرافية والناقلة للخبرة بالذات في عرضها كقدوة، والاستفادة من القيادات الديمقراطية والقيادات التي تدعو للانسجام وقادرة على اكتشاف القدوات والقيادات الحقلية والتي يمكن أن تقود التخطيط والتفكير وبالتالي ننشئه القدوات لبناء جيل جديد كمثال للرقي يتبعه لحد ما الشباب إلى أن يكَوّنوا مسارهم الخاص بإبداعهم وهكذا ترتقي امتنا من كبوتها التي طال بها الزمن.