خاص : بقلم – مصطفى السعيد* :
*كاتب صحافي ومحلل سياسي
لا شك في وجود سر كبير جعل الرئيس الروسي؛ فلاديمير بوتين”، يوقف حملة تحرير المجمع الصناعي للصلب في “ماريوبول”، وأن يظهر بنفسه أمام التلفزيون وهو يأمر وزير الدفاع بالإكتفاء بتشديد الحصار، فالعالم الغربي بكل مؤسساته طالب بوقف العملية، والإبقاء على المحاصرين أحياء، من الأمين العام لـ”الأمم المتحدة” إلى الرئيس الأميركي؛ جو بايدن”، وباقي رؤساء “أوروبا”، وبعد إيقاف “بوتين” لحملة تطهير باقي المجمع، الذي لم يتبق منه إلا القليل، ظهرت مبادرات الحل السلمي بكثافة.
لم تكن شبكة الأنفاق تحت “المجمع الصناعي للصلب” هي السبب، فخريطة الأنفاق التي بناها “الاتحاد السوفياتي”؛ موجودة لدى “موسكو” بكل تفاصيلها وعمق كل منها، ومداخله ومخارجه، وكان من السهل إغلاقه أو تقطيع أوصاله بعدة صواريخ أعماق، ثم اصطياد كل المحاصرين. وما فعله “بوتين” هو تجميد هذا الوضع، وإبقاء المحاصرين حتى يستمع إلى تفاصيل المبادرات، ومدى توافقها مع مطالب “موسكو”، وفي نفس الوقت يواصل حملة السيطرة على باقي “دونباس” وجنوب “أوكرانيا”، بما فيها “ميناء أوديسا”، حتى الوصول إلى حدود “مولدافيا”، وفيها جمهورية منفصلة مازالت متمسكة بأنها “جمهورية سوفياتية”، وتُسمى: “جمهورية ترانسنيستريا”، وهي بطول الحدود بين: “مولدافيا” و”أوكرانيا”، وطرفها الشرقي قريب من “أوديسا”.
ما يكمل أسطورة السر الكبير؛ هي رفض مقترح استسلام من فيها، والذين لا يمكن أن يصمدوا إلا بوعد يثقون به في أنهم سيبقون على قيد الحياة، وسيتم تحريرهم عن طريق المفاوضات، فالمحاصرون ليس لديهم أي أمل في الخروج، بعد أن نفذت معظم ذخيرتهم، ولم يتبق لديهم إلا القليل من الماء والطعام، والمُرجح طبعًا أن بهم جنرالات من عدة دول من حلف الـ (ناتو)، كانو يُديرون المعارك، لكن سيظل السؤال معلقًا حول الثمن الذي ستدفعه دول “أوروبا” و”أوكرانيا” مقابل: “كنز المحاصرين”.
“مجزرة كييف”.. هل قتل الروس 1009 بعد تعذيبهم في العاصمة دون أن يدخلوها ؟
الإعلان عن العثور على: 09 جثث في العاصمة الأوكرانية؛ “كييف”، عليها آثار تعذيب، وألف جثة أخرى في المشارح جرى إطلاق الرصاص عليها من مسافة قريبة جدًا، واتهام القوات الروسية بأنها ارتكبت مجزرة في العاصمة؛ “كييف”، رغم أن القوات الروسية لم تدخل “كييف”، وكانت تطوقها من مسافة بعيدة جدًا.. أتذكر أن السلطاات المحلية للمدينة كانت تُعلن حظر التجول في المدينة، وتقول إن أعوانًا لـ”روسيا” يتنقلون ليلاً لإشاعة الفوضى، ويُعلن مراسلو قناة (الجزيرة)؛ القطرية، عن سماع أصوات إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة داخل المدينة، والمُرجح أن (كتائب آزوف) كانت تُطارد المواطنين المعارضين، وكل من يتحدث اللغة الروسية، وتعتبرهم خونة ومتعاونين مع “روسيا”، وتقتلهم فورًا دون محاكمة، والآن يستخرجون جثثهم، وتقديمهم للإعلام الأوروبي والأميركي على أنهم ضحايا مجزرة للقوات الروسية التي لم تدخل المدينة.