22 نوفمبر، 2024 10:56 م
Search
Close this search box.

أحداث ألانبار ضعف أمني وخيانة المعارضة

أحداث ألانبار ضعف أمني وخيانة المعارضة

مايجري في ألانبار ليس جديدا ولا مفاجئا لمن يعرف بنية ألاجهزة ألامنية وسياقات العمل فيها بدءا من مسؤوليها ومراتبها الى تنظيمها الذي تكثر فيه العناوين وتضمحل فيه المضامين مما جعلها سهلة ألاختراق لاتقوى على دفع ألارهاب عن العراق , وضعف ألاجهزة ألامنية هو نتيجة لضعف الحكومة , وضعف الحكومة هو نتيجة لضعف ألاحزاب المكونة لها يتساوى في ذلك الديني والعلماني , وضعف ألاحزاب هو الذي أدى الى الخلل في العملية السياسية ومنتجاتها من دستور مليئ بالثغرات القاتلة , وأنتخابات مفتوحة على ألاهواء وألامزجة ومعرضة للتلاعب حتى أصبح المال سيد اللعبة ألانتخابية , وأمتيازات الدولة  حكرا على أحزابها التي أصبحت تتخذ من الطائفية سلاحا للبقاء والمناورة التي تعطل مدركات العقل .
ومن يعرف ضعف الحكومة وأجهزتها ألامنية التي جعلت هروب سجناء ألارهابيين أمرا شائعا ليس لقوة وذكاء المجموعات ألارهابية ولكن لضعف وخيانة بعض المسؤولين والمراتب وحادثة هروب ألارهابيين من سجن الكاظمية مثلا من أمثلة كثيرة لاتسر المخلصين من أبناء العراق الذين صبحوا مغلوبين على أمرهم من أرهاب لايرحم ومن مسؤول لايفهم .
ومن معارضة على سلوكياتها الشائنة وأخطائها القاتلة لاتعترف ولاتندم , ومن هذه الثنائية التي تحمل ألاحباط والفشل الذي يصنع العار ظهرت أحداث ألانبار التي غذتها منصات ” ألانتقام ” والتي سموها غيلة وكيدا بمنصات ” ألاعتصام ” والتي أصبحت حاضنة للارهاب الذي أنشد متجاهرا ” أحنا تنظيم أسمنا القاعدة ” وتصريح من هذا المستوى ومن طبيعة المكان كان يمكن أن يكون محلا فاصلا بين من يريد حقا المطالبة بالحقوق وهي مسلوبة في كل محافظات العراق , مما يسقط دعاوى التهميش والتفرقة لهذا الطرف أو ذاك , ومن يريد أن يجعل التظاهرات وألاعتصامات ساحة للارهاب ومجموعاته التي أصبحت ” داعش ” عنوانا لآغتيال الكرامة والسيادة والوطن , وهذا مايريده الذين يقفون ورائها بالتمويل والتسليح وهم معروفون كتبت عنهم صحف الغرب , بينما ظلت صحف المنطقة وبعض من صحف العراق تجتر العناوين الطائفية وتتلهى بالتبريرات التي لاتنتج ألا عجزا وضياعا .
أن الجماعات التي سمت أنفسها بالمعارضة للحكومة لم تكن صادقة في توجهها , وأذا كانت أحداث ألانبار كشفت ضعف الحكومة وأجهزتها ألامنية , فأنها كشفت كذلك خيانة من يسمون أنفسهم بالمعارضة لآن خطابهم كان منذ ظهور مايسمى بمنصات ألاعتصام خطابا متحيزا ليس فيه نكهة للوطن ولا أخلاصا للمواطن , بل فيه كل مايخدم ويشجع المجموعات التكفيرية ألارهابية حتى أصبح البعض منهم ناطقا بأسم ألارهاب والدول التي تمول وتدعم ألارهاب , وزيارة أحدهم لقطر التي لاتوجد لديها سفارة في بغداد وهو يشغل منصبا سياديا مما يجعله ضالعا في الصف الذي يتأمر على العراق , في حين أصبح بعضهم ممن يشكل رأسا من رؤوس عملية غسيل ألاموال في ألاردن راعيا للقائمة المعارضة , وداعما لمايسمى بساحات ألاعتصام التي ظهرت حقيقتها بأنها ساحات ” ألانتقام ” وما تتعرض له الفلوجة وأهلها والرمادي وجوارها , والقائم الحدودية , وربيعة , ومدن شمال الفرات يتحمل مسؤوليتها الذين تفاخروا بساحات ظهرت حقيقتها اليوم للجميع , بينما كانت حقيقتها واضحة لنا وحذرنا من مغبة ألانسياق ورائها لآنها معروفة الهوية ومعروفة النوايا , ألا أن أولئك أصروا طمعا بأغراءات مالية يستسلم لها من باع هوية وسيادة الوطن ومايجري في الفلوجة والرمادي هو عار على من وقف بوجه الجيش العراقي وحرض عليه الغوغاء والجهلة الذين خدموا المجموعات التكفيرية ألارهابية وأصبحوا عونا لها وملاذا عندما قامت بقتل بعض الجنود قرب الفلوجة مثلما قامت مجموعة أخرى بألاعتداء على السيطرة العسكرية في الحويجة والتي حولتها القنوات الفضائية المحرضة الى مجزرة لتندد بالحكومة وهو عمل متقدم لخدمة المجموعات ألارهابية التي تعيث اليوم خرابا في الفلوجة وبقي الفريق المعارض صامتا يتفرج على المشهد الدامي معلالا نفسه بتبريرات لاتنطلي على طلاب المدارس ألابتدائية .
أن الذين عارضوا دخول الجيش العراقي مدن ألانبار لتتبع المجموعات التكفيرية ألارهابية حتى لاتبطش بالمواطنين هم الذين يتحملون اليوم مسؤولة الدماء التي تسيل والخراب الذي يعم مدننا العزيزة في ألانبار , وهؤلاء لايجب بعد اليوم أن يكون لهم موضع قدم في العملية السياسية ومنظومتها من برلمان وحكومة مالم يعلنوا ندمهم وأعتذارهم من الشعب العراقي , والذين سارعوا الى الفتاوى التحريضية التي صنعت الفتنة عليهم أن يستغفروا الله ويتوبوا اليه ويقدموا أعتذارهم للشعب العراقي , والحكومة التي لم تسمع النصيحة ولم تغير رؤوس الفساد في ألاجهزة ألامنية عليها أن تتحمل مسؤولية ألارباك والخلل الذي أعطى للمجموعات ألارهابية فرصة التمدد وألانتشار حتى دخلت مدن ألانبار وعاثت فسادا , والشعب العراقي المظلوم والمنكوب عليه أن يستفيد درسا مما حصل سواء في ألانبار أو في غيرها وأن يأخذ في حسبانه أسقاط كل الرؤوس التي كانت سببا في تدهور العملية السياسية وموت المؤسسات ألادارية والصحية والتربوية والتعليمية والصناعية والتجارية والزراعية ,وأسقاط هؤلاء من المحسوبين على الحكومة والمعارضة لايتم ألا بواسطة ألانتخابات القادمة بأعتبارها مدخلا سلميا للتغيير حتى نعيد الكرامة للمواطن والهيبة للوطن وجيشه , وتلك مهمة العراقيين المخلصين من عشائر وحواضن دينية ونخب ثقافية وسياسيين وشباب لايستبدلون ولاء الوطن بغيره .

أحدث المقالات